بعد أن أصبح العالم فى سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المثمرة التى تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق على غيره، وذلك من خلال البحث العلمى وبعد أن أدركت الدولُ وخصوصاً المتقدمة أهمية هذا المجال وعظم الدور الذى يؤديه فى التقدم والتنمية، وبعد إقرار الدستور الجديد وضمت مواده التزام الدولة برعاية الباحثين والمخترعين وحماية ابتكاراتهم والعمل على تطبيقه وزياده ميزاينة البحث العلمى حتى نبنى مصر الحديثة فليس أمام أى رئيس قادم حجة للنهوض بهذا المجال بعد سنوات عديدة من النسيان والإهمال، بوابة الوفد استطلعت آراء الخبراء حتى نضع للرئيس القادم أسباب المشكلة وطريقة حلها النهوض بصناعة البحث العلمى حتى نضمن مستقبل آمن للأجيال القادمة. أكد الدكتور مغاورى الديب، عضو أكاديمية البحث العلمى، أن أهم أسباب إهمال البحث العلمى تأتى من قبل الدولة، مشددًا أن الدولة تقابل تحديًا كبيرًا فى تطوير البحث العلمى طبقاً للنقص الموارد مالية، ولكن دستور 2014 يسعى للنهوض بالبحث العلمى من خلال زيادة نسبة الإنفاق عليه. وأضاف الديب، أن إهمال الدولة للبحث العلمى أدى إلى إجبار الباحثين عن الانصراف من هذا المجال لقلة الرواتب والمكافآت والإمكانيات. وأشار الديب،إلى أن ما تفعله الدولة من استيراد التكنولوجيا خاصة فى المجالات الحديثة ومجالات التقنية الزراعية والصناعية والاتصال ما يزيد من تأخر الدولة. وطالب الديب، الرئيس القادم أن يكون مقتنع بالبحث العلمى حتى يطور منه و إعطائه حقه لكى يرجع الثقة للباحثين. بينما أكد الدكتور حسن على، رئيس قسم إعلام بجامعة المنيا، وأحد المؤسسين، أن منظومة التعليم فى مصر ابتداءً من الحضانة حتى الدكتوارة تعتبر ملف به العديد من المشاكل، مؤكداً أن أهم المشاكل التى تواجه البحث العلمى هى التمويل على المبانى والمعامل وتطوير مجال واحتياجات البحث العلمى، وأن تخلف البلاد يأتى من تخلف التعليم كما يحدث فى مصر. وأشار ، إلى أنه توجد جهتين فى مصر فقط تهتم بالبحث العلمى هى الجامعات وبعض المراكز غير أن المراكز تقابل مشكلة كبيرة وهى تكرار الأبحاث والأفكار لعدم تسجيلها، لافتاً إلى أن 1% من الإنتاج القومى للدولة يعود على البحث العلمى وهذا تمويل ضعيف جداً، ولكن ننتظر اهتمام الدستور الجديد 2014 واهتمامه بالبحث العلمى خاصة بعد زيادة نسبة التمويل من الإنتاج القومى، وذلك شيء إيجابى. وأضاف أن فى مصر لا توجد منظومة إستراتيجية قومية موحده للبحث العلمى حتى على مستوى العلوم الإنسانية ولا توجد قاعدة بيانات حتى لا يحدث تكرار للأبحاث. وأوضح أن هناك ارتباكًا فى رؤية البحث العلمى فى مصر، كما أن رجال الأعمال لا تهتم به ولا تقوم بتمويله كما يحدث فى الخارج و خاصة الدول الأوروبية. وقال دكتور حسام العطار، رئيس جامعة بنها، إن التعليم بمصر فى حالة انحدار، لافتًا إلى أن الرئيس المقبل عليه تنفيذ خطة طويلة الأجل لتطوير البحث العلمى. وأوضح العطار أنه على الرئيس المقبل أيضًا أن يضع خطة قصيرة الأجل لمعالجة مشكلة الأمية لأنها من أبرز المشاكل التى تواجه التعليم وتعتبر من أساسيات التعليم التى بناء عليها سيتم تطوير التعليم والبحث العلمى. وأضاف العطار، أنه لابد من تصميم خطة تكون مرتكزة على الطلاب من الصغار وتتضمن الخطة البحث من خلال الإنترنت واستخدام أحدث أساليب البحث من خلال تكنولوجيا الاتصال حى تمكن الطلاب من الحصول على كافة المعلومات التى يحتاجونها مشيرًا إلى أنه على المدى البعيد فى ظل 20 أو30 عامًا سنجد جيل لديه القدرة على المعرفة والبحث العلمى.