واصلت إثيوبيا أمس حربها السياسية ضد مصر فيما يتعلق ببناء سد النهضة وأعلنت عن توقيع عدة اتفاقيات عسكرية مع العديد من الدول خاصة ذات الجوار الجغرافى. لحماية السد عقب مزاعم بوجود تهديدات من جانب القاهرة لضرب السد المقام على النيل الأزرق. يأتى ذلك فى الوقت الذى أطلق فيه السودان قذائفه واتهاماته لمصر بتعطيل قروض دولية لإثيوبيا فى محاولة لمنع استكمال بناء السد. وكشفت عدة مواقع إثيوبية من بينها موقعا «إثيوبيان اوبينيون» و«أورن أفريكا» المهتم بشئون القرن الأفريقى عن قيام وزارة الدفاع الإثيوبية بتوقيع اتفاقيات ثنائية مع 14 دولة حول الدبلوماسية العسكرية. وأعلن وزير الدفاع الإثيوبى «سيراج فيجيسا» أن بلاده أعطت الأولوية للاتفاقيات مع الدول المجاورة، وأشار إلى أن الاتفاقيات مع دول فى المنطقة تتم لإعداد خطة مشتركة تهدف إلى ضمان وحماية حدودها المشتركة، واستبعد أيضا توجيه ضربة عسكرية مباشرة لسد النهضة. وأضاف وزير الدفاع الإثيوبى أن الهجوم عبر الحدود ليس أمرًا سهلاً بالصورة التى تصورها وسائل الإعلام، ولكننا لا نجلس صامتين، فمثلما نفعل دائمًا، فإننا مستعدون دائماً للحفاظ على أمننا. وقدم «فيجاسا»، هذا الأسبوع تقريرًا مفصلًا حول أعمال الوزارة خلال الستة شهور الأخيرة حيال الدفاع عن سد النهضة الإثيوبي. وأشارت الصحيفة الإثيوبية إلى تصريحات الرئيس عدلى منصور خلال مؤتمر إعلانه فتح باب الترشح للرئاسة والتى قال فيها إن هناك اتفاقيتين بين مصر وإثيوبيا عامى 1929 و1959 لتنظيم استخدام المياه مع السودان، متهما إسرائيل بالوقوف وراء مشروع سد النهضة ورفض مبادرات حل النزاع مع أديس أبابا. ونقلت عن منصور قوله لن أسمح لكم ببناء سد النهضة وحرمان مصر من المياه»، مهاجمًا «إسرائيل» لدورها فى تحريض أديس أبابا على بناء السد. وشن «حسين يس حمد» والى ولاية النيل الأزرق القريبة من اقليم شنقول الإثيوبى مقر السد هجوما على مصر واتهمها بمحاولة منع القروض الدولية عن إثيوبيا لبناء «النهضة»، وقال المسئول السودانى إن أديس أبابا ستعانى من ضائقة مالية نتيجة الضغوط المصرية على الممولين. وأضاف فى تصريحات لموقع «صومالى لاند برس»، أن قلة التمويل تدفع إثيوبيا إلى تجنب ارتفاع تكاليف البناء، ما يدفعها لعدم بنائه بالشكل الهندسى المطلوب. وأوضح، أن عدم اكتمال بناء السد يمثل خطرا كبيرا على الخرطوم، لأنه قد ينهار ما يسبب غرق ودمار ولاية النيل الأزرق بأكملها، محملا القاهرة المسئولية الكاملة عن فشل بناء السد، وما يترتب على ذلك من فيضانات ستغرق السودان.واتهم المسئول القاهرة ب«العنصرية» تجاه القارة السمراء، مشيرا إلى أن دول حوض النيل لم تعترض على بناء السد العالى. على الرغم مما سببه لأهالى النوبة من أضرار!! وأكد والى ولاية النيل الأزرق السودانية تأييد الخرطوم لمشروع سد النهضة وذلك لتحقيق التنمية للشعب الإثيوبية، معلناً مشاركة حكومة الولاية ومساهمتها الفاعلة فى إنجاح استضافة إقليم بنى شنقول لفعاليات مهرجان الشعوب الإثيوبية خلال المرحلة القادمة، فيما أعلن حاكم إقليم بنى شنقول الإثيوبى التزامه بإنفاذ التوصيات والعمل على إنزالها الى أرض الواقع، مؤكداً الدور المتعاظم للتعاون الأمنى فى ترسيخ دعائم الاستقرار بالمنطقة. ووقع والى النيل الأزرق اتفاقية للتوأمة وللتعاون فى شتى المجالات الاجتماعية والثقافية مع أحمد ناصر حاكم اقليم شنقول الذى يقع فيه سد النهضة. وتمتد الحدود بين السودان وإثيوبيا لمسافة 2000 كيلو متر.