توقع خبراء سياسيون فلسطينيون، أن تنتهي جلسات مباحثات "المصالحة" بين حركة "حماس"، ووفد منظمة التحرير الفلسطينية، بقرارات حاسمة تطوي صفحة الانقسام الفلسطيني. وأعرب المحللون عن تفاؤلهم بأن ترى المصالحة الفلسطينية النور قريبا، وأن يتم الاتفاق على كافة القضايا والملفات العالقة. ويرى "هاني البسوس" أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، أن تنفيذ بنود المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" باتت أقرب من أي وقت مضى. وأضاف أن الساعات القليلة القادمة قد تشهد اختراقا واضحا، في عدد من الملفات التي تقف عائقا أمام تطبيق وتنفيذ المصالحة. وتابع البسوس: " واضح أن هناك بوادر إيجابية، ونية لدّى الأطراف المتحاورة بأن يتم إنهاء الانقسام، وإلى غير رجعة". وتوّقع أن تتخذ حركة حماس خطوات إيجابية، وتقطع أشواطا كبيرة في تنفيذ المصالحة، وتطبيقها على أرض الواقع. واستدرك بالقول: " يبدو أن حماس ذاهبة للتعامل مع هذا الملف بجدية، وبمرونة واسعة تختلف عن كل المرات السابقة، وبعيدا عن التصريحات والأجواء الإعلامية، وهذا ما يدفعنا للتفاؤل بأننا أمام اختراق حقيقي لملف المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام". وتوصلت حركتا "فتح" و"حماس" إلى اتفاقين، الأول في العاصمة المصرية القاهرة عام 2011، والثاني في العاصمة القطرية الدوحة عام 2012، كأساس لتفعيل المصالحة بينهما، من خلال تشكيل حكومة موحدة مستقلة، برئاسة الرئيس الفلسطيني، زعيم "فتح"، محمود عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية. إلا أن الاتفاقين لم يجدا طريقهما نحو التطبيق. ويصف "حسن عبدو" الكاتب الفلسطيني، جلسات المباحثات الدائرة بين حركة حماس ووفد المصالحة بأنها "مختلفة" عن غيرها من الجلسات واللقاءات السابقة. وقال عبدو (الباحث في مركز فلسطين للدراسات والبحوث) إنّ لقاءات المصالحة هذه المرة تبدو حاسمة، وفاصلة. وأكد عبدو أن حركتي "فتح" و"حماس" تدركان خطورة الوضع السياسي في هذه المرحلة، والمتغيرات على الساحة العربية والدولية، وأن كافة التطورات والأحداث الراهنة تتطلب وحدة وطنية، ونظام سياسي موحد لمواجهات التحديات القادمة. وتابع: " أتوقع أن تنتهي هذه المباحثات بنتائج إيجابية، وقرار تاريخي يطوي صفحة الانقسام الفلسطيني، وهذا ما يمتناه كل فرد في الشعب الفلسطيني". ويرى "طلال عوكل"، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية المحلية الصادرة في رام الله، أن هناك جدية واضحة من قبل حركتي "فتح" و"حماس" من أجل إنهاء الانقسام، وطي هذه الصفحة المؤلمة والقاسية في تاريخ الفلسطينيين. وأضاف عوكل أن الساعات القليلة القادمة، قد تحمل خبر تشكيل حكومة وحدة وطنية كمقدمة لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. وتابع: " الوضع الفلسطيني الداخلي، والوضع العربي والإقليمي لم يعد يحتمل المزيد من الفرقة والخصام، ولم يعد هناك حاجة لاستهلاك المزيد من الوقت، والحوارات، الآن تبدو جميع الأطراف جاهزة لتطبيق وتنفيذ المصالحة". ولفت عوكل، إلى أن القضايا العالقة بين حركتي فتح وحماس والمتعلقة بالأجهزة الأمنية، والوظائف الحكومية وغيرها من الملفات ستجد طريقها نحو "الحل" وتذليل الصعاب أمام رغبة كل طرف بطي هذه الصفحة، والإيمان بأن "الوطن" أهم من أي استقطاب حزبي. كان مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة "المبادرة الفلسطينية"، وعضو وفد المصالحة، أكد، أنّ جلسة الحوار الأولى بين حركة "حماس" ووفد منظمة التحرير الفلسطينية التي جرت مساء أمس الثلاثاء، شهدت تقدما ملموسا وكبيرا، في عدد من ملفات تطبيق المصالحة الوطنية وفي مقدمتها الاتفاق على تشكيل حكومة "توافق وطني". وتوقع البرغوثي أن يتم الإعلان قريبا عن اتفاق حول تشكيل حكومة توافق وطني, والاتفاق على كافة القضايا العالقة. ووصل وفد المصالحة الفصائلي، المكلف من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء أمس الثلاثاء، إلى غزة عبر معبر "إيريز" (بيت حانون) لبحث آليات تنفيذ المصالحة الفلسطينية مع حركة "حماس".