هى جريمة ضد اليوم والغد ومسئول عنها الجميع من التنفيذيين والأهالى، أما الأهالى فمن ناحيتهم لم يسكتوا وتحرك معظمهم بتحرير مذكرات قدموها لجهاز حماية النيل ووزارة الرى وجهاز شئون البيئة لعلهم يتحركون وينفذون القانون ضد من يرددون طرح النيل على ضفتيه بالقمامة والرمل لبناء فيلات ومنازل ومزارع دواجن وقمائن طول على الأرض التى تم استقطاعها من النيل بالمخالفة للقانون رقم 4 لسنة 2004 وقانون الرى والصرف رقم 92 لسنة 84 دون جدوى. ولم يتحرك أحد من المسئولين فى مجالس المدن الواقعة فى نطاق النيل بل صمت بعضهم عن عمد وتواطأ بعضهم على الجريمة مع سبق الإصرار والترصد واكتفوا بتحرير محاضر لا تمنع الجريمة المستمرة منذ شهور، ففى كل لحظة تقوم مئات الجرارات بإلقاء القمامة فى النيل فى مراكز زفتى وبسيون وسمنود وكفر الزيات، ناهيك عن آلاف الأمتار من مياه الصرف الصحى التى تقوم جرارات الكسح بشفطها من خزانات منازل مئات القرى ثم يتم صبها مباشرة فى النيل العظيم الذى يروى زرعنا ونشرب منه، فضلاً عن مصانع الكيماويات والغزل والمبيدات والأسمدة فى مدن طنطا والمحلة وكفر الزيات وبسيون وزفتى وسمنود وقطور والسنطة والتى يتم إلقاء جميع المخلفات الصناعية والعضوية، وأيضاً عن المواشى والحيوانات النافقة فى المجارى المائية التى تعتبر شرايين وفروع للنيل فى زفتى وبسيون وكفر الزيات وسمنود! والأرقام تقول إن آلاف الأمتار تم استقطاعها بالفعل فى المدن النيلية، فضلاً عن باقى المدن التى يوجد بها شرايين واسعة من النيل، وبعد أن كانت جزءاً لا يتجزأ من فرع النيل وشرايينه أصبحت أراضى بناء أقيمت عليها بالمخالفة لكل القوانين فيلات وأبراج! ومساكن بسيطة تمهيداً لتحويلها لمنازل شاهقة! ومزارع دواجن وقمائن طوب ومخازن لتشوينات الأسمدة والسماد والأسمنت والحديد والرمل والزلط!! وفى زفتى يقوم أحد المواطنين حالياً وتحديداً فى نطاق قرية شبرا اليمن التابعة للمركز بردم حرم النيل فى نطاق الكيلو 900 و1001 ووصلت جملة التعديات ألف متر مربع واكتفى جهاز حماية النيل التابع لمنطقة دهتوره بتحرير محضر وهو الإجراء نفسه الذى فعلته الوحدة المحلية لمركز ومدينة زفتي! لم يتم منع الجريمة بل ولم تتم مصادرة الجرارات التى مازالت تنقل آلاف الأمتار من القمامة لإلقائها فى نيل شبرا اليمن، وقال الأهالى وشهود عيان من المتضررين فى القرية إن المواطن الذى يتعدى على النيل بإلقاء القمامة وتغطيتها بالرمل من قاع النيل يسعى لاستقطاع أجزاء من النيل لحسابه الخاص، ورغم مئات الشكاوى التى أرسلت لجميع المسئولين إلا أن أحداً منهم لم يحرك ساكناً ومازالت الجريمة مستمرة ومكتملة الأركان وجريمة الردم تسير على قدم وساق أيضاً على نيل كفر الزيات وارتفعت فيه نسبة الأمونيا ونفقت جميع الأسماك على سطحه وخصوصاً خلال السدة الشتوية! وخرجت الأبحاث العلمية من إخصائيين تحذر الناس من سمك كفر الزيات النافق الذى يتم جمعه لبيعه فى الأسواق! وأصبح سمك كفر الزيات وزفتى وبسيون فيه سم قاتل! وذلك كله بسبب إلقاء آلاف الأمتار يومياً من مخلفات الصرف الصناعى من شركات المبيدات والأسمنت والأسمدة مباشرة فى النيل دون معالجة، رغم وجود فلاتر بالمصانع، ولكن يتم تشغيلها فقط فى أوقات الشدة عندما يتم التفتيش على المصانع من قبل الأجهزة المعنية! وذلك بالطبع أدى لخنق السمك بالأمونيا السامة! أما مخلفات الصرف الصحى من منازل القرى فحدث ولا حرج، فإذا افترضنا أن جرارات الكسح امتنعت بدافع أخلاقى ووطنى عن إلقاء مخلفات الصرف فى النيل فيكفى ما يتم صبه مباشرة عن طريق الصرف الخاص بالأهالى بعد أن تم توصيل «طرنشات» منازلهم للترع والقنوات المائية بوصلات خاصة! أما بسيون فقد تميزت بالتعدى لبناء فيلات للمحظوظين من أعضاء جماعة الإرهاب خلال العام الأسود التى حكمت فيه الجماعة، فضلاً عن مزارع الدواجن وتربية المواشى وتسمين الماشية ومخازن للأسمنت والرمل والحديد! وفى زفتى توجد تشكيلة من جرائم التعدى على النيل بعد الردم طبعاً على مساحات بلغت آلاف الأمتار! ومازالت جرائم الردم لطرح النيل وتغيير حدوده باستقطاع أجزاء من جسده الأزرق مستمرة مع استمرار تجاهل الكارثة من قبل جميع المسئولين.