مر عامان علي رحيل قداسة البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية وقد لقبه الكثيرون والمقربون منه بالعديد من الألقاب التي تعبر عن مكانته، علي سبيل المثال لقبه الكاتب الصحفي الكبير وجدي زين الدين بحكيم هذا الزمان لأنه بالفعل يستحق هذا اللقب لما كان يتمتع به من حكمة بالغة في إدارة الأمور يوم أن زار الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهد الرئيس بوش الأب وكانت مصر تمر باحتقان طائفي وأرادوا مناقشته في الكونجرس الأمريكي بهذا الخصوص قال لهم إذا كان يوجد تعصب فلديكم في لون البشر أسود وأبيض ورفض كلمة أقلية. هذا الرجل كان يحب هذا البلد وله مقولته الشهيرة «مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه». قال عنه الشيخ محمود عاشور، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وكيل الأزهر السابق وأحد المقربين من قداسته وله معه مواقف إنسانية خاصة، وقال إن الباب كان موسوعة متكاملة فعندما كان يضر مؤتمر البحوث الإسلامية ويشارك في في مناقشة تجده يفهم في كل العلوم الدينية والدنيوية، لذا يستحق أن نطلق عليه موسوعة. وتحدث عنه الأنبا يوحنا قلتة، المتحدث الإعلامي لطائفة الأقباط الكاثوليك، أن قداسة البابا له سمعة خاصة وهي الإنسانية الحانية وكانت له مواقف طيبة كثيرة فقد رأيت دموعه تتساقط أمام الفقراء مسلمين ومسيحيين. تحدث عنه الأديب فاروق جويدة وقال: هو بالنسبة لي كان الأب الروحي، وأيضا الكاتب الصحفي رجب البنا - ومما قاله «جويدة»: كانت تربطني به علاقة صداقة استمرت ربع قرن من الزمان، وعندما يتحدث عن أصدقائه من المسلمين كان دائما يذكر اسمي وكان يسعدني ذلك، وأيضا تحدث عنه الأستاذ الدكتور مصطفي الفقي: من المواقف التي لن أنساها لقداسته عندما أرسلني الرئيس الأسبق حسني مبارك لاختيار مرشحين مسيحيين للتعيين، وكانت المفاجأة عندما وجد قداسته أسماء مرشحين مسلمين، فهذا هو البابا شنودة الذي كان يحرص كل رؤساء الدول علي زيارته عند زيارتهم لمصر بل كان يُستقبل قداسته في كل بلاد العالم استقبال الرؤساء فكان يطلق عليه «بابا العرب» لمواقفه تجاه القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا فهذا الرجل لن نعوضه, ولكن أقول عوضنا الله بسلفه قداسة البابا تواضروس ليكمل ما انتهي إليه المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، في فردوس النعيم يا قداسة البابا.