شهدت محافظة الشرقية خلال الأسبوع الماضي موجة عاتية من أحداث العنف والإرهاب واستهداف رجال الشرطة خاصة الأمناء حتي وصل الأمر إلي استشهاد 6 أمناء شرطة خلال أسبوع واحد بعد قيام مجهولين يستقلون دراجات بخارية باستهدافهم. والغريب في الأمر أن الطريقة التي يستخدمها الإرهابيون تجاه أمناء الشرطة واحدة في كل الحوادث، بل إن الاستهداف كان لفئة أمناء الشرطة وليس الضباط مما يستدعي البحث في أمرين أولهما كثرة الحوادث من هذا النوع في هذه المحافظة بالذات وربما يكون السبب في ذلك هي أنها مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسي ومن ثم وجود العديد من أنصاره بها ممن يريدون هدم مؤسسات الدولة عن طريق تمويلهم من التنظيم الإخواني الإرهابي وربما تكون هناك أسباب أخري. في البداية يقول اللواء نصر سالم، الخبير الاستراتيجي ورئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية سابقاً في تصريحاته ل «الوفد»: إن الأمر ليس بغريب أن تشهد محافظة الشرقية مثل هذه العمليات التفجيرية، مشيراً إلي أن الشرقية تعتبر الملجأ البديل للجماعات الإرهابية المتطرفة والهاربة من سيناء. ويضيف اللواء نصر سالم أن السبب في ذلك هو قرب محافظة الشرقية ومركز بلبيس من سيناء، وبالتالي هروب هذه العناصر إلي المناطق الصحراوية بالشرقية للاختباء بها نتيجة طبيعتها التي تتشابه مع سيناء في بعض المناطق ومعرفة أعضاء الجماعات الإرهابية لطبيعتها نتيجة التوافد عليها بين الحين والآخر. ويؤكد رئيس جهاز الاستطلاع بالمخابرات الحربية، أن الإقبال علي مثل هذه المحافظات يتزايد كلما اشتد الخناق علي الجماعات الإرهابية في سيناء بعد محاصرتهم من قبل رجال القوات المسلحة الذين يعملون علي تطهير البؤر الإجرامية في الوقت الذي لم يستبعد فيه تكرار مثل هذه الحوادث خلال الفترة القادمة. ويتفق اللواء سيد الجابري، الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، مع الرأي السابق في تفسير هذه الظاهرة بأن محافظة الشرقية بها عدد كبير من أعضاء الجماعات الإرهابية وأنصارها في المناطق الصحراوية التي سكنوها بعد مطاردتهم في شمال ووسط سيناء ومحافظة الإسماعيلية مستغلين الطبيعة الصحراوية لبعض المناطق بها لمواصلة أعمالهم الإجرامية. ويضيف اللواء سيد الجابري في تصريحاته ل «الوفد» أنه في مثل هذه الظروف تتفق الأعمال الإجرامية لتجار المخدرات مع الإرهابيين في الجرائم نتيجة لجوء الطرفين لمثل هذه المناطق للاختباء بها قائلاً: «ما يحدث في الشرقية ليس بغريب نتيجة طبيعتها وقربها من سيناء والتقاء مصالح الجماعات الإرهابية وتجار المخدرات». ويفسر اللواء الجابري ظاهرة استهداف أمناء الشرطة قائلاً«استهداف أمناء الشرطة أكثر من الضباط له مغذي وهو أن أمناء الشرطة هم الذين يعملون علي أرض الواقع ويجمعون المعلومات وبناء عليه يأتي التحرك لقوات الأمن لتطهير البؤر الإجرامية ولذلك يلجأ الإرهابيون لإرهاب زملائهم حتي لا يواصلوا أعمالهم بالشكل المطلوب». ويري اللواء الجابري أن الجماعات الإرهابية تحاول إظهار وزارة الداخلية علي أنها غير قادرة علي حماية أبنائها من أمناء الشرطة ومن ثم الوقيعة بين ضباط الشرطة وأمناء اشرطة نتيجة عمل الأمناء في ظروف أسوأ من الضباط مثل ركوبهم للدراجات البخارية وسهولة استهدافهم عن الضباط. ويضيف الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي بأن الجماعات الإرهابية تسعي لتصدير فكرة اختراق وزارة الداخلية من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية لإحباط الشعب المصري وإيهامه بأنهم يحققون نجاحات وهو أمر غير حقيقي بالمرة - بحسب قوله. ويكشف اللواء الجابري عن مخطط سعي الجماعات الإرهابية لإرباك المشهد الأمني وتصوير اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية علي أنه غير قادر علي القيام بوظيفته ومن ثم تغييره نتيجة قيامه بمطاردة عناصر جماعة الإخوان وأنصارهم الإرهابيين في كل مكان.. بالإضافة إلي توجيه رسالة لوزير الداخلية القادم بأن مواصلته في مطاردة الإرهاب تعني استمرارهم في إرباك المشهد الأمني من خلال عمليات إرهابية بين الحين والآخر قائلا «هذه الظاهرة مستمرة كلما واصلت الأجهزة الأمنية تطهير البؤر الإجرامية ومطاردة العناصر الخارجة علي القانون».