بعد انتشار ظاهرة التكفير فى المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة وإزهاق الأرواح واستحلال الدماء تحقيقًا لمصالح سياسية غربية, أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا لتحد فيه من عملية تكفير البعض, وتدعو المجتمع المصرى للوقوف بكل فئاته للحد من هذه الظاهرة للقضاء على الجماعة التكفيرية. وقال عبد المقصود باشا، رئيس قسم التاريخ بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، إن البيان الصادر عن دار الإفتاء جاء فى التوقيت المناسب، مشيرًا إلى أن الأحداث التى تمر بها مصر أو الوطن العربى والعالم بأكمله لا ترضى الله؛ لأن الدم فى الإسلام حرام، وقتل النفس التى حرمها الله إلا بالحق. وأضاف "باشا" فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن الجماعات التكفيرية تعمل على الاستحواذ على عقول ونفوس الشباب، وتخالف معالم الإسلام, فضلاً عن سفك الدماء، متمنيًا أن يؤثر البيان على الجماعات التكفيرية فى العودة إلى رشدهم ودينهم وإلى العادات والتقاليد الإسلامية، مشيرًا إلى أن الجماعات التكفيرية لها أجندات غربية وخارجة عن مفهوم الدين. واستنكر رئيس قسم التاريخ بكلية اللغة العربية مهاجمة الجماعات التكفيرية لشيوخ الأزهر, مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف، الذى تأسس منذ عام 350 هجريًا ويحمل لواء الوسطية فى العالم الإسلامى، ترجع عظمته إلى شيوخه. وأكدت إيمان كامل، عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات, جامعة الأزهر بالزقازيق، أن البيان الصادر يحمل معانى جيدة، وجاء فى وقت المناسب، ويحرص على التقليل من عمليات التكفير وذبذبة النفوس داخل المجتمع المصرى، مشيرة إلى أن جماعات التكفير تدّعى بأنها تستخدم المنهج الصحيح للإسلام، قائلة "إنه لا يعلم ما فى القلوب إلا الله سبحانه وتعالى". وأوضحت "كامل" خلال تصريحاتها ل"بوابة الوفد " بأن البيان يستدعى القلق نظرًا لخطورة انتشار أفكار ومقولات لتكفير الأشخاص، والمجتمع المصرى أصبح يعانى من الظواهر التى انتشرت خلال الفترة الأخيرة بغرض تحقيق أهداف سياسية تحت ستار الإسلام، مشيرة إلى أن الجماعات التكفيرية تستهدف عقول الشباب وتستغل حماسه لتحقيق مصالحها. وأشارت عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات إلى أن القضاء على هذه الظاهرة يتطلب تكاتف المجتمع المصرى بجميع فئاته، وتوعية شبابه للقضاء على هذه الظاهرة والحد منها.