على مدى الأسبوعين الماضيين شهدت مصر العديد من المفارقات..بعضها يثير الغضب.. وبعضها يثير الضحك.. وبعضها يحرض– في حقد شديد – على مصرنا الغالية.. وفى كل الأحوال علينا أن نمعن الفكر في مغزى هذه المفارقات.. وفى النتائج التي يمكن أن تترتب عليها. أولى هذه المفارقات ما يطالب به الشباب من انفراد في إدارة شئون الدولة..ومن استبعاد الغير من الفئات العمرية الكبيرة نسبياً ..والاستبعاد الكامل «للفلول»..!! وأود أن أقول لأحفادي وأبنائي من الشباب المصري الخالص ..ما يأتي: (1) ثورة 25 يناير وثورة 30 يونية ليست ملكاً لأحد ..وإنما هي ملك خالص لمصر.. بكل أطيافها وأبنائها (2) لا توجد دراية بدون خبرة .. فالمستقبل يبنى على أساس الانجاز في الماضي ..ولولا الاستعانة بالقديم لما تواجد الحديث (3) المستقبل لكم بالكامل.. وعليكم أن تعدوا أنفسكم علماً وتدريباً وخبرة ودراسة ووعياً حتى تتمكنوا من مواجهة المسئوليات الجسيمة التي تنتظركم (4) عليكم يا شباب مصر أن تدركوا أن «الحقوق» تنبع من «الواجبات» ومع كل – وفى جميع الأحوال فإن جرأة الشباب وفورته مطلوبة.. ولكن في ترتيب ونظام وتوقيت. واستطراداً للمفارقة السابقة أقول للشباب – بل لكل المصريين – أن ثورتي 25 يناير و30 يونية تتكاملان لتكونا لنا ما يمكن أن نطلق عليه «الثورة المصرية الحديثة» ومن هنا يجب على الشباب وعلى من يتولون المسئولية ..وعلى كل مصري مخلص.. عليهم جميعاً الابتعاد عن التفرقة بين الثورتين أي بين شباب الثورتين.. خاصة وأن الجهود تبذل من أجل إحداث التفرقة.. لمصلحة من؟ بالقطع ليس لمصلحة مصر..!! أتذكر أن الاستعمار القديم والحديث أيضاً – يؤمن بسياسة «فرق.. تسد»!! لا تسمحوا بذلك.. حتى ولو كان المسمى «مفوضية الشباب». ومن المفارقات العجيبة .. التي ينطبق عليها المثل القائل: «كالحية الرقطاء..مظهرها أملس وبطنها السم» تلك المبادرات التي تظهر في الساحة من وقت لآخر.. وفى توقيتات تثير الريبة والشك..!! مبادرات..للحوار.. ثم المصالحة.. ثم النهاية تحقيق ما يخطط له الإرهاب ومواليه في الشرق والغرب والشمال والجنوب من تفتيت لمصر والحد من قدراتها وكيانها..!! مبادرات للحوار بين «الإرهاب» وأنصار «الأمن والاستقرار» ثم الحوار بين من لا يعترفون «بمصر» وبين من لا يؤمنون إلا بمصر..!! وجاءت المبادرة الأخيرة من الأخ الدكتور حسن نافعة.. سامحه الله.. يرفض حكم القضاء باعتبار الجماعة «إرهابية» ويرفض «ثورة 30 يونية» ويقبل «بيع» مصر.. ويقبل إدانة الشرطة والجيش..!! يا دكتور حسن.. للأسف.. لم أجد ما يمكن أن أضيفه إلى وصف الإعلامى الكبير مصطفى بكرى لمبادرتك بأنها «قبلة حياة للإخوان» ولو أنني أضيف أنها امتثالا للمقولة: «ضربني وبكى..وسبقني واشتكى». ومن المفارقات أن الضربات العسكرية والأمنية التي حلت بالجماعة المحظورة وحلفائها المتسللين إلى الأراضي المصرية.. أفقدت الحلفاء في مخابرات 7 دول أجنبية.. ثم أفقدت البرلمان الأوروبي.. ثم أفقدت وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.. ثم أفقدت الخليفة «المنبوذ» أردوجان..ثم أفقدت التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية المحظورة.. هذه الضربات أفقدت كل هؤلاء ما بقى لديهم من «عقل» فرأيناهم يولولون.. ويهزون.. ويخرفون.!! وفات كل هؤلاء أن التاريخ يؤكد للجميع أن الشعوب باقية.. أما «طيور الظلام» فلابد أن تكون نهايتها «الكهوف» و«الخرائب» ثم.. الإنتهاء.. والفناء..!! ويا أهل أوروبا.. ويا أهل أمريكا..لا تتسرعوا.. ولا تقلقوا.. فحكوماتكم ترعى «الإرهاب» وسيأتي يوم قريب ترتد السهام إلى صدور من أطلقوها.. وعند ذلك لن «تشمت» مصر..وإنما ستمد لكم يد العون. ونأتي إلى مفارقة تثير الألم والقلق.. بل فى لحظة ما سوف تثير الشك والاهتمام..!! ماذا نرى من مطالبات للأطباء ثم الصيادلة ثم عمال بعض المصانع؟! فكروا في الأسلوب.. وفكروا في التوقيت..!! لا تبرير بحجة «العدالة» إننا إذا أمعنا الفكر في التوقيت فإننا لابد أن نتساءل عن النوايا ..وعن أهداف من يشعلون هذه «الفتنة» مصر تطالب المصريين المخلصين وبالذات من الشباب المصري من فئات الأطباء والصيادلة والعمال..تطالبهم مصر بأن يقولوا «للزعماء المرتزقة» لا.. وألف لا..!! إن ما تحتاجه مصر الآن هو العمل والعمل والعمل. أليس كذالك يا أولى الأمر في مجالات الطب والصيدلة والصناعة إن الحقوق يا سادة تكتسب نتيجة الالتزام بالواجبات. ولابد لنا في نهاية هذا المقال أن نشير إلى بعض المفارقات في مجال الإعلام: (1) في برنامج رياضي لحارس مرمى النادي الاهلى والمنتحب الوطني الأسبق الأخ أحمد شوبير أشار « فخامته» إلى أن لاعباً سجل هدفاً ثم أشار بعلامة «السيسى» وطالب فخامة أحمد شوبير بتطبيق القانون على هذا اللاعب أسوة بعقاب اللاعب الذي أشار في وقت سابق بعلامة «رابعة»..!! ونسى فخامة المذيع أن هناك فرقا بين من يهتف لمصر وبين من يشير بالإرهاب..!! زلة لسان.. أليس كذلك؟ أم أنها مجرد إفصاح عن الباطن؟! (2) لماذا تصر بعض القنوات التليفزيونية التابعة للدولة أو لسياسيين مشاركين في المسيرة الثورية.. لماذا الإصرار على استضافة حلفاء ومؤيدي» المحظورة» و«الخائنة» لا تقولوا «الرأي.. والرأي الآخر» إن ما تمر به مصر حالياً يجب أية أعذار أو احتجاجات أو مبررات!! «لا تضعوا السم في برشامة». (3) أهلاً بعودة» باسم يوسف»..ولكن..على الدكتور باسم أن يعي أن النكتة التي قد تضحك الناس في بلد معين..لا تضحك الناس في بلد آخر..!! على الدكتور باسم أن يحاول تفهم نفسية من يخاطبهم و أن «خفة الدم» إذا زادت عن حدها.. تنقلب إلى ضدها. وعلى العموم فإن مسيرتنا مستمرة بقيادة» أحمس المصري»( مع تقديري للمشير السيسى) ونحن نهتف ب«مصر فوق الجميع..وتحيا مصر.. ولسوف تحيا».