اهتمت صحف الإماراتوقطر، فى افتتاحياتها اليوم الخميس، ب"العمليات الإرهابية" التى تستهدف العديد من الدول العربية وتهدد أمنها واستقرارها، إضافة إلى قضية القدس واللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية والهيئات القانونية الدولية لتحميل الاحتلال الصهيونى المسؤولية عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، فضلا عن عمليات التحول الديمقراطى بليبيا. ففى الإمارات، أكدت صحيفة "الخليج" أن التفجيرين الإرهابيين الجديدين اللذين ضربا بيروت أمس ومسلسل التفجيرات الذى يضرب العراق يؤكدان أن الإرهاب موجود ويتسع ويتحرك، وهوعابر للحدود والطوائف ولا يعتد بقيم أوشرائع أوأديان أوقوانين. وقالت "إن عشرات القتلى والجرحى الذين سقطوا أمس فى بغداد وبيروت وغيرهم عشرات آخرون على مدى الأشهر القليلة الماضية فى أكثر من عاصمة عربية بفعل عمليات إرهابية انتحارية إضافة إلى ما يجرى فى سيناء وسوريا وتونس واليمن وليبيا كلها تشكل حلقة متصلة من استراتيجية تنفذها الجماعات الإرهابية التكفيرية لضرب الدول العربية وتمزيقها وإثارة الفتن والحروب الأهلية لإضعاف وحدتها الوطنية وإفقادها المناعة لتحويلها إلى دار حرب، أى إلى دار خراب لما يسمى "الخلافة الإسلامية" التى تمت استعادتها من بطون التاريخ لإقامتها على جماجم الأبرياء وبحار الدم". وشددت الصحيفة على أن الاستنكار وحده لا يكفى والشجب هروب من المواجهة، لأن جبهة الإرهاب باتت معددة الاتجاهات والتسميات وتثير التساؤلات حول أسباب نشوئها وانتشارها، ومن ينظمها ويديرها ويخطط لها ومن يرعاها ويمولها، مطالبة العرب باجتماع عاجل لوضع استراتيجية شاملة للمواجهة على كل المستويات بالتزامن مع الدعوة إلى اجتماع دولى للغرض نفسه لأن الخطر بات شاملا. ومن جهتها، قالت صحيفة "البيان" "إن عددا من الدول العربية تشهد هذه الآونة موجة عنف غير مسبوقة ترجمتها التفجيرات والعمليات الإرهابية المتلاحقة التى تستهدف المدنيين الأبرياء وتروع المواطنين وتزعزع الاستقرار على غرار ما يحدث فى ليبيا وتونس ومصر ولبنان، مشيرة إلى أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم أمس فى تفجير دموى استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت". وأضافت أن العراق دخل مرحلة الانهيار الأمنى إذ شهد خلال الأيام الأخيرة قرابة المائة تفجير مسفرا عن سقوط عشرات القتلى وسط عدم توافق سياسى يضعها على عتبة المجهول إضافة إلى ليبيا التى تعيش حالة من الفلتان الأمني، خاصة الجنوب وما تشهده من هجمات مسلحة تستهدف المنشآت الحيوية والتهديدات بتقسيمها مما دفع بجامعة الدول العربية إلى إصدار بيان تحذيرى من مخاطر العبث بأمن ليبيا واستقرارها. وعلى جانب آخر، قالت صحيفة "الوطن" "إن خطاب محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطنى الاتحادى فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، الذى اختتم أعماله أمس فى طهران، سلط الضوء على قضية الحفاظ على هوية مدينة القدس كونها قضية كل العالم العربى والإسلامى مسلمين ومسيحيين". وأضافت أن قضية الحفاظ على هوية القدس هى تحد هائل للأمة العربية الإسلامية إذ أن جهود إسرائيلية وأمريكية ضخمة تجرى على قدم وساق لتهويدها نهائيا بطرد السكان وطمس الأثار، مما يتطلب وقفة عالمية وإسلامية وعربية لمنع مثل هذه التصرفات فى المدينة وبقية الأراضى الفلسطينية. وفى قطر، أعربت صحيفة "الوطن" عن أملها فى أن ينعم لبنان بالأمن والاستقرار خاصة مع الجهود الأخيرة لتشكيل الحكومة التى جاءت وسط ترحيب إقليمى ودولي، واصفة خطوة تشكيل الحكومة الجديدة بأنها "بداية مبشرة" لحراك سياسى جديد، فى توقيت يعرف تحديدا التداعيات السلبية للأزمة السورية، التى ألقت بظلالها طوال الثلاثة أعوام الماضية على الواقع اللبنانى سياسيا واجتماعيا وأمنيا. وأشارت إلى التفجير الإرهابى فى بيروت أمس، مؤكدة أنه رغم ما يلقيه الحادث من تداعيات سلبية جديدة على الساحة اللبنانية عقب أيام معدودة من تشكيل الحكومة، فإن ما أبدته عدة أطراف لبنانية فى تصريحات عقب وقوع العمل الإرهابى يؤكد تجديد رفض القوى السياسية بالبلاد لأى محاولات جديدة تهدف إلى جرهم نحوصراعات عقيمة ونزاعات لا تخدم لبنان ولا تحقق المصالح المباشرة لأهله.