كانت الوحدة العربية حلم الملايين من العرب دائمًا ورأى العرب نورًا فى ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة جمال عبدالناصر الذى حظى بشعبية جارفة أسعدت الكثير من العرب وأخافت بعض أصحاب السلطة. واستمر حلم الوحدة العربية فى ضمير كل من تمنى لهذه الأمة العزة والكرامة والتقدم إلى مكانة متقدمة فى مصاف الدول ففى الوحدة إمكانية تحقيق ذلك. ولقد قامت وحدة مصر وسوريا بمبادرة من قيادات الجانب السورى على رأسها الرئيس شكرى القوتلى وقادة الجيش السورى واستجابت مصر لذلك وأعلنت الجمهورية العربية المتحدة وانضم إليها اليمن. وقد شاب الممارسة فى حكم دولة الوحدة عيوب أهمها فرض عبدالحكيم عامر كنائب الرئيس يحكم سوريا وكان الواجب أن يكون نائب الرئيس سوريا وظهور الوضع بأنه تسلط مصرى علي سوريا والبعد الديمقراطى فى الحكم غائب وقد ساعد على انفصال دولتى الوحدة التدخل الخارجى خصوصًا من السعودية خوفًا على امتداد هذا المد الوحدوى إليها. والعرب فى حاجة ماسة لوحدة ترفع من قدرهم العالمى وتدفع تقدمهم الاقتصادى كثيرًا للأمام وتحقق التكامل بينهم وتأمنهم من الاعتداءات الخارحية خصوصًا أن إسرائيل كانت ومازالت تمثل خطرًا حقيقيًا علي الدول العربية خصوصًا المحيطة بها ومشكلة فلسطين مازالت لا تجد حلاً عادلاً بل تزداد تعقيدًا مع مرور الزمن. لذلك يجب إيجاد طريقة جديدة لشكل الوحدة بين الدول العربية تحقق المرجو منها من قوة وعزة وتقدم وانفتاح الدول العربية علي بعضها أكثر مع وضع ضوابط خاصة تطمئن الحكام العرب علي وضعهم ومكانتهم وتظهر أن الوحدة تضع جميع الدول العربية فى مكانة متساوية. إن الجامعة العربية لم تحقق ما كان يرجى منها فهى تسير كالبطة العرجاء ويجب تطويرها لتتماشى مع الشكل القادم للوطن العربى المتحد، كما يجب أن نفكر لبديل لشكل الوحدة يزيل ما علق بالمشروع من تحفظات عند البعض ويجعل المشروع مقبولاً من الجميع. واقترح أن نأخذ بالنظام الكونفدرالى المعدل بالشكل الآتى: تحتفظ كل دولة بشكلها الواقعى والقانونى. كل دولة لها رئيس أو ملك وحكومة محلية مع دورية رئاسة الاتحاد العربى بأحد الرؤساء أو الملوك كل عامين بالتتابع يعاونهم مجلس نيابى وحكومة مركزية. تختص الدولة الاتحادية بالدفاع بجيش موحد وسياسة خارجية مشتركة ومجالس مشتركة لوضع سياسات عامة فى التعليم والصحة والاقتصاد والأمن وخلافه. إن هذا النظام سوف يكون مريحًا ومقبولاً من القيادات العربية الراغبة فى الاحتفاظ بسلطتها وتحقق للعرب ما يصبون إليه من عزة ومناعة وكرامة وتقدم حماية لهم من التدخل الخارجى. ولا يخفى علي العرب أن الدول الكبرى تسعى لتفتيت الدول العربية إلي دويلات صغيرة لها جذور عرقية أو مذهبية لصالح دولة إسرائيل حتى تظل هى الدولة الوحيدة المسيطرة على المنطقة ويظهر ذلك فيما حدث فى العراق وتقسيمه إلى دولة كردستان والكلام عن إنشاء دولة سنية وأخري شيعية وقد تم تقسيم السودان إلى دولتين شمالية وجنوبية والتقسيم فى سوريا واليمن ومصر مطلوب من هذه القوى ويجب مقاومة ذلك باتجاهنا لوحدة تصون كياننا جميعًا. إن هناك عوامل تكامل كثيرة بين العرب واستثمارها بصورة جماعية يعود بالخير على الجميع فالسعودية ودول الخليج بها فائض مالى كبير يمكن استثماره فى استغلال الأراضى الزراعية الشاسعة فى السودان لزراعتها لسد الفجوة الغذائية فى الدول العربية مستفيدين بخبرة العمالة المصرية وإن فتح الحدود بين الدول العربية للعرب سوف يضاعف قدراتهم الاقتصادية. إن بعض الدول العربية تستخدم عمالة أجنبية أغلبها آسيوية قد تزيد على تعداد دولها مما يعد وضعًا غير صحى ومن الأفضل استكمال حاجة هذه الدول للعمالة من الدول العربية الأخري حفاظًا على هوية هذه الدول ونشر خير العرب على الدول التي تورد عمالة عربية.