لا أعرف من الذى يفكر للمرشح على رئاسة الجمهورية عبدالفتاح السيسي، أو من الذى يضع له خططه وبرامجه، ومن يختار صور مقابلاته التي تنشر في الاعلام، وذلك من الآن حتى يوم الانتخابات .. وهل هناك من يحاول أن يقدمه باعتباره مرشح فلول الحزب الوطنى أو أنه الامتداد الطبيعي لنظام مبارك أو المجلس العسكري بعد 25 يناير، أم أنه عودة الى التجربة الناصرية ؟!.. بالطبع جماعة الاخوان تحاول ذلك بكل ما أوتيت من خسة ونذالة، وبلا شك إن فلول الحزب الوطنى يحاولون بكل ما أوتوا من فساد.. والناصريون يحلمون باستولاد الزعيم من جديد.. ولكن عبد الفتاح السيسى نفسه ماذا يريد؟! ولأنني لا أعرف الرجل، مثل كل الشعب المصرى، إلا فى حدود مواقفه الوطنية، كوزير للدفاع، لحماية الدولة من مؤامرات الإخوان ثم الاستجابة لثورة الشعب فى 30 يوينة بمنع هذا التنظيم الإرهابى من السيطرة على المصريين واستعبادهم باسم الدين، ثم الحصول على تفويض شعبي للتصدي للإرهاب والإرهابيين.. ولذلك فإنني أشك ان يكون «السيسى» من فلول الحزب الوطنى أو مجرد واجهة لأنظمة سابقة.. فمن يفعل ما فعله فى 30 يوينة لا يمكن أن يكون ضد 25 يناير!! ولكن هناك مؤشرات وعلامات، وأشخاص يحاولون من خلف الستار تظهر الرجل على عكس ما يجب ان يكون عليه، وما يريده الشعب.. بداية من حبس عدد من الشباب المحسوبين على ثور يناير، وتدشين حملات تسريب المكالمات التليفونية لعدد آخر، وما بينهما من رسائل مبارك المسجلة التى تدعم ترشحه وتهزأ من المرشح المنافس حمدين صباحى، وهو الرجل المتهم بقتل المتظاهرين فى الثورة وبفساد عمره 30 سنة، ثم الترويج بقدرة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى المتهم بتنفيذ إعدام المتظاهرين بإمكانياته فى القضاء على الإرهاب فى 3 أيام. وأخيرا ظهور مبارك من خلف نوافذ المستشفى، كمطرب معتزل، يلوح لمعجيه، والأنباء عن قرب ظهور سوزان مبارك على التليفزيون في حوار حول إنجازاتها دون التطرق لو بكلمة واحدة عن فساد مبارك ونظامه أو محاولات توريث الحكم لابنها، ولا عن أسرار القصر اثناء ثورة 25 يناير، فمن يحاول منحها الفرصة لتنظيف 30 سنة من الغسيل القذر لهذا النظام فى ليلة واحدة.. وتحصل على مليون دولار كمان؟!! لا بد أن يعلن «السيسي» موقفه من كل ذلك من خلال برنامج انتخابي يبرئه من شبهات مبارك والحزب الوطني معا وحتى من الناصريين.. لأنها إشارات سلبية داخليا وإقليميا ودوليا، ولن يرضى ذلك الجماهير التي تحلم بمصر جديدة لا فساد فيها، ولا استحواذ لحزب أو جماعة على مقدراتها دون الشعب كله.. المصريون يريدون دولة عصرية متقدمة ديمقراطيا واقتصاديا وعلميا، ويستحقها هذا الشعب الذى دفع من دمه وحياته وأرواح أبنائه ثمن أخطاء عبد الناصر، ومغامرات السادات، وفساد مبارك، وخيانة الإخوان.. ومن المؤكد أنه ليس خافيا علي «السيسي» أن الجميع يريدون استغلال شعبيته وإعادة إنتاجها لصالح أوهامهم السياسية أو مصالحهم الاقتصادية الفاسدة بمن فيهم مبارك وفلوله.. وقد قام عدد كبير من قيادات الحزب الوطني المتورطة في فساد وإفساد الحياة السياسية في الصعيد والدلتا، والذين استولوا على مقاعد مجلس الشعب بالتزوير وبالقبلية والعصبية لمدة 30 سنة.. بنصب خيام أمام مكاتب الشهر العقارى لمساعدة الناس على تحرير التوكيلات ل«السيسى»، ونفس الاشخاص قادوا قبل ذلك حملات رفعوا فيها صور عبد الناصر والسادات و«السيسي» بدعوى تأييد الدستور الجديد وهم في الحقيقة يريدون Nعلان ولائهم للزعيم الجديد.. ولولا بعض الخوف من كشف حقيقتهم الفاسدة وتعرية انتمائهم للحزب الوطنى لوضعوا صورة مبارك وابنه جمال.. ولا بد أن يعلم «السيسى» أن جماهيريته الكبيرة كانت ومازالت ليست حبا فى شخصه ولكن كرها في الإخوان، وعليه أن يقدم للناس شخصيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستقلة عن أي زعيم أو حزب أو تنظيم.. فليس في صالحه أبدا Bن يبدو الرئيس الذى يقود ثورة ضد الشعب!