نصحت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الرئيس الأمريكى باراك أوباما بضرورة الإمساك بزمام الأمور فى الشئون الدولية، وخاصة الأزمة الأوكرانية؛ لأنها تعد أخطر وأكبر تحدٍّ لسياسة أوباما الخارجية التى تراجعت كثيرًا فى السنوات الأخيرة. وقالت الصحيفة إن التوغل الروسى فى شبه جزيرة القرم، ناهيك عن مخاطر التعدى على أجزاء أخرى من الأراضى الأوكرانية، يعد اختبارًا لأوباما نفسه وكذلك مصداقية بلاده، نظرًا لكونه الفصل الأخير من الحرب الباردة التى سادت فى النصف الثانى من القرن ال20. واتفقت الصحيفة مع حذر أوباما ورأت أن حكمه على الأمور سديد، ليس كسابقه، وهو ما يجعله يبدو أكثر تروٍّ ويستطيع موازنة الأمور قبل أن يتخذ أى إجراء. ومضت الصحيفة تقول، إنه رغم الاتفاق مع رؤية "أوباما" الحذره، إلا أن ذلك لن يغير الانطباع الذى أخذ مؤخرا بشان التقهقر الدولى والخارجى لأمريكا. والدليل على ذلك، انسحابها من العراق وسعيها للخروج من افغانستان بنهاية العام. وفى حملة حلف الناتو فى ليبيا عام 2011 التى أطاحت بالزعيم الليبى معمر القذافي، تحدث مسؤولو البيت الأبيض بما يشبه الفخر عن "القيادة من الخلف". ولفتت الصحيفة إلى أن قرار التدخل المباشر من قبل الغرب فى أوكرانيا يعد صعبا وغير مطروح وهو ما يدركه "فلاديمير بوتين"، الرئيس الروسي، ولذلك على الغرب التفكير فى طرق أخرى يمكن أن يتم استخدامها لدفع روسيا ثمن تدخلها المسفر فى أوكرانيا. ونصحت الصحيفة أمريكا وحلفائها بضرورة فرض عقوبات مشددة على المؤسسات الروسية الرسمية، بل واتخاذ خطوات تحد من إمكانية تعامل روسيا مع النظام المالى العالمي.