ميرى وميادة.. فتاتان مصريتان امتزجت دماؤهما اليوم على تراب هذه البلدة الطيبة، وبيد واحدة غادرة تحمل اسم "الإخوان". ميرى وميادة، دماؤهما التى امتزجت مؤكدة أن العدو الغادر للمصريين لا يفرق بين من تضع على رأسها حجابًا أو من ترسم على رسغها صليبًا، فمن ليس منهم أو معهم هو العدو، العدو الذى يستبيحون قتله، متقربين بدمه المسفوك إلى إلههم المجهول. ميرى وميادة.. كانت الأولى تمر فى منطقتها، وفى عنقها سلسلة كتب عليها "الله محبة"، وحينما رآها القتلة حدّسوا - من مظهرها - أنها "قبطية"، اشتركت فى "المؤامرة" لعزل رئيسهم الخائن وجماعته الإرهابية، كان هذا مبررًا كافيًا جدًا لإهدار دمها وسفكه طعنًا بالأسلحة البيضاء، دون أن يردعهم أى وازع إنسانى أو دينى أو خلقى أو أى شىء. وميادة "شقيقة" ميرى.. تلك التى خرجت يوم "الجمعة" حيث الراحة والأجازات لعملها، خرجت دون أن تنسى أن ترتدى – هى الأخرى - سلسلتها الأثيرة التى كتبت عليها آية الكرسى.. خرجت ميادة للعمل، بينما خرج عشرات "الرجال" للتخريب والحرق والقتل، .. ولأنها كانت ذات موقف ثابت، تحب بلدها وترفض هؤلاء المجرمين، وسبق أن أعلنت موقفها هذا صوتًا وصورة، فيما قبل، فقد كان هذا، أيضًا، ومثل ميرى، مبررًا كافيًا جدًا لإهدار دمها برصاصة فى رأسها، دون أى وازع أو رادع من أى نوع. وتسقط ميادة بجوار ميرى، وتجرى دماؤهما تروى تراب الوطن وشجرة حريته، وتخط كلمات "سنبقى خالدين، أمّا كل القتلة فإنهم زائلون"، وبين أريج الدماء السائلة تلمع عبارتان متجاورتان.. متعانقتان: "الله محبة"، " الله نور السموات والأرض".