لأكثر من 40 عاما قضاها على الكرسى البابوى، حرص البابا شنودة الثالث على ترسيخ التسامح والمحبة فى نفوس شعب الكنيسة المصرية.. فقد عشق وطنه وأحب المصريين جميعا، فبادلوه حبا بحب ووفاء.. وعندما تنيح لم يكن غريبا ان يخرج مئات الآلاف من المسلمين والمسيحيين فى وداعه الى مثواه الأخير.. وفى أربعينيته احتشد الآلاف داخل الكاتدرائية بالمرقسية بالعباسية، وتحت شعار «نبضة حب» اشتركوا جميعا فى احتفالية رائعة لتكريم الراحل العظيم فى ذكرى الأربعين، بحضور عدد من مشايخ الأزهر والأوقاف وبعض الفنانين والكتاب والسياسيين.. وخلال الاحتفالية قدم نحو 700 من شباب وأطفال الكرازة المرقسية عروضا فنية –شعرية ومسرحية- تعبر عن سماحة ومكانة البابا المتنيح.. «فيتو» كانت هناك والتقت بعدد من رجال الدين المسيحى ومشايخ الأزهر والأوقاف، وبعض المسلمين الذين حرصوا على المشاركة. الأنبا موسي أسقف الشباب والأسقف العام ألقى كلمة أطلق خلالها لقب "اللؤلؤة" على البابا شنودة قائلا: " كان لؤلؤة تعليمية.. نال جائزة أحسن واعظ في عصره، وألف 100 كتاب في مجالات متنوعة.. وكان لؤلؤة روحية ورعوية اهتم بكل نفس وبكل الفئات.. وهو لؤلؤة رهبانية عاش الرهبنة حتي النخاع.. ولؤلؤة تعميرية بنيت في عهدة مئات الكنائس.. ولؤلؤة ماسكونية أقام علاقات محبة مع كل الطوائف المسيحية.. وقداسة البابا المتنيح كان لؤلؤة وطنية له مواقف مشهودة لن ينساها التاريخ." موسى أضاف: "البابا شنودة أحب الكنيسة وعشق الوطن، فبادله الجميع حبا بحب، ووفاء بوفاء، ولم يكن غريبا ان يشارك فى نياحته مئات الآلاف من المسلمين والأقباط الذين عرفوه وطنيا محبا لوطنه حريصا على وحدته واستقراره.. أما أربعينيته "نبضة حب"، فقد شارك فيها أكثر من 700 شاب وطفل من جميع أنحاء الكرازة المرقسية، وأشرف عليها مجموعة من الفنانين والمخرجين، سهروا ليالي طويلة لتقديم عمل يليق بقداسة البابا المتنيح. "نبضة حب".. هو عمل رائع حضره المسلمون والمسيحيون، تكريما لرجل عظيم.. هكذا وصف الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس أربعينية البابا شنودة الثالث، وأوضح: البابا من الشخصيات المصرية التى يعتز بها المسلم قبل المسيحى، سواء فى مصر أو العالم أجمع، وستظل الكنيسة تسير على خطاه إلى الأبد". من جهته يرى القس بسادة حنا من شبرا الخيمة، أن أقل ما يمكن تقديمه للبابا شنودة هو الوقوف لتأبين قداسته.. وقال ل "فيتو": "كان أبا لنا جميعا، وكل العالم شاهد اسلوبه الرائع فى التعامل مع المشاكل والأزمات، وأهم ما كان يميزه هو حبه للوطن.. هذا الحب انغرس فى نفوس جميع المصريين.. وكانت له مواقف وطنية أكثر من رائعة، فهو صاحب قرار عدم الذهاب الى القدس إلا مع إخواننا المسلمين، وهو بذلك يؤكد ان المصريين نسيج واحد.. والبابا إذا كان قد فارقنا بجسده، فإن روحه وحكمه ومواعظه مازالت معنا، وسنظل على دربه سائرين". وعن البابا الجديد قال "بسادة": "اختيار البابا القادم سيكون عن طريق الله، لأننا نؤمن بان القرعة الهيكلية لا يتدخل فيها البشر، والله يعلم من الأصلح وسيأتى البطريرك الجديد، ليخدم شعب الكنيسة وفقا للإرادة الإلهية." الداعية الإسلامى بوزارة الاوقاف الشيخ أحمد صابر حسن، يرى أن تكريم البابا المتنيح يحتاج لأربعين عاما وليس 40 يوما فقط، فالراحل العظيم كان مثالا للوطنية الصادقة، ونهرا من المحبة المتدفقة.. دكتور محمد أحمد الباحث فى كلية أصول الدين جامعة الأزهر، حرص على المشاركة بالاحتفالية، مؤكدا ان الجميع يحترم وطنية البابا شنودة الثالث، وعقلانيته المتفتحة التى جنبت البلاد العديد من الازمات والمشاكل الطائفية. هاني الجزيري رئيس حملة أقباط من أجل مصر ومركز المليون لحقوق الإنسان، أكد أن تنيح البابا أحزن المصريين جميعا، حتى من اختلفوا معه في الرأي تحدثوا عنه باحترام شديد.. وقال: " رغم وجود بعض الخلافات والمشاكل بين المسلمين والاقباط، إلا أننا نعيش إخوة جنبا الى جنب فى وطن واحد نسعى لرفعته وتقدمه، والبابا شنودة كان حريصا على ترسيخ المحبة والتسامح فى نفوس شعب الكنيسة الارثوذكسية". من ناحية ثانية، أكدت مصادر كنسية أن جميع الأنباء التى تواترت الأسبوع الماضى بشأن نقل جثمان البابا من مرقده عارية تماما عن الصحة . الأب هيمانوت وصف كل ما تردد فى هذا السياق بالتخاريف، مشددا فى تصريحات ل»فيتو» على أنه من المستحيل أن يتم القيام بذلك لأسباب كثيرة أهمها أن البابا أوصى بدفنه فى ذات المكان ،كما أن البابا لم يمر على انتقاله السمائى سوى أسابيع قليلة . وبدوره قال الباحث روماني نصيف ل (فيتو): إن نقل جسد البابا أو أى حبر يحمل درجة الكهنوتية لا يمكن إلا بعد عام لسبب ديني وآخر علمى ،السبب الدينى هو أن القانون الكنسى ينص على عدم نقل جسد أى من الرهبان أيا كانت درجته الكهنوتية قبل عام وهذا ما حدث مع البابا كيرلس.