أحب السيسى.. ولكنى أرفض الإساءة لعنان.. بل وأرفض الإساءة لأى مرشح آخر يفكر فى منافسة بطلنا الشعبى.. فطالما قبلنا الديمقراطية مبدأً وسلوكاً فلابد أن نتقبل آلياتها، وأولى هذه الآليات هى المنافسة الحرة الشريفة. فإذا كنت أنا وأنت نرى أن السيسى هو الأنسب والأقدر على حكم مصر، فلا ينبغى عليك أن تصادر حق الآخرين فى تبنى رؤية مغايرة لقناعاتك بل من حق أى شخص أن يرى فى نفسه أنه الأقدر على رئاسة مصر حتى لو كان ذلك غير حقيقى.. لأن كل واحد فينا يرى فى نفسه أنه الأكثر عقلاً والأعلى كفاءة من الآخرين، وأنه مضطهد ولو أتيحت له الفرصة لإبراز مواهبه لانطلق إبداعه بلا حدود.. فنحن نرتدى نظارات وسماعات أُذن، وبذلك نعترف بضعف وقصور نظرنا أو سمعنا، لكنك لن تجد أى شخص فى العالم يعترف بقصور عقله. وأنا هنا أعترض بشدة على الإساءة للفريق سامى عنان عندما ألمح عن «نيته» خوض السباق الرئاسى، بل إن الإساءة وصلت الى حد الاغتيال المعنوى للرجل، والإساءة لتاريخه لمجرد أن أبدى رغبته فى الترشح ولو فى مواجهة السيسى وهذا السلوك يجافى العقل والضمير والوطنية، فلم يرتكب سامى عنان جريمة «الخيانة العظمى» عندما أراد ترشيح نفسه لرئاسة مصر، لماذا نصادر حقه فى ذلك؟! أليس هو واحداً من أبطال الجيش المصرى، وخاض العديد من حروبه.. ألم يكن شريكاً أساسياً فى موقف الجيش من خلع مبارك وانحيازه وتأييده للإرادة الشعبية.. لماذا نهيل التراب على تاريخ الرجل لمجرد «إعلان نية» ليس أكثر, فماذا بعد أن يخوض الرجل بالفعل السباق الرئاسى.. إذا قرر ذلك.. هل سيلجأ أحباب السيسى وعشاقه وأنا أولهم للاغتيال الجسدى للرجل.. يا سادة كفوا عن هذا، ولا تفرعنوا السيسى.. فالرجل نفسه لا يقبل ذلك.. بل إنه صرح عدة مرات بأن عودة رموز نظام مبارك ومن أفسدوه لصدارة المشهد من جديد مرفوض لأن الشعب ثار عليهم وطردهم، لكن وللأسف هناك من يتحدث باسم «الجنرال الذهبى» فيسىء إليه من حيث لا يدرى، بل ان وجود بعض المنافقين المكروهين شعبياً فى حملة دعايته يسىء للسيسى أكثر مما يفيده لأنه يشعر البعض خاصة الشباب الثورى بأن السيسى ما هو إلا امتداد لمبارك، وهو قول غير صحيح بالمرة، لكن ذلك يحتاج لدليل وليس مجرد نفى لفظى من الرجل، ومخلصيه.. فنحن فى النهاية لن نوقع للرجل على بياض!! فلابد أن يكون للرجل برنامج وخطة عمل واضحة المعالم لا تعتمد على العاطفة، وإنما سيكون اعتمادها على العقل والمنطق.. فلا ننسى أن من أسقط مرسى لم يكن إلا برنامجه ووعوده الزائفة، ولو نجح مرسى فى تحقيق أهداف الثورة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» لرفعناه فوق رؤوسنا، رغم انتمائه لهذه العصابة الإجرامية، إذن فى النهاية من حق سامى عنان خوض الانتخابات الرئاسية، وكذلك حمدين صباحى وغيرهما، لأن المباراة الديمقراطية لن تحلو إذا خلت من وجود منافسين أقوياء.. بل إن وجودهم هو عامل «تحفيز» للسيسى حتى يجوّد فى طرح برنامج واقعى لمشاكل مصر، وإلا فإن مطالب الشعب لن ترحمه، فهوأمام بلد منهار اقتصادياً وأمنياً، وقد «شد» المواطنون الفقراء الأحزمة على بطونهم طوال ثلاثة أعوام منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى الآن وهم فى انتظار لحظة الفرج وطلوع الشمس.. فأرجوكم لا تلجأوا لفرعنة السيسى.. لأن الشعب لن يقبل فرعوناً جديداً، والسيسى كذلك بمؤهلاته الدينية والنفسية بعيد عن ذلك، فأرجوكم «حلوا» عن الرجل واتركوه يواجه مسئولياته الخطيرة.