يبدو أن السيد حمدين صباحي المرشح الرئاسي يصر علي ان يفقد ما تبقي له من شعبية في الشارع المصري - تلك الشعبية التي حصل عليها في ظروف خاصة في الانتخابات الماضية - والتي لا أظن انها ستتكرر مرة أخري. فالسيد صباحي الذي أعلن من قبل مراراً.. انه في حالة ترشح السيسي فإنه لن يترشح للرئاسة.. باعتبار ان السيسي هو صاحب الشعبية الطاغية وهو من حرر مصر من الاحتلال الإخواني.. بناء علي رغبة شعبية جارفة ونزول ثلاثين مليون مواطن مصري للشوارع في مظاهرات، هي الأكبر في تاريخ البشرية.. ولكن سرعان ما لحس حمدين صباحي تصريحاته تلك.. وفي فورة حماسة ثورية أعلن ترشحه للرئاسة.. مدعوماً ببعض قوي الشباب الثورية التي أغضبها بعض تصرفات الحكومة وقتها وبسبب قانون التظاهر - الذي سجن بسببه بعض شباب الثورة لتظاهرهم غير القانوني. ومن حق صباحي دون شك ان يترشح للرئاسة.. ومن حقه أيضا ان يتراجع في رأيه بعدم دخول الانتخابات الرئاسية.. فالجميع يبدلون آراءهم ومواقفهم واشمعني حمدين صباحي؟ وعندما تعذر علي حمدين صباحي جمع التوكيلات المطلوبة للترشح، وأوشك ان يخرج من السباق الرئاسي، فإن أوامر حكومية قد صدرت بفتح الشهر العقاري أبوابه يوم الجمعة لكي يستكمل حمدي صباحي توكيلاته، ولم تعترض حملة السيسي علي ذلك، ولو كان العكس هو ما حدث، لأقام الصباحي الدنيا ولم يقعدها باعتبار ان السيسي يستعين بنفوذ الحكومة وانحيازها له من أجل استكمال توكيلاته القانونية! ولكن لان السيسي كبير بحق فإنه لم يعترض، بل ان هناك إشارات مؤكدة ان حملة السيسي قد ساعدت صباحي لاستكمال توكيلاته حتي وان أنكر صباحي ذلك!! ثم جاء اختيار الرمز الانتخابي لكل مرشح وأصر صباحي علي اختيار رمز النسر وافتعل معركة لأجل ذلك.. ومرة أخري لم يعترض السيسي أو حملته وتركوا رمز النسر لصباحي. ومرة ثالثة ورابعة وعاشرة، وفي كل يوم كانت تخرج من حملة صباحي اعتراضات علي تجاوزات حملة السيسي، من وجهة نظره وحده، وان حملته يا عيني مظلومة ومضطهدة وذلك من أجل إظهار أن الدولة تحاربه.. حتي يكسب بعض المؤيدين لحملته. ثم جاءت أقوال صباحي الصادمة بأنه أحق من السيسي برئاسة مصر لانه مناضل قديم، شوفوا إزاي.. وأنه عاني من اضطهاد عصر حسني مبارك، في حين ان المئات والآلاف غيره ناضلوا وكافحوا ضد نظام مبارك، في حين ان صباحي، المضطهد فاز بعضوية مجلس الشعب أيام مبارك.. ولم يقدم في المجلس لا طلب إحاطة ولا استجواباً للحكومة، والسبب معروف هو علاقته بزكريا عزمي عراب النظام السابق، بل والجميع يعلمون علاقة صباحي السابقة بنظامي صدام حسين والقذافي، وإن كان لا أحد يعلم ما هو عمل صباحي الآن الذي يتكسب وينفق منه، وما مهنته الحالية، ولم يجب صباحي عن تساؤل مرتضي منصور عمن موله بأربعة ملايين جنيه في السابق. ولكن ما لم يتوقعه أحد من صباحي هجومه المباشر علي السيسي وأنه يقدم كل من تورط في قتل الثوار المصريين والإخوان.. وأنه لو ثبت ان السيسي قد شارك في ذلك، فسوف يقوم بمحاكمته لو أصبح حمدين رئيساً لمصر.. وتناسي صباحي أولا ان السيسي لم يكن لا رئيس وزراء ولا وزيرا للداخلية كي يحاسبه صباحي.. وأن السيسي لم يكن سوي وزيرا للدفاع.. ولم يثبت قط ان الجيش قد قتل ثواراً أو إخواناً مسلمين،، إلا إذا اعتبر صباحي ان قتل الجيش للإرهابيين في سيناء هو قتل للثوار ومن ثم يجب محاسبة السيسي علي ذلك! وتناسي صباحي، ما يفعله إرهابيو الإخوان من قتل للأبرياء سواء من المواطنين أو الشرطة وحتي الجيش.. فكل ذلك لا يهم صباحي، فدم المواطنين الأبرياء وأفراد الداخلية والجيش حلال، أما دماء الإرهابيين فهي حرام ما دام الأمر متعلقاً بانتخابات قادمة يريد صباحي كسب أصواتها، ولو داس علي دم مصري زكي لأبرياء أو شهداء يدافعون عن الوطن. وقد قلت في مقال سابق ان صباحي مؤهل لان يحكم مصر في سنوات أخري قادمة.. ولكن بعد كل ما فعله صباحي ، وبعد كل ما فعله من انتهازية سياسية، فأعتقد ان ذلك الأمر.. قد صار بعيدا عن صباحي وأقرب إلي نجوم السماء!