نريد منافسة حقيقية لها حلاوتها فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. هناك التفاف شعبى حول المشير السيسى وتأييده بقوة.. رغم أنه لم يحسم مسألة ترشحه.. وإذا قرر الترشح وخاض المعركة الانتخابية.. لا شك أن فرص فوزه ستكون أفضل من غيره لثقة الناس فيه لأنه غامر بحياته من أجل الوطن. الانتخابات بلا منافسة.. لا طعم لها.. والذين ينوون الترشح لم يحسموا أمرهم.. إما خوفا من فضائح هزيمة مدوية تكشف ضعفهم فى الشارع وأما انهم يدرسون ميزان قوتهم حال ترشيحهم الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح وحمدين صباحى وخالد على والدكتور سليم العوا.. خاضوا تجربة السباق الرئاسى ولم يوفقوا وإن كان «حمدين» قد حصل على نسبة معقولة من الأصوات وضعته فى المرتبة الثالثة بعد «مرسى» الرئيس المخلوع والفريق أحمد شفيق. ولكن نزول الفريق سامى عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكرى السابق حلبة السباق الرئاسى أمر يثير الاستغراب رغم حقه المطلق مثل غيره فى الترشح..فهل هناك اتفاق سرى بينه وجماعة الإخوان الإرهابية لدعمه ومساندته وتأييده حال ترشحه.؟ أعتقد أنه إذا كان هناك اتفاق.. فإن هذا الاتفاق لن يصب فى صالح «عنان» بل سيقضي على تاريخه وتؤكد ما يقال حول علاقته والإخوان والأمريكان.. والمخطط الخبيث لإضعاف مصر وتقسيمها. من حق سامى عنان أن يطرح نفسه كمرشح رئاسى.. ولكن التوقيت غير مناسب..إننا نريد رئيسا منتخبا من خلال منافسة انتخابية شريفة. نريد قائدا يحترم شعبه ويعمل ويسهر على خدمته.. ولا نريد فرعونا.. يقهر الشعب.. ولكن ماذا يفعل المرشحون مع منافس أحب الناس فأحبه الشعب والتف حوله وخرج يؤيده؟ نريد حلاوة المنافسة.. ولكن المرشحين المحتملين كشفهم الشارع ولم يتمتعوا برصيد عند الناس.. والذين خاضوا التجربة انخفضت أسهمهم ولكنهم مشتاقون للسلطة.. نريد الندية فى المنافسة، ولكن الغالبية الشعبية الكاسحة تؤيد «السيسى» لأنه الفارس الذى غامر بحياته لانقاذ الوطن وحماية الشعب من استبداد الإخوان وإرهابهم. مرة أخرى.. من حق «عنان» أن يترشح مثل غيره ولكن عليه أن يدرك أن المؤسسة العسكرية متينة متماسكة لا يمكن تقسيمها.. وأن الشعب يدرك تماما الفارق الكبير بين الدور العظيم للمشير السيسى وزملائه.. والدور الذى لعبه المجلس الذى كان الفريق عنان نائبه. من حق أى مواطن أن يرشح نفسه ويخوض المنافسة.. ولكن عليه أن يفكر فى حجمه ورصيده عند الناس.. ويراجع ميزان أعماله.. هل ضحى وغامر بحياته من أجل الوطن.. أم تاجر بالشعارات وخدع الناس.. وباع الوطن بأبخس الأثمان؟