«شبيك لبيك خدامك بين إيديك – قولى مين سرق الجاموسة – إنت عاوز دهب الأول - أجيبلك دهب وتقولى علي اسمه». بهذه الكلمات بدأ الشيخ «أحمد» – فى جو معبأ بالبخور الذى يزكم الأنوف - استقباله لسيدة شابة تبدو عليها علامات الثراء، ولم تتمالك هذه السيدة نفسها من الخوف بل انتابتها رعشة كادت تودى بحياتها، لولا أنها تذكرت أنها سيدة غريبة فى منزل الشيخ المبروك، الذى يأتي إليه القاصدون من الساذجين الذين يعتقدون فى الخرافات والأساطير، فقالت: (يا عم الشيخ أنا اسمى «آمال» من قرية «العمايدة» المجاورة لقريتكم، وأصبح الصبح فلم نجد الجاموسة فى الحوش المجاور للمنزل، وأنت عارف إن المواشى ثمنها غال فى هذه الأيام، يعنى جاموستنا ثمنها عشرة آلاف جنيه، وبحثنا عنها فى كل مكان فلم نجدها، يعنى أكيد الحرامية أخذوها، وأنا سمعت عن بركاتك من واحدة صاحبتى فى قريتكم «الخنانسة»)، ثم أخرجت مبلغ مائة جنيه وأعطته إياه ووعدته بأن تعطيه أربعمائة جنيه عندما تعثر على جاموستها الغالية. تمتم الشيخ بكلمات غامضة، ثم طلب من السيدة أن تحضر له مصوغاتها الذهبية بناء على طلب الجن حتى يخبرهم عن اسم الذى سرق الجاموسة، ولم تفكر «آمال» كثيراً فى الأمر بل سارعت بإعطائه الخمس غوايش والسلسلة والخاتم، وهى كل مصوغاتها الذهبية التى تحتفظ بها منذ زواجها منذ بضعة أعوام، وما إن شاهد الشيخ الذهب حتى أمسك بفأس وانهال على رأس السيدة بعدة ضربات قوية متتالية فأرداها قتيلة وقام بدفنها بغرفة ملحقة بجوار منزله. لم تعد «آمال أحمد على» إلى منزلها، فسارع زوجها ليبحث عنها فى كل مكان وعندما يئس من عودتها توجه إلى مكتب اللواء إبراهيم صابر مدير أمن سوهاج ليحرر لها محضر غياب ويخلى مسئوليته فقد يكون أصابها مكروه، فتم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد حسين حامد مدير مباحث سوهاج وقيادة العميد عصمت أبورحمة رئيس المباحث، ومن خلال تتبع سيرها قبل اختفائها ومناقشة أهل المنطقة وتجنيد المصادر السرية توصلت التحريات إلى أن وراء الجريمة أحمد محروس عبدالعال «مدرس»، وأنه يمارس أعمال السحر والشعوذة ويتردد عليه الكثيرون من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة. تم استئذان النيابة العامة وتمكن الرائد على الصغير رئيس مباحث المنشأة، من القبض على المدرس الدجال، وبتضييق الخناق عليه ومواجهته بالتحريات اعترف بجريمتها تفصيلياً وبررها بالفقر، وأرشد عن الجثة المدفونة بجوار المنزل وتم استخراجها بمعرفة النيابة العامة التى أمرت بدفنها بعد التشريح لبيان سبب الوفاة، وكلفت المباحث بالتحرى عن الواقعة وأمرت بحبس المدرس الدجال على ذمة التحقيقات، وأحاله المستشار معتز بريرى المحامى العام لنيابات جنوبسوهاج محبوساً لمحاكمة عاجلة بمحكمة جنايات سوهاج.