قال "نورى المالكى"، رئيس وزراء العراق، "إن العراق سيستخدم جميع أدواته السياسية والاقتصادية والعسكرية الموجودة تحت تصرفها فى جهودها الحالية لهزيمة تنظيم "القاعدة". وأكد "المالكى"، فى مقاله بمجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، على ما قاله وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" فيما يتعلق بأن المعركة ضد الجماعات المتطرفة هى "معركة تخص العراقيين". وأضاف "المالكى" قائلًا: "فى الواقع هذه هى معركتنا، فبعد أكثر من عامين من مغادرة القوات الأمريكيةالعراق، وتزايد الجماعات المتطرفة العنيفة مثل تنظيم القاعدة، تقبّلّ العراق مسؤوليته فى أن يقم بهزيمتهم عسكريًا، وأن يعمل على عزلهم سياسيًا، وتهيئة الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى من شأنها أن تحرمهم من الدعم المحلى بالمستقبل". ومضى قائلًا: "إن معركتنا ضد تنظيم القاعدة بمحافظة الانبار هى جزء من صراع أكبر ضد الإرهاب الذى يهدد جيراننا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما يهدد الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى بأسره أيضًا". واستطرد قائلًا: "إن الإرهاب الذى نواجهه الآن يتميز بطابع انتقالى وبالتالى فإن هزيمته تتطلب تعاون دوليًا، بما فى ذلك شراكة قوية بين الولاياتالمتحدةوالعراق كما أكد الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" فى خطاب الإتحاد". وتابع "المالكى" قائلًا: "العراق بحاجة إلى المعدات والخبرة الأمريكية من أجل الدفاع وإعادة بناء بلدنا، فضلا عن الاستثمار الخاص فى بلدنا والتنسيق الاستراتيجى فى منطقتنا، لذلك فإن هذه الجهود المشتركة ضد عدومشترك جميعها هى موضوع الاتفاقية التى وقعت عليها الولاياتالمتحدةوالعراق قبل انسحاب القوات الأمريكية فى "2011. وأضاف "المالكى"، فى سياق مقاله ب"فورين بوليسى"، قائلًا: "إن العراق ليس تحت الحماية الأمريكية، بل شريك، ونحن ممتنون للمجهودات والتضحيات الامريكية التى خدمت هذا البلد؛ لكن العراق، اليوم، يعتبر بلد ذوسيادة ولا يحتاج للقوات الأمريكية على أرضه، لذلك – وفقًا لروح الشراكة – أريد أن أشارككم التفكير فى المجهودات التى نريدها للدفاع عن بلدنا ضد الإرهاب". وتابع قائلًا: "نحن نفهم أن الإرهاب ليس فقط مشكلة العراق بل مشكلة دولية تتجلى الآن بشكل أكثر وضوحًا مما كانت عليه فى حالة الحرب الأهلية السورية، وقد حذرت مرارا وتكرارا من انتشار الإرهاب ووصوله إلى بلدنا وهوما حدث الآن". وأردف "المالكى" قائلًا: "حتى لا نكون مخطئين فإن ما تشهده العراق اليوم ليس فتنة طائفية بل هوذبح عشوائى، يقوم فيه تنظيم القاعدة بقتل الشيعة والسنة والمسيحيين؛ لذلك نحن لا نستهدف فقط هزيمة الإرهابيين بل أيضًا الحد من السخط الذى يعتبر منفذًا وغذاء لهم، لذلك ننتهج استراتيجية متعددة الأوجه تقوم على الدمج الاجتماعى، والعمليات الأمنية، والتوعية الدبلوماسية، والتنمية الاقتصادية لتحقيقها". واختتم "نورى المالكى"، مقاله قائلًا: "إن العراقيين والأمريكيين قدموا الكثير من التضحيات فى معركتنا المشتركة ضد عدونا المشترك وهوالإرهاب باستخدام الاستراتيجية الشاملة ضد التطرف".