مرت أمس الذكرى الثانية لرحيل المطربة وردة، وكانت بحق وردة الغناء العربى وإحدى النجمات المضيئة فى تاريخ الأغنية العربية. رحلة وردة فى عالم الغناء والطرب امتدت لأكثر من نصف قرن بدأت رحلتها الفعلية فى عالم الطرب مع مطلع الستينيات من القرن الماضى، جاءت من الجزائر الشقيق بلد المليون شهيد بحثاً عن الشهرة والمجد فى القاهرة، وأثبتت موهبتها من الأغنيات الأولى «اسأل دموع عينيه» «بحبك»، «فوق ما تتصور»، «الأيام»، وشاركت فى أوبريت «الوطن الأكبر» مع حليم وشادية ونجاة وفايدة كامل وأبدعت فى رائعة رياض السنباطى لعبة الأيام، وقامت ببطولة فيلمى «ألمظ وعبده الحامولى» و«أميرة العرب» وبسبب شائعات سخيفة عن علاقتها بالمشير عبدالحكيم عامر غادرت القاهرة وعادت إليها مع مطلع السبعينيات وشهدت تلك الحقبة التألق الحقيقى لوردة خاصة بعد أن ارتبطت عاطفياً وفنياً مع الموسيقار الفذ بليغ حمدى، وأبدعت فى تلك الحقبة عشرات الروائع الغنائية «العيون السود» و«أنا مالى» و«بلاش تفارق» و«مستحيل» و«ولاد الحلال» و«لو سألوك» و«ولو انك يا حبيبى بعيد» و«أوقاتى بتحلو معاك» و«وحشتونى» و«مالو» و«معجزة» «اسمعونى» و«جيت فى وقتك» و«معندكش فكرة» وغنت من ألحان عبدالوهاب «لولا الملامة» ورائعتها «فى يوم وليلة»، وقامت ببطولة فيلمى حكايتى مع الزمان 1973 و«آه يا ليل يا زمن» 1977 وأبدعت فى هذا الفيلم أغنيات «حنين» و«ليالينا» و«مساء النور» و«الهنا» و«ياعينى يا ليالى». وقامت فى سنة 1978 ببطولة مسلسل «أوراق الورد» وغنت فيه مجموعة من الأغنيات القصيرة «بوسة على الخد» «أنا عندى بغبغان» «آه لو قابلتك من زمان» «كل سنة وانتى طيبة يا مامتى». ولا ننسى أغانيها الوطنية وأشهرها «على الربابة» و«والله زمان يا مصر» وأنشودة «يامصر يا غالية» 1980 تأليف حسين السيد وألحان محمد عبدالوهاب، وواصلت «وردة» التألق فى حقبة الثمانينيات بمجموعة كبيرة من الأغنيات منها «وحيدة» و«يا حبيبى لا تقل لى» تأليف الشاعر إبراهيم عيسى ألحان العملاق رياض السنباطى فى أبريل 1980، و«قال إيه بيسألونى» و«شعورى ناحيتك» و«قصة حب» و«قلبى سعيد» و«ياما ليالى». وفى أبريل 1982 غنت رائعة محمد عبدالوهاب ومحمد حمزة «أنده عليك بالحب» وفى 10 مارس 1983 أبدعت وردة إحدى أجمل أغانيها «أكدب عليك» تأليف مرسى جميل عزيز ألحان محمد الموجى. وفى 20 يونية 1985 غنت «بعمرى كله حبيتك». ومع مطلع التسعينيات غيرت وردة جلدها الفنى تماماً باتجاهها لملحنين جدد وإيقاعات حديثة وتألقت فى أغنيات «بتونس بيك» و«جرب نار الغيرة» «يا ليل يا آخر المشوار» و«حرمت أحبك» واحتفظت بالكلاسيكيات فى أغنيات «أصلك تتحب» و«قبل النهاردة». وفى عام 1993 حينما رحل رفيق الدرب بليغ حمدى غنت له رائعة «بودعك» وهو آخر لحن وصنعه بليغ لوردة حينما شعر بدنو أجله. وغنت أيضاً «يا خبر» ألحان حلمى بكر والعديد من الأغنيات الوطنية أشهرها «البطل ده من بلادى» و«بحبك بقلبى» وقامت فى الألفية الجديدة ببطولة مسلسل «آن الأوان» واستمرت فى عطائها حتى رحيلها يوم 17 مايو 2012 وأصر الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة على إرسال طائرة خاصة لنقل جثمانها ودفنه فى الجزائر تكريماً لعطائها للأغنية العربية.. وردة الجزائرية ستظل أبد الدهر أحد رموز الأغنية العربية صوتها جمع بين القوة والجمال والرومانسية وإنتاجها الغزير على مدى نصف قرن دليل دامغ على عطائها للأغنية العربية، يكفى أنها استطاعت إثبات وجودها فى عصر كوكب الشرق أم كلثوم، رحم الله وردة الغناء العربى فى كل العصور.