وجه وفد القليوبية نداء الى رئيس الوزراء، ومحافظ القليوبية، ورئيس حى شرق شبرا الخيمة، وإلى كل المعنيين بالإنسانية.. إلى كل مسئول مازال لديه قلب ينبض.. إلى كل من لديه إحساس بهموم بشر يموتون من البرد.. المطر أغرقهم.. الوحل أحاط بهم.. الظلام الدامس صار عنواناً لهم.. لا حياة.. لا أمان.. لا أحد يشعر بهم ندعوكم لمشاهدة تراجيدية لن تجدوها فى أى دور عرض أخرى إلا فى حى شرق شبرا الخيمة.. مأساة بكل معانى الكلمة، لأناس يأنون، يرتجفون من البرد والمرض، يسكنون 23 خيمة من القماش البالى الذى غرق من الأمطار.. يحتضن الأخوة والآباء أبناءهم فى محاولة غير مجدية لتدفئتهم من البرد القارس الذى يهشم العظام، وأصبح لا أنيس لهم سوى الأمراض التى تعاشر أطفالهم. كانت هذه مقدمة رسالة وفد القليوبية للمسئولين. وقالت الرسالة: الأرصاد الجوية تعلن عن موجة شديدة البرودة فيلجأ المسئولون الى البطاطين والدفايات ويهرع الجميع بحثاً عن الدفء إلا سكان مخيمات الإيواء بشبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية، الذين خذلهم المسئولون بالمحافظة وأسكونهم داخل خيام منذ 3 أعوام والكارثة الكبرى أن الخيام فى تزايد مستمر. لجنة الوفد بشبرا الخيمة برئاسة محمد إبراهيم المغربى، رئيس اللجنة، لم تكتف بالمطالبات بل انتقلت الى سكان تلك الخيام لتستمع الى أناتهم وآهاتهم وأوجاعهم، فيقول جمال عبدالكريم، ميكانيكى صاحب أسرة كبيرة، إن المكان بدأ بعدد قليل من الخيام ثم أصبح فى تزايد مستمر، مشيراً إلى أن سكان العمارات المجاورة يعتبرون المخيم مكاناً لإلقاء فضلاتهم ومخلفاتهم، إضافة إلى مياه الصرف التى تحيط بهم من كل جانب إضافة الى الأمراض التى تحيط بهم ومياه الأمطار والبرد القارس الذى حطم عظامهم. وأضاف: «إننا نتعرض لهجوم من البلطجية أثناء مطاردة الشرطة لهم فيقومون بالقفز من أعلى السور وفى بعض المطاردات يتم تبادل إطلاق النار ليدب الرعب فى قلوبنا خوفاً على أنفسنا وأولادنا»، تقاطعه إحدى السيدات بقولها: «ربنا ينتقم من المسئولين»، لتفصح عن اسمها «أم رحمة» لكنها لا تجد مثقال ذرة من الرحمة فى قلوب من يذهبون إليهم للحصول على مساكن تؤويهم، قائلة: إن مجلس المدينة يرسل لهم بين الحين والآخر بعض الموظفين لعمل تقرير عنهم ثم يذهبون بلا رجعة. يطالب محمد المغربى، رئيس لجنة الوفد، محافظ القليوبية بزيارة سكان تلك الخيام ويطالب مسئولى المحافظة بمبيت ليلة واحدة فى خيمة فى غياب كل شىء يمثل الحياة والكرامة الإنسانية ربما وقتها يفكرون فى إيجاد حل وبديل لهؤلاء البسطاء. وقال المغربى إن مياه الأمطار التى شهدتها محافظة القليوبية أغرقت سكان مخيمات الإيواء بجوار سور نادى بهتيم بشبرا الخيمة والذين يزيد عددهم على 24 أسرة ممن صدر لمنازلهم قرارات إزالة أو أصحاب البحوث الاجتماعية. وقال «المغربى» إن المسئولين بالمحافظة ماتت ضمائرهم ولا يسعون لحل المشكلة القائمة منذ أعوام بعد أسكنوا 24 أسرة داخل خيم لا تقيهم البرد وها هى المياه تغرقهم دون جدوى وربما تحدث كارثة فى المكان خاصة فى وجود أجهزة كهربائية وأسلاك كهرباء عارية قد تسبب فى مصيبة تكون أكبر من حلول المسئولين. وطالب «المغربى» المهندس محمد عبدالظاهر، محافظ القليوبية، بالتدخل العاجل وحل هذه المشكلة بعد أن ضاقت الأرض على هؤلاء بما رحبت وبعد أن صم المسئولون آذانهم وأغمضوا أعينهم عن مأساتهم التى يعيشونها منذ سنوات. وطالبت هبة عيد، رئيس لجنة المرأة بحزب الوفد بشبرا الخيمة، بالتدخل العاجل لإنقاذ هؤلاء المواطنين محذرة من انتشار الأوبئة والأمراض فى ذلك المكان الذى تختلط فيه مياه الصرف الصحى بمياه الأمطار، ما يسبب الوحل والطين. وقالت هبة عيد إن مسئولى حى شرق شبرا الخيمة لا يعرفون شيئاً إلا عن كراسيهم ومكاتبهم المكيفة وسياراتهم الحكومية وموظفيهم الذين يؤدون فروض الولاء والطاعة لهم، مضيفة أن تلك المأساة تحتاج الى حل وهؤلاء يحتاجون الى منقذ لهم فالطلاب عجزوا عن المذاكرة، فالكهرباء انقطعت والشموع تطفئها الرياح الشديدة والخيام رغم أنها عهدة للحكومة بمبلغ يزيد على 4000 جنيه إلا أنها بالية والويل كل الويل لمن يتسبب فى تمزيق قطعة واحدة منها. من جانبها، أصدرت اللجنة العامة للوفد بالقليوبية برئاسة الدكتور محمد سليم وبحضور محمود سيف النصر، النائب الأول لرئيس اللجنة، الذى قام بزيارة سكان الخيام ووعدهم بنقل صوتهم للمسئولين، وأكد لهم أن الوفد لن يخذلهم بياناً طالبت فيه بتحكيم الإنسانية والضمير لرفع المعاناة عن مواطنين لا ذنب لهم إلا أنهم وجدوا أنفسهم بلا مأوى عقب سقوط منازل كانت تؤويهم ولم يجد مسئولو المحافظة حلا لهم سوى القائهم فى الشارع تحت حصار الموت والمرض والبرد. ولذا ف«الوفد» يناشد محافظ القليوبية إيجاد حل لأناس لا ذنب لهم إلا أنهم دون سند أو ظهر أو مال أو وساطة ترفع عنهم هذا الابتلاء.