شهدت الجزائر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وقوع حالة انتحار لشاب فشل فى الحصول على وحدة سكنية شعبية ،وشاب أخر بسبب المشاكل الاجتماعية، كما حاولت سيدة الانتحار أيضا. وذكرت صحيفة الخبرالجزائرية الصادرة صباح اليوم الأحد أن شابا يدعى بروك السوفي(29 عاما) متزوج ولديه طفله من ولاية سوق أهراس الواقعة على بعد 700 كيلومتر شرق العاصمة توفي صباح أمس بالمستشفى الجامعي بولاية عنابة متأثرا بالحروق التي أصابته بعد أن أقدم على إشعال النار في نفسه احتجاجا على إقصائه من قائمة الفائرين بالمساكن الشعبية والتى تم توزيعها الأسبوع الماضي . وأضافت الصحيفة أن سيدة تبلغ من العمر 41 عاما من بلدية شيحان بولاية الطارف الواقعة شرقي البلاد أقدمت أمس أيضا على إضرام النار في نفسها أمام مقر محكمة الذرعان علي بعد 70 كلم غرب عاصمة الولاية عقب فشلها فى مقابلة وكيل النيابة لعرض مشكله خاصة بها . وفى ولاية تيسمسيلت الواقعة على بعد 370 كيلومترا غرب العاصمة، أقدم شاب في مدينة (ثنية الحد) أمس الأول الجمعة على إضرام النار في نفسه أمام مقر أمن الدائرة احتجاجا على تسجيل شكوى ضده من قبل مواطنة اتهمته بسرقة هاتفها النقال. وأشارت الصحيفة إلى أن الشاب أصيب بحروق بالغة وهي الحادثة الثانية التي تسجلها مدينة (ثنية الحد) خلال شهر. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر كانت قد شهدت منذ النصف الثاني من شهر يناير الماضي وحتى الآن انتحار عشرة مواطنين حرقا من مجموع عشرات الأشخاص الذين حاولوا الانتحار في عدة ولايات على خلفية المشاكل التي يعيشونها خصوصا السكن و البطالة و الفقر وذلك على غرار ما أقبل عليه الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي تسبب في تفجير انتفاضة شعبية انتهت بإسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي. وكانت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان قد أعربت عن شعورها بالحزن العميق إزاء حالات التضحية بالذات التي لها دوافع سياسية في جميع أنحاء شمال إفريقيا، والمستوحاة من احتجاجات تونس التي فجرها انتحار الشاب محمد البوعزيزي يوم 17 ديسمبر الماضي. وقالت المفوضة نافي بيلاي "إنه لأمر محزن أن يضطر الناس إلى اللجوء إلى تدابير يائسة"، مضيفة إن "إساءة المعاملة والمعاناة" تدفع المواطنين إلى القيام بذلك.