تناول وزير الخارجية نبيل فهمى، خلال زيارته الحالية لمدينة سان فرانسيسكو، الفرص الاقتصادية والاستثمارية المتاحة فى مصر للشركات الأمريكية والأجنبية فى قطاعات مختلفة كالطاقة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، والموارد البشرية التى تملكها مصر. شدد فهمى على الأهمية التى توليها الحكومة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لمواجهة مشكلة البطالة، كما تحدث عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى بدأت الحكومة فى انتهاجها لتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية. ألقى وزير الخارجية نبيل فهمى، صباح أمس، خطاباً أمام الجلسة الختامية للمنتدى العالمى لدعاة الخير الذى ينظمه مجلس الشئون الدولية، أحد أهم المراكز البحثية بالولاياتالمتحدة، بحضور حوالى 300 من قادة الفكر والرأى والباحثين ورجال الأعمال فى منطقة خليج سان فرانسيسكو، فضلاً عن عدد من السياسيين الدوليين السابقين من بينهم رئيسة وزراء النرويج السابقة. ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبدالعاطى أن فهمي تناول خلال كلمته عملية التغير المجتمعى التى تشهدها مصر فى السنوات الأخيرة بهدف إقامة ديمقراطية حقيقية تعكس تطلعات الشعب المصرى، منوهاً بما تضمنه الدستور الجديد من مواد غير مسبوقة تتعلق بحماية الحقوق والحريات الشخصية. أكد فهمى أن الالتزام من جانب الحكومة ببناء نظام ديمقراطى حقيقى واحترام حقوق الإنسان يعد مطلباً شعبياً مصرياً، وأن الحكومة مسئولة فقط أمام مواطنيها، وأنه على رغم كل الصعوبات والتحديات القائمة، فإن الحكومة لن تحيد عن هذا الهدف. أضاف المتحدث أن الوزير فهمي أكد أننا نتوقع من أصدقائنا أن يقدروا ما تم اتخاذه من خطوات وما تم إنجازه حتى الآن وإدراك حجم التحديات القائمة لاستكمال المنظومة الديمقراطية، خصوصاً مع ما تتعرض له البلاد من أعمال عنف وإرهاب وعدم الوقوع فى فخ المواءمة بين مكافحة الإرهاب وقضايا الحريات وحقوق الإنسان، فالإرهاب مرفوض تماماً تحت أى مسمى أو مبرر، وأن احترام حقوق الإنسان واجب علينا جميعاً. وقال المتحدث إن الوزير فهمى تناول فى كلمته مسار العلاقات المصرية الأمريكية فى المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية بما فى ذلك برنامج المساعدات، واللقاءات التى سيجريها مع كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية وفى الكونجرس بمجلسيه، فضلاً عن اللقاءات المرتقبة مع عدد من مراكز البحث وقادة الفكر والرأى، مؤكداً أنها علاقات مهمة بالنسبة للجانبين، فالولاياتالمتحدة قوة عالمية لا يمكن تجاهلها مثلما أن مصر قوة إقليمية كبرى لا يمكن تجاهلها، وأن علينا العمل سوياً على تعظيم نقاط الاتفاق بين الجانبين وحسن إدارة ما قد يطرأ عليها من اختلافات أو تباين فى وجهات النظر والأولويات بين الحين والآخر. جدد فهمى حرص مصر على تنويع البدائل الخارجية وإضافة شركاء جدد من خلال مزيد من الانفتاح على قوى عالمية كبرى بما فى ذلك روسيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها دون ان يعنى ذلك استبدال طرف بطرف آخر. أضاف المتحدث أن فهمى أجاب عن العديد من الأسئلة تتعلق بتطورات المشهد الداخلى وسياسة مصر الخارجية بعد ثورتين شعبيتين، وظاهرة الإرهاب التى تواجهها مصر فى إطار فرض القانون والنظام العام باعتبار أن الإرهاب يستهدف ترويع المواطن المصرى السلمى، منوهاً بما سبق أن واجهته الولاياتالمتحدة خلال أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001. شدد فهمى على أهمية عدم الخلط بين قضية حقوق الإنسان وظاهرة الإرهاب، وأن أى دولة متحضرة تتعرض للإرهاب عليها مسئولية اتخاذ إجراءات غير عادية لضمان أمن المواطنين المدنيين، مستشهداً بالإجراءات التى اتخذتها الولاياتالمتحدة ودول غربية فى مواجهة الإرهاب دون أن يمثل ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان.