أجمل ما فى القمة الحكومية التى حضرتها فى «دبى» أن التقيت مع كوكبة من صناع القرار بالعالم الذين شاركوا فى ورش عمل هذه القمة والذين ناقشوا سياسة دولة الإمارات فى كيفية إسعاد الناس وتوفير الحياة الكريمة لهم.. وأجمل ما فيها أيضاً هو لقائى مع نخبة من المفكرين والمبدعين والإعلاميين الكبار الذين حملوا فى قلوبهم هموم مصر وشغلتهم عما سواها، فقد كان حديث المفكرين لا ينقطع عن مصر والأحداث الجارية بها وتصرفات جماعة الإخوان الإرهابية وأفعالها الشيطانية التى تقوم بها حتى الآن. كنت حريصاً على الجلوس الى الكاتب الكبير جهاد الخازن بعد تغطية أعمال القمة، فالرجل يحمل صندوقاً كبيراً من المعلومات والذكريات والوقائع التاريخية، وفتح قلبه لى متحدثا بلغته الشامية المعروفة والمخلوطة بلكنة إنجليزية.. سمعت منه كثيراً عن ذكرياته مع نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وكذلك الشأن عن النظام السورى الحالى ورأيه فى الأحداث الجارية حالياً فى سوريا ومباحثات جنيف الأولى والثانية والدور الذى يقوم به الأخضر الإبراهيمى مبعوث الأممالمتحدة والمهازل التى ترتكبها جماعات الإرهاب فى سوريا... وطبعاً لم يفتنى أن أسأله عما كتبه عن الوزير الراحل عمر سليمان وعلاقته الشخصية به، وكيف كان عمر سليمان يأنس إليه فى الحديث.. قال لى إن جمال مبارك المودع حالياً بسجن طرة يكره عمر سليمان ولديه قناعة مؤكدة أن «سليمان» ضيع عليه فرصة التوريث وأحبط هذا المخطط الذى كان يعتزم نظام مبارك القيام به. والأخطر من ذلك أنه روى لى نقلاً عن عمر سليمان أنه تعرض لمحاولة اغتيال فى كوبرى القبة ولكن الله نجاه منها عندما استبدل السيارة التى كانت تسير به فى منتصف الطريق.. ولا يزال جهاد الخازن على قناعة بأن عمر سليمان توفاه الله بطريقة غير طبيعية..وصحفى كبير كان على قرب من صناع القرار بالوطن العربى لا يقول كلاماً منثوراً ولا يتحدث إلا بعلم وقناعة تامة.. ولذلك فإن حديثه لا يجب أن يمر مرور الكرام دون تدبر أو تعقل. والملفت للنظر خلال لقاء الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبى، أن يتحدث الخازن عن مصر فقط، مما يوكد أن الرجل مهموم بمشاكل المصريين وقضاياهم، وهو ما جعل الشيخ محمدبن راشد يؤكد أن مصر في القلب وأن الحكومة والشعب الإماراتى يدعمان مصر فى كل مواقفها الوطنية وتأييد خارطة المستقبل المصرية، وأن الود مع المصريين موصول كما كان يفعل الشيخ زايد.. رحمه الله. ومن الطرائف التى تعرضت لها كانت مع الكاتب الكبير سمير عطا الله عندما شاهدنى أقرأ صحيفة «الشرق الأوسط» وعرض علىَّ شراء النسخة وأخذ يزايد علىثمنها وأنا متمسك بها فى حديث مملوء بالود والحب وسألنى ماسر تمسكك رغم العرض المادى المغرى فى ثمنها قلت له أنا أقرأ مقال سمير عطا الله وضحكنا بعدها.. هذه هى روح الأساتذة الكبار الذين أتعلم منهم يومياً.