جشع أصحاب العقارات ورغبتهم الدائمة فى جعل البيت صاحب الأربعة أو الخمسة أو الستة طوابق برجاً شاهقاً أصبحت ظاهرة منتشرة هذه الأيام؛ لا تعود سوى بالمنفعة المادية فقط على صاحب العقار، أما السكان "فيغوروا فى داهية واللى مش عاجبه ياخد فلوس ويمشى". هذا ما حدث للمواطن المصرى جمال عبد العزيز محمد، فصاحب العقار الذى يسكن فيه بالبساتين، قام ببناء دوراً سادساً فوق الشقة التى يقيم بها، وطبعاً بدون ترخيص بناء، مما أدى إلى شروخ بجميع أنحاء الشقة أصابته وأسرته بالرعب والخوف على حياتهم وأرواحهم. إزالة مع إيقاف التنفيذ يقول المواطن المغلوب على أمره: "بعد استقرارى بمصر عقب 18 عاماً من السفر والتجوال لعملى بالسياحة، استغل أصحاب العقار عيشى بلا زوجة مع ولداى الاثنين، وقاموا بالبناء، وعندما تحدثت معهم، وجدتهم لا يأبهون بما أقوله حتى تفاقم الوضع عندما بدأوا فى بناء سقف الدور المخالف، فاستنجدت بالشرطة والحى الذى أصدر قراراً بإزالة الدور المخالف بعد معاينة الشروخ، وكان ذلك فى منتصف شهر مارس من العام الماضى، لكن تنفيذ ذلك القرار حدث بإزالة جزء من حائط لا يتجاوز 50 سم طولاً وعرضاً! دفع ذلك أصحاب العقار للتعرض لى فى "الطلعة والنازلة"، ثم قدموا عرضاً للحصول على شقتى مقابل عشرة آلاف جنيه". الاعتداءات المتكررة ومن بعدها العرض لم يغيرا موقف "جمال"، الذى ظل مقيماً بشقته والاستنجاد بالنجدة مرة أخرى لطلب الحماية، إلا أن أصحاب العقار صعدوا من عنفهم تجاه الرجل وولديه الصغيرين. يقول جمال: "فوجئت بعد ذلك بإغلاق باب العقار "بجنزير" ومنعى من الصعود للشقة، فقمت بتحرير محضر إثبات حالة، وأصررت على عمل محضر بالقسم بعدم التعرض، إلا أننى فوجئت بعد تلك المحاضر بعدم استطاعتى الصعود لبيتى مرة أخرى، ومنعى من الصعود، فلجأت للنائب العام بشكوى بتضررى وعدم استطاعتى الدخول للمنزل وعدم تنفيذ قرار الإزالة بشكل كلى. الموقف ازداد سوءاً عندما تحالفت الجارة مع أصحاب العقار فى محاولة للمجاملة على حساب الثلاثة الضعفاء، ومن ثم أصبح الرجل وابناه الصغيران يحاربون فى جبهتين، الأولى صاحب العقار العدو الرئيسى، والثانية الجارة التى بادرت بالاعتداء عليه. تلفيق يصف الأب الحائر الاعتداء، قائلاً: بعد عودتى من إيصال ابنى للمدرسة حوالى السابعة والنصف صباحاً تعدت على الجارة وابنها وابنتها بجذبى وتقطيع ملابسى ومحاولة جذبى لداخل شقتها لتلفيق قضية اعتداء عليها، فضلاً عن قيام ابنتها بضربى "بشومة" كادت أن تودى بحياتى، إلا أن الله أكرمنى بابنى محمود الذى اتصل بالنجدة من هول الموقف، وجاءت بالفعل لتقوم بإثبات الحالة وعمل تقرير، وبالتالى أصبحت هناك قضية أخرى تخص الجارة. كررت الجارة تهديداتها بعدم الدخول للمنزل حال الاستمرار فى قضيتها، بجانب الحاج أحمد بيومى صاحب العقار وزوجته وابنته الذين يمنعونى من الصعود للشقة مقابل الكف عن الشكاوى وتركهم يستمرون فى البناء المخالف. الصراع لم يهدأ بعد الثورة فقد لجأ الساكن للقضاء مرة أخرى، ونجح هذه المرة فى استصدار قرار إزالة آخر وتم تنفيذه بالفعل، إلا أنه هذه المرة جاء نصف كلياً، حيث أزيلت أجزاء أكبر من حوائط البناء المخالف، إلا أنها يمكن إعادتها بسهولة. جمال يرفض الصلح فهو يراه موافقة ضمنية على إكمال البناء وتنازلاً عن قضية التعدى من جانب الجيران، ولا يطلب غير الحق وتمكينه من دخول شقته التى استأجرها منذ عام 1992 بموجب عقد موثق بالشهر العقارى وتنفيذ قرار الإزالة. شاهد الفيديو