أكدت صحيفة (ذي جارديان) البريطانية أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوجية الاتهام للزعيم الليبى معمر القذافي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية سيضيق الخناق عليه ويزيد من إصراره على البقاء والقتال حتى النهاية. وأوضحت الصحيفة أن رفض القذافى ترك منصبة وعدم التزحزح عنه كان واضحاً منذ البداية، كما أنه ليس لديه مكان يذهب إليه. وأضافت أنه يبدو من غير المعقول الاعتقاد أنه سيغير رأيه الآن خاصة بعد وصف المحكمة الجنائية الدولية لأفعاله بأنها خارجة على القانون الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة ضيقت الخناق أكثر حول القذافي، وجعلته فى كل الأحوال أكثر خطورة. وأشارت الصحيفة إلى أن استهداف المحكمة لشخص القذافي سيثير تساؤلات حول الحكمة من وراء النهج الذى تتخذه الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، والتى تجعل إبعاد القذافى عن السلطة مقياس رئيسي للنجاح في ليبيا. كما أنها ستثير من جديد الاتهامات التى تقول إن المحكمة الجنائية الدولية تهتم فقط بملاحقة القادة الأفارقة، كما هو الحال في السودان وكينيا، وتتجاهل آخرين منهم الولاياتالمتحدة على وجة الخصوص. وأوضحت (ذي جارديان) أن التفويض الذى أصدره مجلس الأمن الدولي بشأن التدخل العسكري فى ليبيا قد التزم الصمت حول وضع القذافي. وأضافت أنه إذا كان القرار قد أوضح منذ البداية أن الهدف هو تغيير النظام الليبي، فمن المؤكد أن روسيا أو الصين أو كليهما كانا سيستخدمان حق الفيتو للاعترض عليه. ومن جانبه، يصر القذافي على أنه لن يتنحى، ولن يغادر البلاد، ولن يسلم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية أو أي شخص آخر. وأشارت الصحيفة إلى ما قاله المتحدث باسم الحكومة الليبية بأن معمر القذافي "هو رمز ليبيا التاريخي وأنه فوق كل الإجراءات السياسية، وأن القذافي هو الخيار التاريخي الذي لا يمكن لليبيين تركه يسقط". وأشارت إلى أن عمل المحكمة الجنائية الدولية سيجد ترحيباً كبيراً من قبل دعاة العدالة العالمية والقانون الإنساني. وأكدت الصحيفة أن المسئولين البريطانيين يعترفون الآن أن الأمور لن تسير فى ليبيا بدون بداية جديدة على الأقل، ويؤكدون أن مصير رجل رجل واحد صار يتحكم الآن فى مسار الحرب وتوسيع نطاق السياسات الدولية المرتبطة به.