المجتمع يعانى حالة فوضى.. والكل يفعل ما يشاء بدعوى الحرية! البلطجية يستولون على الشوارع بدعوى الحرية.. وبعض الإعلاميين يسممون المجتمع بأفكار هدامة بدعوى الحرية.. وبعض الأفلام السينمائية تنشر الإسفاف والإباحية والدعارة.. وتظهر البلطجة على أنها شجاعة وشهامة تحت مسمى حرية الإبداع.. والغريب أن يجد المرء أناساً يتصورون أنهم مفكرون مبدعون ويشهرون أقلامهم وألسنتهم وأسلحتهم دفاعاً عن تلك الفوضى مدعين أنهم يدافعون عن الحرية.. الحرية.. تقابلها مسئولية.. وكما أحرص على حريتى فلابد أن أحافظ على حرية الآخرين، بل أدافع عنها.. وأحميها مهما كلفنا ذلك من تضحيات.. الحرية الحقيقية.. تصب فى خدمة المجتمع والناس.. ولا تعمل على نشر الرذيلة..والبلطجة.. أو إغراء الشباب الغض واستغلاله ومخاطبة غرائزه فحسب.. هل يختلف أحد.. أن مسرحية مدرسة المشاغبين كانت من الأسباب الأساسية..فى إفساد سلوكيات التلاميذ بالمدارس.. وبث أعمال الشغب داخل أروقة التعليم..؟ وما هو الإبداع فى بعض الأفلام مثل.. الألمانى.. الذى يظهر فيه البطل الشاب الذى يحمل مطواة أو سكيناً.. أو سلاحاً ويطعن الآخر أو يذبحه..؟ ما ذنب المواطن.. أو الطفل الذى يشاهد فيلماً على الفضائيات التى تدخل البيوت من أوسع الأبواب.. بينما كل أحداث الفيلم بلطجة وخناقات بالسيوف والسنج والسكاكين.. ورقاب تقطع ودماء تسيل..؟ للأسف الإبداع عند بعض المنتجين ينحصر فقط فى البلطجة والإسفاف والدعارة. لقد اتخذ المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، قراره بوقف عرض فيلم «حلاوة روح» الذى تقوم ببطولته هيفاء وهبي لأنه يسيء لقيم المجتمع وينشر الرذيلة.. ثم جلس مع بعض الفنانين والنقاد وقرر تشكيل لجنة لتقييم الفيلم وبحث إمكانية عرضه من عدمه.. أقول لرئيس الوزراء.. إذا كنت اتخذت قرارك عن قناعة فلماذا شكلت لجنة للمراجعة؟ إذا كنت تعجلت.. فهذا خطأ.. وكان الأجدر المراجعة قبل اتخاذ القرار.. هناك فنانون يحترمون أنفسهم.. ويحترمون أعمالهم.. ويحرصون على تقديم الأعمال الفنية الهادفة التى تمثل إبداعا.. وتفيد المجتمع وتنهض به.. ولكن هناك أيضا من يبيعون أنفسهم للمنتجين.. ويدافعون بشراسة عن أعمال هابطة.. أو دعارة.. بدعوى حرية الفن والإبداع.. بينما هم فى الحقيقة يبحثون عن المال والنجومية حتى لو أكلوا من ثدى عاهرة..! سما المصرى.. لا شك تسيء للفن والإعلام.. ولكنها ليست الوحيدة.. الأغانى الهابطة التي تلوث الأذن والذوق والأخلاق كثيرة.. ماذا يقول المرء الطبيعى عن أغنية تقول: «انت يا بت.. هاتى بوسة يا بت..؟» والأفلام التى تسيء للقيم والتقاليد.. وتنشر الرذيلة والبلطجة.. ما أكثرها.. وكلها تحت دعوى الحرية والإبداع..!