بعد أقل من أسبوع على موافقة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على استئناف المساعدات العسكرية لمصر، بشكل جزئي، وذلك بعد تجميدها منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، خرج نواب في مجلس الشيوخ الأمريكي يعارضون حصول مصر على مساعدات عسكرية واقتصادية أخرى في أعقاب حكم محكمة جنايات المنيا بإحالة 683 إخوانيا لفضيلة المفتي. فقد أعلن السناتور باتريك ليهي، رئيس اللجنة الفرعية للمخصصات في مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس معارضته لإرسال مساعدات مالية للجيش المصري بقيمة 650 مليون دولار، وذلك في محاولة للضغط على إدارة أوباما كي تعدّل مسارها فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر. وقال ليهي في تصريحات أبرزتها صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية: لست مستعداً لتقديم مزيد من المساعدات للجيش المصري، لن أفعل ذلك حتى أرى دليلاً مقنعاً على أن الحكومة المصرية ملتزمة بسيادة القانون". وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن العديد من النواب في مجلس الشيوخ الأمريكي بدأوا يعيدون النظر في برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، حيث قال السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا لندسي جراهام إنه سيدعم قرار أوباما بحصول مصر على 10 مروحيات أباتشي لمساعدة الجيش المصري على "إقرار السلام" في سيناء، إلا أنه أكد أنه سيعارض حصول الجيش على مساعدات مالية أو حصول القاهرة على مساعدات اقتصادية أخرى. وقال جراهام: لست مستعداً للاستثمار في مصر، لأنني لا أعلم ما هي نوعية هذا الاستثمار الآن. وأضاف بقوله "أنا متردد في تقديم مساعدات عسكرية أمريكية أو دولارات أمريكية لمصر التي أعتقد أنها على شفا كارثة". وفي نفس الوقت، فقد تواكبت تلك التصريحات الأمريكية مع زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي إلى واشنطن، وهي الزيارة التي استغلها أنصار جماعة الإخوان الإرهابية في الضغط على إدارة أوباما لوقف المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر، خاصة بعد صدور حكم محكمة جنايات المنيا. من جانبه، فقد وجّه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رسالة تحذير واضحة لمصر في حضور فهمي، وقال: الأحكام غير الجديرة بالثقة التي يصدرها القضاء في مصر من شأنها أن تثير تحديات خطيرة أمام الجميع. وأضاف كيري بقوله "يجب أن تُظهر مصر أنها تريد السير في المسار الديمقراطي بالأفعال لا بالأقوال". على الجانب الآخر، فقد دافع فهمي عن القضاء، بعد أن وصفت صحيفة "النيويورك تايمز" في مقالها الافتتاحي أمس الثلاثاء، القضاء المصري بأنه أصبح "غير مستقل". وقال فهمي، في حديث للإذاعة العامة الوطنية الأمريكية،: أعتقد ان هذا هراء، يمكن أن يتفقوا أو لا يتفقوا مع الحكم الصادر من المحكمة، كما هو الحال مع كثير من المصريين، ولكن الحديث عن أنه مسرحية هزلية حكومية أمر مبالغ فيه تماماً. وأضاف فهمي بقوله في تعليقه على العلاقات المصرية الأمريكية: إنها مثل الزواج، وليست نزوة عابرة.. أعتقد أن العلاقات لها أسس قوية، ولكن مثل أي زواج، فإنها تمرّ ببعض السقطات.