نشر موقع "ديبكا" الاستخبارى الإسرائيلى السيناريوهات المحتملة والتفاصيل الخاصة بتفجير الأتوبيس السياحى بطابا أمس، مشيرة إلى أن تلك العملية الغاشمة تمت على 3 مراحل: داخل الأتوبيس تمت زراعة شحنة ناسفة بها جهاز تعطيل، وليس واضحًا حتى الآن فى أى مرحلة وضعت تلك الشحنة بالأتوبيس فى سيناء لكن من المنطقى الافتراض بأن الشحنة وضعت عندما نزل السياح من الأتوبيس للتجول فى دير سانت كاترين، أوأن الأتوبيس توقف للاستراحة وسط الطريق بين سانت كاترين وطابا وحينها تمت زراعة الشحنة. فى نفس الوقت الذى تم فيه توجيه عداد التعطيل أطلق صاروخًا من أحد الأكمنة على الأتوبيس. فى المقابل، اقتربت من الجانب الأيمن للأتوبيس سيارة مفخخة ارتطمت بالجانب الأمامى منه ثم انفجرت. وأضاف الموقع أنه بالنظر للتخطيط الدقيق للعملية وقوة النيران وكمية المواد المتفجرة التى استخدمت داخل الأتوبيس وحوله، من الغريب أن عددد القتلى والمصابين ليس كبيرًا. وخلص الموقع إلى أن الحديث يدور حول عملية إرهابية تم تخطيطها وتنفيذها بواسطة تنظيم "أنصار بين المقدس" المنبثق عن تنظيم القاعدة، والذى يضم بين صفوفه إرهابيين محنكين ومدربين من ليبيا ومصر واليمن والسعودية، والذى يتلقى معلومات استخبارية من حماس والجهاد الإسلامى وعناصر تنظيم الإخوان المسلمين المصريين العاملين حاليًا بقطاع غزة. وأشار الموقع إلى أن هناك ستة أسباب رئيسية لفشل مصر وإسرائيل فى منع تلك العملية الإرهابية: فى يوم الأحد الموافق 16-2 افتتحت بالقاهرة مداولات جلسة محاكمة الرئيس المعزول، رجل الإخوان المسلمين "محمد مرسي"، ومن الممكن بل ويجب توقع حدوث عمليات إرهابية من جانب الإخوان المسلمين، وليس فقط فى القاهرة وإنما فى سيناء أيضًا. ولفت الموقع إلى أن المحاكمة تم تأجيلها إلى 23 فبراير، مشيرًا إلى أن ذلك التاريخ موعد محتمل لمزيد من العمليات الإرهابية. حقيقة أنه بعد العملية الإرهابية فقط رفعت درجة الاستعداد بين القوات المصرية بسيناء وقوات الجيش الإسرائيلى على امتداد الحدود المصرية- الإسرائيلى تؤكد أنه لم يكن هناك استعداد مسبق لاحتمالية وقوع عمل إرهابى واسع النطاق، رغم أنه كانت هناك مؤشرات لذلك. الحديث يدور حول فشل استخبارى إسرائيلى مصري، حيث أن العناصر الاستخبارية لدى الجانبين لم تعرف- رغم المتابعة الاستخبارية الوثيقة والمشتركة فى سيناءوغزة- أن هناك تدبيرًا لعملية إرهابية كبيرة. منظمة أنصار بيت المقدس أعلنت أكثر من مرة مؤخرًا أنها ستهاجم منطقة إيلات داخل الأراضى الإسرائيلية ردًا على اعتداءات الجيش المصرى عليها، حيث كانت آخر مرة أطلقت فيها تلك المنظمة صواريخ جراد على إيلات فى 31 يناير، وعلى الرغم من ذلك فضلت إسرائيل التجاهل واكتفت بنصب منظومة القبة الحديدية الصاروخية فى إيلات. عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس لاحظوا على الفور الثغرات فى انتشار الجيش الإسرائيلى بإيلات، حيث تستطيع منظومة القبة الحديدية اعتراض الصواريخ التى تستهدف إيلات لكنها لا تستطيع جمع معلومات استخبارية حول ما يحدث على الأرض، مما يدق ناقوس الخطر للجيش الإسرائيلي. رغم أن إسرائيل سمحت للجيش المصرى بنشر قوات جيش ومدرعات ومروحيات مقاتلة فى سيناء، كما وافقت على استخدام سلاح الجوى المصرى مقاتلات جوية فى شبه جزيرة سيناء، إلا أن عملية الأتوبيس السياحى تؤكد أن كل تلك الأنشطة لم تنجح. واختتم الموقع الاستخبارى بأن إسرائيل يجب أن تعيد حساباتها حول ما يحدث بسيناء.