من أهم واجبات الشرطة.. منع الجريمة قبل وقوعها.. لأنها إذا وقعت يكون تحقق الضرر.. والذي يفترض للقائمين على الأمن.. أن يعملوا لمنع حدوثه بصورة شبه مستمرة ومن هنا يتحقق كفاءة أي جهاز شرطة في العالم!! وما يلاحظ حالياً أن في معظم الأحداث الإرهابية التي كانت صادمة للشعب المصري.. كان يؤخذ على الشرطة المصرية تأخرها في مواجهتها قبل وقوعها.. أو في وقت يكون ما تقوم به هو رد فعل.. وليس فعلاً. وعلى سبيل المثال كانت أحداث الانفجارات المروعة التي حدثت مؤخراً امام جامعة القاهرة في عز النهار.. وبتواجد أعداد ليست بالقليلة من قيادات الأمن.. المفترض فيهم العلم والمعرفة والخبرة.. لأسلوب الإرهابيين.. وتطور خططهم الاجرامية التي تتلون وتتبدل وتزداد بشاعة كلما ضاقت بهم الأحوال!! ولذلك كانت المفاجأة في احداث جامعة القاهرة.. إن قيادات القائمين على حراسة الجامعة من الخارج.. هم الذين ذهبوا ضحية.. وبصورة مأساوية عندما انفجرت قنابل بداية الصنع موضوعة بجانبهم.. مما أكد أن الحراسة في خارج الجامعة.. لم تكن موجودة حتى تمنع تسلل الارهابيين إلى موقع الحراسة. وقد كانت هذه الأحداث المفجعة لها أسوأ الأثر على المصريين جميعاً.. بل وأعطت صورة قد تكون غير حقيقية عن ضعف الأمن وتخلفه.. بالرغم مما يُبذل من تضحيات.. ولكن الأشد أثراً بحيث يقلل ويواري أي تقدم في المنظومة الشرطية هو أن الأخطاء تتكرر تقريباً بحذافيرها. ومن يستدعي التفجيرات التي حدثت في مديرية أمن الدقهلية.. ومديرية أمن القاهرة.. وجامعة القاهرة.. نجد أن الأخطاء هى ذات الأخطاء في كل مرة!! وللأسف أصبح معتاداً لرجال الداخلية هو تشييع الجنازات وزيارة المستشفيات.. وما يكسر القلوب من أحوال أبناء الشهداء منهم.. وبكاء ونحيب أمهات وآباء الضحايا من رجال الشرطة.. الذين يستهدفهم الإرهاب الأسود ومع كل ذلك.. لا نجد تغييرا في أوضاع الشرطة بالرغم من أن صور الارهاب ووسائله اختلفت عما كان يقوم به في التسعينيات.. وأصبح لا يستعمل الأسلحة التقليدية كما كان.. بل يستخدم أحدث آليات التدمير من مواد متفجرة.. وأسلحة متطورة.. وصواريخ مضادة للطائرات!! في حين مركز الحراسة للجامعة لم يكن مزوداً حتى بكلاب اكتشاف متفجرات التي تستخدمها معظم الفنادق والبنوك أو حتى بأفراد حراسة.. تجوب المناطق حول الجامعة والنهضة ما كان ليتجرأ ارهابي واحد على استباحة المكان ووضع قنابل محلية الصنع فيه.. ومن المبكيات أن تتاح الفرصة لوضع احدى تلك القنابل وربطها بجزء علوي من شجرة في النطاق المحيط الخارجي للجامعة. وهذا يعني شيئاً واحداً.. أن أحد الارهابيين تسلق تلك الشجرة وهو في غاية الأمان والاطمئنان بأنه لن يُكتشف. ومن المستغرب أن رد فعل المسئولين وأول ما تبادر إلى ذهنهم.. وهو قطع الأشجار في المكان. في حين لم يذكر من قريب أو بعيد.. ما يفيد الأمن «الوقائي والاستباقي».. حتى يُقضى على الخطط الإرهابية قبل وقوعها!! وهذا لن يتأتى الا بتوفير أحدث نظم التدريب المتبعة في الدول التي استطاعت محاصرة الارهاب كذلك بتوفير المعلومات وقواعد البيانات الدقيقة.. مع ما يطالب به رجال الشرطة أنفسهم من أجهزة وقائية وتسليح يضاهي على الأقل ما تمتلكه جماعة الاخوان الارهابية والتابعون لها بفضل ما يتحصلون عليه من أموال ومعدات من دول شغلها الشاغل كيف تُضعف الدولة المصرية.. وذلك بالمجادلات المستميتة الإرهابية ضد مؤسسات الأمن القومي في الدولة وأولها جهاز الشرطة!! الكلمة الأخيرة: الاعتراف بالواقع.. هو بداية الاصلاح.. لإحدى أهم مؤسسات الدولة التي يقوم عليها الأمن الداخلي.. والذي يؤثر تأثيراً مباشراً على السير في خارطة المستقبل.. والأهم من ذلك.. إعادة شعور المواطن بالاطمئنان والاستقرار. عظيمة يا مصر