مقولة يتشدق بها كثيرون ممن يناقشون هذا الموضوع وليس كل تعليم يمكن أن يوصف بذلك والجميع يجمع أن التعليم في مصر يحتاج لإصلاح وتدور محاولات الاصلاح حول تغيير بعض المناهج التعليمية بالاضافة أو بالحذف وقد يأتي وزير بفكرة اضافة او حذف سنة دراسية ويعود آخر للنظام السابق وإذا نظرنا لمستوى التعليم في اوائل ومنتصف القرن الماضي نجد أنه كان أفضل كثيراً منه الآن وكان يقود التعليم في الدول العربية وساهم في توفير كثير من المدرسين لها. ولكنه بدأ تدهوراً واضحاً مع اتجاه الدولة في التوسع الكمي للدارسين دون توسع مواز للمباني التعليمية المناسبة مما سبب تكدس الفصول بأعداد كبيرة من الطلبة فبعد أن كان الفصل في التعليم قبل الجامعي يحتوي على عدد «24 - 30» تلميذاً وصل التكدس لعدد 70 تلميذاً في الفصل أو أكثر وهذا التكدس هو سبب أساسي في انهيار مستوى التعليم لأنه يمنع التواصل بين المدرسين وأغلب التلاميذ مما يدفعهم للجوء للدروس الخصوصية، وهى الآفة التي افسدت التعليم واستنفدت ميزانيات الأسر المصرية ونظراً لأن تعداد المصريين يتزايد بشكل كبير مع حصرهم في حيز ضيق من أرض مصر «7٪» مما يجعل ايجاد اراض مناسبة لبناء مدارس جيدة صعباً للغاية ويدفع المسئولين لبناء مدارس بدون المباني المعاونة مثل حجرات الهوايات مثل: الرسم والموسيقى وغيرهما من المواهب وليس بالمدارس الملاعب الرياضية اللازمة مثل كرة القدم والسلة والكرة الطائرة وكرة الطاولة وليس بالمدارس جمانيزيوم والرياضة ليست رفاهية ولكنها ضرورة لبناء جسم وشخصية الطلاب ولإمداد النوادي الرياضية بلاعبين جدد مما سوف يدفع الرياضة المصرية لموقع متقدم. إن مديري المدارس في الولاياتالمتحدةالامريكية ملزمون بإشراك كل تلميذ في الرياضة المناسبة وإلا وقع تحت طائلة القانون طبقاً للدستور وللأسف بعض المدارس كانت بها ملاعب مناسبة ولكن تم البناء في هذه الملاعب، ويجب جعل المدرسة جاذبة للتلاميذ واكتشاف مواهب التلاميذ والعمل على تنميتها والاهتمام بالهوايات والفنون المختلفة مثل: الخطابة والصحافة والتمثيل والموسيقى وتشجيع الرحلات للمناطق الأثرية وغيرها. يجب الاهتمام بالمواهب المختلفة سواء كانت مواهب عقلية أو بدنية أو رياضية أو فنية وتشجيعهم على المشاركة في المسابقات المناسبة ويجب زيادة الاهتمام بالبحث العلمي لأن مردوده مؤكد وكبير وتوفير ميزانية مناسبة لذلك من الدولة والقطاع الخاص وإنشاء مجلس خاص بالبحث العلمي يقوم بوضع خطة بحثية قومية حسب الاحتياجات يجب ضبط الامتحانات جيداً لمنع الغش الجماعي أو الفردي حفاظاً على حق المتفوقين. يجب تغيير فلسفة التعليم من التلقين والحفظ الى التفكير البناء والبحث والاهتمام بتعليم الكمبيوتر ودفع التلاميذ للبحث لاستخراج المطلوب منه لتشجيع التعليم الايجابي. وهذه المشاكل ليست مقصورة على التعليم قبل الجامعي ولكنها أصابت التعليم الجامعي فقد حدثت زيادة غير معقولة في عدد الطلبة بالسنة الدراسية، فقد كان عدد الطلبة بالسنة الدراسية في كلية الطب كمثال من «80 - 100» طالب يتفاعلون مع أعضاء هيئة التدريس لاكتساب الخبرة منهم وأمامهم فرصة ممتازة للتدريب بالمستشفيات الجامعية فقد ارتفع العدد في السنة الدراسية الى 1600 طالب أو أكثر مما يمنع التواصل بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس خصوصاً أن الطب علم وفن وخبرة تنتقل من الأستاذ للطالب وهذا غير ممكن في حالة الأعداد الكبيرة، كما لا تسمح امكانيات المستشفيات الجامعية لتدريبهم مما تسبب في انحدار مستوى وسمعة الطبيب المصري حتى في الخليج. لذلك يجب انشاء جامعات كثيرة حتى يمكن النزول بعدد الطلبة في السنة الدراسية للعدد المناسب الذي لا يتعدى 300 في السنة وتوجد هذه المشكلة الخاصة بزيادة الأعداد في الكليات الاخرى مثل: الصيدلية والعلوم والهندسة والكليات النظرية وأحب أن أذكر بأن تعداد المصريين سوف يتضاعف في حدود سنة 2050 ولن تتسع المساحة المستغلة من مصر «7٪» لهم فهل نترك مصر لتنفجر أو تتجه الى الصحراء لإعمارها وايجاد أراضٍ للمدارس والجامعات يجب الاهتمام بتعليم وتدريب المدرسين مع رفع مستواهم المادي حتى نقضي على ظاهرة الدروس الخصوصية ويجب تقييم ادائهم دورياً ومن الضروري حضورهم دورات تنشيطية من آن لآخر. يجب علاج مشكلة التسرب من التعليم وإنهاء مشكلة الأمية المتزايدة بالقيام بحملة قومية يكلف بها الطلاب الجامعيون والطلاب الناجحون من الثانوية يطالب فيها كل طالب بمحو أمية عدد 10 أميين على الأقل ويكافأ من يقوم بذلك بميزات معينة وبذلك يمكن القضاء على الأمية في عدة أعوام قليلة. إن اصلاح التعليم يبدأ بإيجاد العدد المناسب من المدارس والجامعات المناسبة والتدريب الجيد للمدرسين وتوجيه التلاميذ لما هو جديد، افرزوا المقررات من الحشر غير اللازم. إنني أدعو لإنشاء صندوق خاص لبناء المدارس يمول من الخيرين من أفراد الشعب خصوصاً رجال الأعمال ومن الزكاة مع مشاركة هيئة الأوقاف في ذلك.