كمواطن مصري مخضرم يحق لي أن أبدى عدداً من الملاحظات على التشكيل الجديد للحكومة برئاسة المهندس إبراهيم محلب.. راجياً ألا يغضب منى أحد- سواء في داخل التشكيل أو خارجه: 1- لا شك أن المهندس إبراهيم محلب ذو كفاءة عالية في مجاله.. ولكن- ومع تمنياتنا جميعًا له بالتوفيق- لنا أن نتساءل، هل نجاح الرجل في مجال بذاته يجعله مهيئاً لأن يتولى منصب رئيس حكومة دولة في حجم مصر وتواجه المشكلات التي نعيشها حالياً؟! هل لديه مواصفات «رجل الدولة»؟! تساؤلات أرجو أن أجد لها إجابات عملية عاجلة!! 2- من خلال الأسلوب الذي اتبع في اختيار الوزراء -في إطار من التردد ثم التراجع، ثم الاستجابة لضغوط من هنا ومن هناك- هل يعي رئيس الحكومة أن ما يطلق عليه مسمى «المسئولية التضامنية» للوزراء.. كان يستوجب منهجاً مختلفاً في اختيار الوزراء، ثم في تجميع الوزارات، ثم في تفرقة الوزارات؟! 3- هل يعلم السادة الوزراء الجدد بل والقدامى أيضاً المهام المطلوبة منهم في المرحلة، أم أن الأمر متروك لكل منهم ليقوم بدراسة ملفات وزارته وبالتالي هل الوقت سيسمح لهم بالدراسة والتوصل إلى رؤية وإلى منهج وإلى أفعال وانجازات؟! لعن الله الشك الذي يساورنى داخلياً حول الإجابة!! 4- وفى كل الأحوال كنت أتمنى أن تضم الوزارة 15- 16 وزيراً، ثم 3 نواب ثم رئيس الحكومة.. ألا يكفى هذا؟! غريب هذا الأسلوب.. وغريب هذا التوقيت.. وغريب هذا التكامل.. الذي تتبعه قيادات الأطباء والصيادلة وعمال بعض المصانع وموظفو الشهر العقاري وعمال النقل العام!! أقول للقيادات وقبلهم أقول للمشاركين فى تلك الإضرابات..ألا ترون أن ذلك يتفق مع ما تحاول تحقيقه «الجماعة المحظورة» ومن يواليها من «إرهابيين» و«طابور خامس» و«الواردون من الخارج»؟ أبسط سلوك للانتماء لمصر الغالية.. يتمثل فى الامتناع عن مثل هذه التحركات مهما كان «الحق المطلوب»، فحق مصر أكبر وأقوى وأولى..!! المبدأ البسيط يقول «انتج.. فالعائد سيفي بكل حقوقك»، هل سأرى أبناء مصر يطالبون بأن يمتد «يوم العمل» ليصبح «يوماً وربعاً» دون أجر إضافي.. على الأقل لمدة -أقترح أن تكون عاماً كاملاً.. وبعدها سيكون لدى مصر الرصيد الذي يكفى للوفاء بكل المطالب..!! وإلا فإنه ينطبق علينا المثل القائل: «اطبخي يا جارية.. كلف يا سيدي»، لا أريد -على الأقل في ظروفنا الراهنة- أن أطالب بالتطبيق الحاسم للقانون..!! نحن جميعاً نريد «البناء» وليس «الهدم»، وهنا أذكر الحكمة القائلة: «ربى.. اكفني شر أصدقائي.. أما أعدائي فأنا كفيل بهم..!!». الشباب يمثل أكثر من 40% من سكان مصر.. وبالتالي فهم يمثلون «قوة ضاربة» بالنسبة لمصر المستقبل، ومن ثم فالمسئولية جسيمة وخطيرة..!! وأود هنا أن أهمس في أذن هذا الشباب عدداً من «الملاحظات» و«النصائح» على أمل استيعاب المعنى والمغزى: 1- احذروا «المرائين» و«المدعين»- وعددهم كبير- الذين يزيفون حقائق «الواقع» و«التاريخ» للتأثير عليكم.. فيحققون لأنفسهم «مكاسب» و«مناصب» بمساندتكم..وهم في واقع الأمر لا يستحقون من جانبكم سوى «الازدراء». 2- ولا أنسى هنا أن من بين هؤلاء عدداً كبيراً يعملون في مجال «تفرقة وحدة الشباب»، وهم في هذا لا يترددون في استخدام كل الوسائل من «كذب وافتراء وخيانة»..!! احذروا هؤلاء فإنهم كثيرون.. ومظهرهم «أملس» أما بطونهم «كالسم». 3- تمسكوا دائماً - ومن منطلق انتماء كامل لمصر الغالية - بالشعار الذي رددته «الجمعية العمومية» للشعب المصري: «الشعب، الشرطة، الجيش.. إيد واحدة» شعار عميق المعنى يتطلب من شبابنا الكثير والكثير..!! قفوا صفاً واحداً لمواجهة «الإرهاب» وستنتصرون مهما كان الثمن. 4- في الفترة الراهنة المطلوب منكم «التعلم» و«التدريب» و«اكتساب الخبرة» و«إعمال الفكر».. و«اكتساب المهارات» كلها مواصفات تؤهلكم لتولى مسئوليات المستقبل، لا تتعجلوا، فالمستقبل بالكامل سيكون لكم ومنكم..!! اتجهوا إلى الأجيال السابقة ذات الخبرة.. أسس تبنى عليها مقومات المستقبل..!! تمشياً مع مواجهة الضرورات والتحديات وفى مقدمتها «الاقتصاد الوطني» يجب أن نتجه بقوة بالتوازي مع دحر الإرهاب.. نتجه إلى تركيز كل الجهود والإمكانات في «بناء مصر الحديثة»، ومن هنا.. أعود إلى اقتراح سابق.. وهو اقتراح تبنته «المجالس القومية المتخصصة» أخيراً.. اقتراح يتمثل في تجنيد كل الشعب «على مدى 365 يوماً» للعمل والإنتاج وتصحيح المسار الاقتصادي الذي انحرف كثيراً على مدى السنوات الثلاث الماضية.. تكثيف انخراطنا في العمل والإنتاج هو الطريق الوحيد الذي سيمهد أمامنا الطريق لتحقيق «العيش، الحرية، العدالة الاجتماعية»..!! سنة كاملة من العمل والإنتاج ستؤدى إلى تضميد كثيراً من الجراح.. وستضمن لمصر انطلاقة اقتصادية حقيقية..!! ولا شك أن المطلوب سيفسح المجال أمام تثقيف الشباب.. وإكسابه خبرة وقدرة..!! ومن الماضي أتلمس شواهد كبيرة تؤكد أننا سننجح إذا نفذنا: 1- الشعار الذي رفعته ثورة 1952 وهو «الاتحاد، النظام، العمل»..!! 2- الشعار الذي نادي به الزعيم مصطفى كامل، والذي انطبق علينا جميعاً في أعقاب نكسة 1967 وهو: «لا حياة مع اليأس.. ولا يأس مع الحياة»..!! 3- الشعار الذي ساد فترة الإعداد ثم تنفيذ حرب أكتوبر 1973 (النصر الوحيد الذي حققته الأمة العربية) وهو «لا صوت يعلو على صوت المعركة»!! لابد أن يتكامل الاقتصاد القوى.. مع البنيان السياسي القوى..!! وسوف نتمسك بمسيرتنا بقيادة «أحمس المصري» ونحن نردد: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا»..!!