اعتبرت صحيفة " الاندبندنت" البريطانية اليوم الأحد أن تغطية وسائل الاعلام العربية والاجنبية للثورات والاحتجاجات العربية لم تكن منصفة ولم تعكس حقيقة الوضع في هذه الدول. وقال الكاتب باتريك كوبيرن في مقال له بعنوان " لا تصدقوا كل ما ترونه وتقرأونه عن القذافي" انه خلال الأشهر الأولى من الربيع العربي، تمكن الصحفيون الأجانب من متابعة ونشر الانتفاضات الشعبية العربية وساعدوا في إثارتها في وجود طغاة المنطقة والترويج لتلك الاحتجاجات وتمكنت قنوات الفضائيات مثل قناة "الجزيرة" من ضرب جذور السلطة في الدول العربية" . وتابع الكاتب" ان حكام المنطقة شعروا بخطر المراسلين الاجانب فحرموهم من كافة التسهيلات التي كانت ممنوحة لهم، وطردوهم من بعض بلدان المنطقة ومنعوهم من دخول أراضيها لرصد ما يجري فيها من أحداث" ، مشيرا الى انه لم يتمكن من الحصول على تأشيرة لدخول اليمن خوفا من تغطية المظاهرات هناك. واعتبر كوبيرن "ان منع الصحفيين أدى الى أن التغطية الصحفية للأحداث في سوريا واليمن، وإلى درجة ما البحرين أصبحت تغطية عن بعد تعتمد على تسجيلات الفيديو التي تلتقطها كاميرات الهواتف المحمولة للمظاهرات ، وهي تسجيلات لا يمكن التأكد من صحتها". وطرح الكاتب مثال عدم صحة التغطية الصحفية للمظاهرات، مشيرا الى أنه كان في طهران في وقت سابق من العام الجاري وتجول في المدينة ولم يلحظ خروج أي مظاهرات في هذا اليوم إلا أنه فوجىء بوجود تسجيلات فيديو على موقع " يوتيوب" تعبر عن مظاهرات بتاريخ 27 فبراير وتظهر فيها أعمال عنف ، قائلا إنه ذهل لأن المتظاهرين في الفيديو كانوا يرتدون قمصانا فقط على الرغم من ان الطقس في طهران كان ماطرا ووصلت درجات الحرارة في المدينة إلى الصفر". وقال الكاتب" أعتقد أن هذه المظاهرات تعود لصيف 2009، وأعيد تأريخها وكأنها مظاهرات حديثة"." واعتبر أن هذا التزييف حدث ويحدث في عديد من دول المنطقة منها مصر واليمن وسوريا واختص ليبيا . وتابع أن وكالات الأنباء ووسائل الإعلام تتناقل هذه الاشرطة على أنها "حقائق" إلا ان منظمة هيومان رايتس ووتش لم تتمكن من إيجاد أدلة على صحة العديد من تلك الأنباء ، مشيرا الى انه لا يمكننا التأكد من صحة المجازر التي ارتكبت في بنغازي أو طرابلس. وأضاف "ان المنظمات الحقوقية لم تتمكن من إثبات مصداقية اتهام قوات القذافي بارتكاب جرائم اغتصاب جماعي ". متابعا:" أن مرتزقة القذافي عرضوا على الصحافة لكن أفرج عنهم عندما تبين انهم مجرد عمال ". واعتبر كوبيرن أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة القذافي ومساعديه قد يكون يمكن أن يخفف ، معتبرا ان اتهام القذافي تشويه منظم للقذافي الذي قال انه قد يكون طاغية وحشيا ، ولكن ليس وحشا على مقياس صدام حسين".