الصور التى انفردت بها جريدة الوطن صباح أمس الثلاثاء لحادث تفجير سيارة مفخخة أمام مديرية أمن القاهرة، لم تكن مفاجأة لأحد، لأننا نعلم جميعا أن أغلب العمليات التى نجح الإرهابيون فيها كانت بسبب تقصير أمنى شديد، وعملية تفجير سيارة فى مديرية أمن الدقهلية أقرب مثال على هذا. الطريف فى الصور التى انفردت بها جريدة الوطن، أن الإرهابيين كانوا على يقين بأن قيادات مديرية أمن القاهرة نائمون فى العسل، وأن عقليتهم البيروقراطية لن تعينهم على إحباط عمليتهم، لهذا ذهبوا وركنوا سيارتهم وجلسوا فيها لمدة خمس ساعات كاملة قبل تنفيذ العملية، خلال هذه الساعات التى قاربت على ربع اليوم، كانوا يتحركون فى محيط المديرية دون ان يعارضهم احد او يسأل: لماذا تقفون هنا؟. المؤسف فى الواقعة والوقائع السابقة أننا لا نكتشف تقصير وإهمال بعض القيادات الأمنية فحسب، بل إننا نضع أيدينا على عوار خطير وهو ببساطة: كيف وصلت هذه الشخصيات إلى هذه المراكز؟، من الذى قام بتصعيدهم بهذا الشكل وسمح لهم ان يتولوا مناصب قيادية فى المديريات مع أن قدراتهم لا تساعد على هذا؟. فى ظنى أن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مطالب بأن يعيد النظر فى آلية اختيار القيادات فى المديريات، وعليه ان يبحث عن آلية جديدة تمكن الكفاءات وأصحاب الموهبة الحقيقية، وهو مطالب أيضا بأن يفكر بشكل جاد فى تخصيص مركز لاعداد القيادات حسب التخصص، ولا مانع أبدا من ايفاد بعضهم إلى الخارج للحصول على دورات تدريبية كل فترة تساعدهم على التطور ومواكبة عالم الجريمة. لا أعرف هل تم استبعاد قيادات مديرية أمن القاهرة فى الحركة الأخيرة أم لا: مدير الأمن ومساعده، ومدير المباحث ورئيس مباحث المديرية، والمسئول عن قطاع امن الدولة بالمديرية؟. نشر جريدة الوطن الصور بهذا الشكل المخجل يتطلب استبعاد هذه القيادات ليس لأنها أثبتت تقصيرها واهمالها، بل لأن الفترة التى قضاها الإرهابيون بجوار مديرية الأمن قبل تفجيرهم السيارة تثبت وتؤكد وتقطع بعدم صلاحيتهم، فقط قام الإرهابيون بحرفية العمل بمقولة قديمة تقول: اللى مش عايز الشرطة تمسكه يستخبى فوق القسم، وللأسف الإرهابيون كانوا فى عب مديرية الأمن ولم ينتبه لهم احد أو حتى يسألهم: لماذا تقفان هنا؟. على أية حال إذا كان وزير الداخلية لم يستبعد قيادات المديرية بعد، فنحن نطالب أهالى الذى استشهدوا وأصيبوا فى الواقعة بأن يحملوا لافتات تحمل صور سيارات الإرهابيين مصحوبة بالتوقيتات الزمنية، ويقفان بها أمام مدخل مديرية الأمن ربما شعر قيادات المديرية بالخجل وطلبوا نقلهم: الساعة 1.23: أول ظهور للسيارة المفخخة بشارع حسن الأكبر. الساعة 1.24: أحد الإرهابيين يقف خلف السيارة، وظهور السيارة اللانسر السوداء التى هربوا بها. الساعة 1.25: السيارة المفخخة تعود للخلف بتوجيه من الإرهابى المترجل، ونزول ارهابى من السيارة السوداء. الساعة 1.27: ظهور سيارة ثالثة ووقوف 5 ارهابيين على جانبى الطريق. السيارة المفخخة تتنحي جانبا، وظهور 3 ارهابيين. سؤال: الصور التى نشرت فى الوطن وفى الفضائيات يوم الحادث كانت مأخوذة عن كاميرا المتحف الإسلامى، وعن كاميرا دار الوثائق.. أين صور كاميرا مديرية أمن القاهرة؟، هل كان مدير الأمن قد قام بتركيب كاميرات فى محيط المديرية؟، وهل صورت الحادث أم أنها كانت معطلة؟، ماذا لم نر صور كامير المديرية؟.