من داخل محبسه، واصل "أحمد ماهر"- الناشط السياسي البارز ومؤسس حركة 6 إبريل، تحريضه ضد الإدارة المصرية، من خلال مقال له في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، دعا من خلاله الإدارة الأمريكية لوقف المساعدات لمصر في ظل ما أسماه "الانقلاب العسكري". واستهل "ماهر" مقاله الذي نشر اليوم قائلًا: "تتداول وسائل الإعلام المصرية أخبار إن الكونجرس الأمريكي وافق على تمرير قانون من شأنه أن يسمح لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمواصلة إرسال المساعدات العسكرية لمصر على الرغم من "الانقلاب العسكري" الذ وقع الصيف الماضي، والمجازر وانتهاكات حقوق الإنسان، ما يعني أن الولاياتالمتحدة قبلت الوضع المصري الجديد، وعودة حميدة للعلاقات المصرية الأمريكية إلى سابق عهدها، وتأكيد الدعم الأمريكي لكافة التصرفات المصرية. وأشار "ماهر" إلى زيارة وفد الكونجرس إلى مصر، وشهادتهم بشفافية الاستفتاء على الدستور وأنهم سيضغطون لمواصلة المساعدات العسكرية، و"العالم رأى أن من عارض الدستور أو لديه رأي مخالف يعد خائنا ويجب القبض عليه او قتله"، على حد قوله. وأضاف "ماهر" "إن أحد أيقونات ثورة يناير 2011 أن المسار الحالي لمصر يتعارض مع المثل الديمقراطية التي تتبناها الولاياتالمتحدة والتصريحات الأمريكية الرسمية، وتتعارض مع القيم الأمريكية، وفي الواقع، تشير البيانات الأخيرة ان الولاياتالمتحدة تدعم القمع كما دعمت نظام مبارك لمدة 30 عاما." وتسائل ماهر: "هل زار وفد الكونجرس أي من السجون المصرية للسماع إلى آراء الآلاف من المعارضين للدستور الجديد، هل سمعوا وجهة نظر الآلاف من الشباب المعتقلين، ماذا عن تصوير الإعلام المصري للولايات المتحدة بانه البلد التي تريد تدمير مصر ويتهم اعضاء الحركات الشبابية بانهم عملاء أمريكا"؟. وأضاف ماهر "حتى لو أخطأ الإخوان في طريقة حكمهم لمصر، وبالفعل هم أخطأوا، لكن هذا لا يفسر اعتقال الجيش لمئات الشباب، الشهر الماضي في الذكرى الثالثة لثورة يناير 2011، وهذا لا يستقيم مع الديمقراطية والحرية الاستقرار". وقال "بعد الانقلاب، كتبت مقالا في "واشنطن بوست" معربا عن قلقي العميق بشأن التدخل العسكري في الساحة السياسية وبزوغ فجر عهد جديد من الإرهاب في مصر، وللأسف، هذا هو بالضبط ما حدث، وتم اعتقالي وحبسي وتغريمي لأنني تحدثت علنا ضد قانون التظاهر الجديد. وعلى ما يبدو ان الجيش يسعى إلى الانتقام ضد الحركات الشبابية التي خرجت في ثورة يناير التي أدت إلى نهاية حكم "مبارك" ونظامه. وتابع "ماهر": ربما اعتقالي يمكن أن يكون مفيدا، فقد تأكدت من مبادئ النظام العسكري ودكتاتوريتة، والسلطات العسكرية في مصر لا يعرفون أو يحترمون الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فنظام مبارك يعود ببطء وهدوء ويعود الفساد والاستبداد، وأنا أكتب من سجن يخضع لحراسة مشددة، وعزلة تامة عن العالم ومعاملة غير إنسانية، ودون علاج للمرضى". وأنهى "ماهر" خطابه محرضا الإدارة الأمريكية على قطع المساعدات العسكرية لمصر، متسائلا: هل دافعي الضرائب الأمريكيين يدعمون تمويل الإدارة الأمريكية للقمع في مصر؟ هل يقف الشعب الأمريكي مع الديكتاتورية أم مع كفاح المصريين من أجل الديمقراطية".