أشاد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، بتطور دار الإفتاء المصرية ورقيها وتقدمها العلمى والعملى، مؤكدًا أنها تحولت من مؤسسة تقتصر على تقديم الفتوى إلى مؤسسة علمية وبحثية مجتمعية تشارك فى قضايا المجتمع، وتضاهى كبريات المؤسسات الأكاديمية فى مصر والعالم لما لها من إنجازات ملموسة على أرض الواقع شهد بها القاصى والدانى. وأكد "شومان" أن دار الإفتاء المصرية هى الجهة الرسمية للفتوى فى مصر، داعيا جميع المواطنين إلى التوجه إلى دار الإفتاء لمعرفة الحكم الشرعى والحصول على الفتوى، مضيفًا أن الأزهر الشريف يحيل العديد من الأسئلة التى ترد إليه إلى دار الإفتاء لدراستها وإصدار ما يتعلق بها من فتاوى. وأشاد وكيل الأزهر بالتوافق والانسجام التام بين المؤسسات الدينية فى مصر والتى تنتهج المنهج الأزهرى الوسطى الذى يقوم على صحيح الإسلام، وهو ما يصب فى مصلحة المسلمين كافة، بل وغير المسلمين، مشيرًا إلى أن تقدم دار الإفتاء يعد تقدمًا للمؤسسة الأزهرية بشكل عام. وأضاف وكيل الأزهر الشريف فى الندوة التى عقدت بدار الإفتاء تحت عنوان "الضوابط العلمية فى مجال الإفتاء فى الواقع المصرى" تحت رعاية الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية؛ أن الفتوى مسألة صعبة لا يحسنها إلا أناس أُعِدّوا لها إعدادًا شاقًا وتعلموا علومًا دقيقة ومتخصصة، محذرًا من فوضى الفتاوى وحالة إدمان التجرؤ على الفتوى، والتى تسببت فى إحداث حالة من البلبلة والتشتت لدى الناس. وعرض الدكتور عباس شومان لأركان الفتوى والتى تشمل "المفتى والمستفتى والمستفتى عنه، بالإضافة إلى المفتَى به"، حيث أكد أن المفتى لابد أن يكون عالمًا عاملاً بعلمه، وأن يجمع علوم الشريعة من قرآن كريم وسنة نبوية والعلوم المندرجة تحتهما، وعلوم اللغة وفنونها، وأن يكون من أصحاب الفطنة والكياسة، وأن يتسم بالتجرد فى الفتوى من أى أهواء أو ميول تؤثر على الفتوى أو تغير من حكم الله، وأن يدرك الواقع إدراكًا تامًا لتحقيق مناط الفتوى فى واقعها. وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن ما يطلق عليه فوضى الفتاوى يحتاج إلى أسس علمية ودراسات مستفيضة للوقوف على أسبابه وسبل العلاج الممكنة، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء قامت مؤخرًا بإنشاء مرصد لرصد فتاوى التشدد والتكفير وتقديم المعالجات المناسبة ومنها وضع الضوابط العلمية فى مجال الإفتاء. واختتم المفتى كلمته بالتأكيد على أن تقدم علوم العصر وتفرعها جعلت من الفتوى مسألة فى غاية التعقيد وتحتاج إلى الاستعانة بعلوم أخرى وتخصصات مختلفة لبيان الحكم الشرعى فى مختلف المسائل والموضوعات.