أصبح الحديث عن الأوضاع السياسية في مصر .. محبطاً .. بل مدمراً .. خاصة بعد أن أصبحنا في موقف لا نحسد عليه .. مقوماته: دستور مطعون على.. جمعيته التأسيسية.. ثم على صياغته .. ثم على العديد من مواده..، ثم مجلس تحول من الاستشارة إلى التشريع ..، ثم أقول .. والأسى يملأ القلب – «عدم الحسم» المطلوب من جانب القضاء المختص ... مع كل حبي وافتخاري بالقضاء المصري ..!! . والغريب في الموقف السياسي ... أن الانفراد بالسلطة ..أي .. «الديكتاتورية» قامت على أساس قلة من أصوات الناخبين لا تتعدى 67.5% من 32.5% ممن صوتوا .. بينما الأغلبية الفعلية أصبحت تجد نفسها في «وضع لا تحسد عليه»..! ويزداد الأمر تعقيداً نتيجة «عناد» أو «تعنت» ما نطلق عليه اسم «الغالبية المنظمة «والمطالبة بإجراء» حوار وطني «لا يخرج عن كونه مجرد « إملاء» .. ومجرد «استسلام غير مشروط»..!! ومن منطلق «المواطنة المصرية».. أو.. «الولاء المطلق والحصرى.. لمصر».. أصبح علينا «واجب مقدس» ألا وهو «تقويم الاقتصاد المصري» بعد أن بلغ حداً غير مسبوق من الخطورة تمثلت في خفض التصنيف الائتماني لمصر وبالتالي توقفت «المنح.. والمساعدات وحتى القروض» من الدول والمؤسسات في الخارج ..، مع استمرار نزيف الاحتياطي من العملات الأجنبية.. وتزايد العجز في ميزان المدفوعات .. مع تزايد العجز في الموازنة.. وتزايد الدين العام وأعباؤه والارتفاع المتوالي في معدل البطالة خاصة بين الشباب (أكثر من 50% من إجمالى السكان) ثم ارتفاع مستمر في التضخم وما يتبعه ذلك من تدهور مستوى المعيشة : وتزايد نسبة الفقر واضمحلال مستمر في الطبقة المتوسطة (وهى رمانة الميزان)..!!. إذن.. ما هو المخرج ..؟! خاصة وأنه ليس لدينا موارد وفرة كالبترول ..؟! لا بديل عن «الإنتاج» و« الإنتاج».. و«الإنتاج».. وأعنى الإنتاج في كافة المجالات الزراعية والصناعية والخدمية.. وصولاً إلى «أمثل إنتاج» من حيث الكيف والتنوع.. والكم .. والجودة مع مراعاة التزايد المستمر للقدرة التنافسية لهذا الإنتاج .. داخلياً وخارجياً ..!! . ولنا أن نتساءل هنا.. ألا يستغرق النهوض بالاقتصاد المصري... فترة من الزمن.. تطول كثيراً عن «طاقة الاحتمال»..؟! للإجابة الصحيحة أقول أن الأمر سيتطلب الانطلاق بخطوات سريعة عبر عدة محاور في «نفس الوقت».. مع التزام «الجميع» بما يلي: (1) هذه الانطلاقة لا يمكن لفصيل بذاته أن ينفرد بها .. فالجميع يشارك – مع تناسى الاختلافات الايدولوجية والسياسية في هذا الشأن بالذات - !! ولما كان «الخطأ » مرفوض.. فإننا يجب أن نلجأ إلى كل الكفاءات المتوافرة لدينا وكذا إلى كل الخبرات من كل العالم وبصرف النظر عن التكلفة ..!! . (2) الرؤية الاقتصادية البعيدة – وهى التي يجب أن نبدأ في بلورتها من «الآن» وفوراً – تستهدف تحقيق إستراتيجية متكاملة السياسات والبرامج وتستهدف تحقيق : «العيش، الحرية، العدالة ،الاجتماعية» ..!! (3) التقويم الفوري من خلال «برنامج طوارئ اقتصادية» ..يخرج «الشعب» مما هو فيه من ضنك .. وحاجة .. وإحباط ..!! أي أن المطلوب « حزمة « من الإجراءات الفورية تجعل المواطن المصري البسيط وغير البسيط يحس بإنسانيته .. وكرامته .. ومصريته ..!!وهذا هو موضوع الجزء التالي من هذا المقال . البرنامج «الفوري» الذي يبدأ «غداً» يجب أن ينعكس على حياة المواطن خلال «أيام» لا تزيد على أسبوع أو عشرة أيام ..!! وحزمة الإجراءات المطلوبة أن يمهد لها «إجراءات فورية» تضمن الأمن والأمان في إطار من تأكيد «هيبة» الدولة و«الاحترام المطلق للقانون» بصرف النظر عن أهداف «التسلط» أو «الهيمنة» أو «تحقيق المصالح» فالمصلحة الوحيدة التي يجب أن نرعاها هي أهداف «مصر » و«المصريين» وفيما يلي بعض الإجراءات الفورية المطلوبة : توفير السلع الاستهلاكية اليومية في اطار من «الجودة» و«السعر المقبول»، ويمكن أن يتأتى هذا من خلال تكثيف تشغيل المجمعات الاستهلاكية وتعميم نظام «التسويق المتنقل» لهذه السلع ..!! ويتطلب الأمر فرض رقابة حاسمة وحازمة على الأسواق مع إخضاع المتاجرين في «السوق السوداء» لعقوبات قاسية ..رادعة.. بل ومانعة ..!! ولاشك أن نجاح مثل هذا التنظيم يتطلب الاستعانة بمجموعات كبيرة من الشباب الواعي الذي سينتفع من ذلك .. وفى الوقت ذاته سيقلل من حلقات الوساطة بين المنتجين والمستهلكين..!! إن نجاح هذا الإجراء يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح «لمسئولية الدولة» بالنسبة لخفض تكاليف المعيشة وإحداث توازن مطلوب بين الدخول والإنفاق ..!! إعطاء «قبلة حياة» فورية للسياحة .. وإعلان ذلك على مختلف المستويات: الرئاسة، مجلس الوزراء ، الإعلام الوطني والعالمي .. وإعلان مصر «دولة سياحية مفتوحة» مع تأكيد «أمن السياح» و«تنوع مجالات السياحة» مع تحديد قائمة من التيسيرات والحوافز لمن يقبلون على السياحة في مصر لمدة عام كامل وكذا للسياح الذين يأتون إلى مصر على طائرات «مصر للطيران»..!! أساس الإجراء عودة «الحياة» لحوالي (10) ملايين نسمة من أبناء الشعب يعملون في مجال السياحة بطريق مباشر أو غير مباشر ..!! ضمان لمورد سريع من العملات الأجنبية ..!! إعداد « كتائب عمل « من الشباب المؤهل وغير المؤهل بحيث تبدأ هذه الكتائب في العمل بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ( للإعداد والتدريب التمهيدي) ..!! ويراعى أن تبدأ هذه الكتائب في العمل الفوري في عدد من المشروعات «الجاهزة (أي.. والله..) ..!! أعتبر هذا المقال مجرد « مدخل» لبرنامج شامل قصير الأجل يضمن لمصر «قبلة الحياة»، آخذين في الحسبان أن.. مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا ..!! والى لقاء في مقال قادم أكثر توصيفاً ؟؟!!