هناك في السماء يتكلم كل شهيد إلي كل أبناء الوطن.. في كل يوم، بل في كل ساعة يزف الشعب المصري شهداءها إلي جنة عرضها السماوات والأرض، شباب من الشرطة، شباب من أكرم وأعظم ما كان في بلدنا، حباً وعشقاً وشوقاً إلي أن تصبح مصرنا في عليين وبذلك وكما نري، فإن الثمن غالٍ ولا نفدي الأوطان، إلا بهذا الدم الغالي ثمناً لحياة الأمة. وما زالت الكلمات الهادرة كأمواج البحر مع شباب مصر عبر تاريخها الممتد ومع ثوراتها الكبري منذ الثورة الأم، ثورة 19، وتري المواكب تختال في خيلاء هاتفة من الأعماق ورصاص المحتل الإنجليزي يصطاد الصدور ولا يفرق بين مسلم أو مسيحي أو بين كهل وشاب أو بين رجل وامرأة، الكفاح والجهاد، جماعات، جماعات، أنه وبكل تقدير وفداء لموكب الشهداء، وحياة الأوطان لا تعيش ولا تحيا ولا تحقق أهدافها في حياة هادئة مطمئنة إلا بهذا الثمن وما أروعه وما أعظمه: وقبل شهيداً علي أرضها دعا باسمها الحق واستشهدا واليوم ومصر الحبيبة أم الصابرين الحنونة علي أبنائها تقدم شهداءها قرباناً لحياة آتية لا ريب في ذلك وفي عليين ودم الأحرار علي تاريخها الممتد هو سبب وجودها وحياتها كل آمالها.. وليس لنا إلا أن نقول ونحن نودع الأحباب شهيداً بعد شهيد: «نموت.. نموت وتحيا مصر». وعلي شاطئ الحياة الآخر، إلي أين المصير يا سفينة القدر، ثورة أولي قامت وعنوانها في يناير 2011 وجاءت بعدها ثورة عملاقة اشتركت فيها الأمة قاطبة وكانت بالملايين ثورة يونية 2013، وكان لابد من نجاحها ودوامها وانتظار قطاف ثمارها أن ندفع الثمن.. وما أغلاها.. وما أنبلها وأكرمه.. وكل شهيد نقدمه لتكون دماؤها شاهدة علي عظمة تضحيته.. «ويمشون للموت في شوق وفي جزل لأنهم تحت ظل الله يمشونا». ونناجي علي بحر الزمن شهداء مصر الأبرار عبر تاريخها الممتد من أجل الوطن الغالي والذي حبه من الإيمان وبكل يقين مع هذا الثمن الغالي، مكانهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر شهيد.. وآخر.. وثالث وموكب الشهداء في نعيم عند ربهم يرزقون وإذن وقد غسلتهم الملائكة.. ينادون من عليين: ألا هبي.. هبي يا رياح الجنة. والآن والخطاب موجه إلي الحاكم والحكومة فقد آن الأوان أن تعالج القضية ضد الإرهاب الغريب عن ديارنا وما كانت مصر بهذه الصورة الدموية، ومن أجل غاية عرفناها، ما علينا إلا أن ننهض في سلام، ونبدأ ودم الشهداء خير شاهد وشهيد في بناء عاجل وحاسم لمصر الجديدة مصر الأمل، مصر الأمن والأمان ورب العزة يحمينا. وصوت العزة يحمينا، وإلي العالم كله نناجيه ونحييه ونردد قول رب العزة: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وسلام علي شهدائنا في عليين عند رب العالمين. ودائماً وأبداً إلي لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان.