في الوقت الذي كان الرئيس مبارك يتحدث في الجلسة الافتتاحية لمجلسي الشعب والشوري ويطالب حكومة الدكتور نظيف بالاهتمام بالمواطن المصري، ويؤكد علي نواب الشعب بأن يرتفعوا إلي قدر المسئولية الملقاة علي عاتقهم تجاه المصريين كانت منطقة البساتين علي موعد مع لقاء من نوع آخر ليس فيه تصفيق أو وجوه مبتسمة وتستمع للرئيس في هذا التوقيت تحديداً انفجرت ماسورة المجاري الرئيسية بمنطقة البساتين فخرجت المياه الملوثة تغرق شوارع المنطقة بارتفاع يقترب من المتر فوق سطح الارض. وتسببت المياه في غرق شوارع منطقة الزهور بالبساتين وعلي وجه الخصوص شارع »مصطفي وهدان« وغمرت المياه الأدوار الأرضية لكافة العمارات واضطر الأطفال للسباحة في مياه الصرف للذهاب إلي مدارسهم. ورغم أن المياه تغرق المنطقة منذ ما يزيد علي ثلاثة أيام، لم يتحرك أي مسئول لإنقاذ الأهالي. حولت مياه المجاري التي غمرت المنازل المنطقة إلي ما يشبه المناطق المنكوبة خاصة بعد أن دخلت غرف الكهرباء الموجودة في الشوارع وتسببت في حدوث حرائق في بعض المنازل، بل والأخطر من ذلك أصبحت المياه التي تغمر كافة الشوارع »مكهربة«، وصعقت كثيرا من الأهالي مما اضطرهم إلي القيام بفصل عشوائي لخطوط الكهرباء وهو الأمر الذي وضع الأهالي بين خيارين إما الموت صعقا بالكهرباء إذا نزلوا إلي الشارع، أو الموت تحت أنقاض المنازل إذا ظلوا مختبئين بداخلها، خاصة وأن أغلب منازل المنطقة قديمة وآيلة للسقوط. »هنموت ومحدش يسأل عنا«.. عبارة صرخت بها سيدة مسنة ضريرة ل »الوفد« من خلف شباك منزلها، فالمياه استكثرت عليها أثاثها المتهالك وغمرته وأجبرتها علي الجلوس علي كرسي خشبي وضعته علي السرير خوفاً من الموت صعقاً بالكهرباء بل والأكثر من ذلك أنها تعيش منذ غرق منزلها علي بضعة أرغفة وقطعة جبن وتقضي حاجتها في مكانها نظراً لعدم تمكنها من الوصول إلي دورة المياه. قال أحد الأهالي ل »الوفد«: ذهبنا لحي البساتين مراراً للإبلاغ عما حدث في المنطقة إلا أنهم رفضوا الاستماع والاستجابة لصراخنا ، بل هددوا بعمل محاضر لنا في حال عودتنا إليهم مرة أخري. ويكمل هشام فتحي، أحمد الأهالي الحديث قائلاً »المياه دخلت المنازل.. والمقاهي والجوامع والمدارس وأحدثت خسائر فادحة للأهالي دون أن يتحرك أحد«. »اتخرب بيتي خلاص« عبارة قالها محمد السيد، منجد بالمنطقة بعد أن غمرت المياه محله المليء بالقطن والأثاث. وتابع قائلاً »المحل بضاعة غالية الثمن اشتريتها بالدين وفسدت من مياه المجاري، ولا أعلم كيف سأسدد ثمنها؟!. والتقط حمادة السيد طرف الحديث قائلاً »ماتت جدتي أمس ولم نستطع القيام بإجراءات الدفن والعزاء حتي الآن بسبب المياه وجثتها تعيش معنا وسط مياه المجاري.