مستشفي الوراق المركزي يبدو للناظرين أحد فنادق الخمس نجوم.. إلا أن جولة في الأدوار السبعة للمبني كفيلة بإثارة الصدمة لديك فالمستشفي يقف شاهداً علي فساد حكومات مبارك. فرغم الانتهاء من بنائه قبل 13 عاماً في هذه المنطقة العشوائية التي تفتقر إلي المستشفيات، إلا أنه لم يفتتح للتشغيل والعلاج منذ ذلك التاريخ ليتحول إلي واحد من أوكار المشردين والخارجين عن القانون والحيوانات الضالة. دخلنا المستشفي بصحبة سكان المنطقة وقام أحد السكان بفتح الباب بكل سهولة لنجد الأسرة والمكاتب ولافتات العيادات وغرف الكشف علي حالها، وفي الخلفية آثار تردد بعض المجهولين من مدمني المخدرات والمجرمين والساقطات، فضلاً عن الكثير من الحيوانات الضالة. أشرف سالمان المحامي من سكان المنطقة يقول: بني المستشفي علي أنقاض وحدة صحية غير مجهزة كلياً ولكنها علي الأقل كانت تساعد في إنقاذ حالات الحوادث، وغيرها من سكان الحي وفي عام 98 تم هدم الوحدة وبناء المستشفي وشعرنا وقتها بأن الله استجاب لدعائنا وأن الحكومة شعرت بنا وانتظرنا افتتاح المستشفي ولكن دون جدوي، وكأن الحكومة استكثرت علينا العلاج في مستشفي يليق بالآدميين، فمنذ عام 1998 ونحن بلا مستشفي، حيث نضطر للجوء إلي مستشفي إمبابة العام وهو غير مجهز بما يكفي لأغلب الحالات الحرجة. ويضيف سالمان سيد، أحد سكان المنطقة: تكلفة المستشفي بلغت 30 مليون جنيه فلماذا قاموا ببناء مستشفي بهذه الأموال دون افتتاحه لكي يستفيد من تشغيله آلاف المرضي بالمنطقة، ونرجو من جريدة »الوفد« أن تساعدنا في فتح الأبواب المغلقة للمستشفي وتشغيله بأسرع وقت لعلاج أهالي المنطقة حتي نقضي علي وكر الدعارة وتعاطي المخدرات داخل المستشفي، الذي يفترض أنه يخدم آلاف المواطنين من أبناء جزيرة الوراق وجزيرة محمد وعزبة الخلايفة وعزبة المفتي وطناش وأرض الجمعية وأرض الحداد والبطراوي. ويناشد سالمان رئيس الوزراء عصام شرف، الذي افتتح كنيسة العذراء بشارع الوحدة بعد تجهيزها بإمداد المستشفي بالمعدات التي لا تزيد تكلفتها عن مليوني جنيه لتشغيله. الدكتور عبدالحليم بحيري، وكيل وزارة الصحة بالجيزة، قال: توليت هذا المنصب منذ 4 أشهر فقط، وكل ما فعلته أننا قمنا بتوصيل الكهرباء للمستشفي منذ أسبوعين تقريباً وخاطبت الوزارة وسوف تقوم بتمويل العيادات الخارجية ونجري بعض التعديلات البسيطة في مبني المستشفي ولكن مع بداية العام المالي الجديد في يوليو المقبل، كما سنقوم بتشغيل الأقسام الداخلية والعمليات في النصف الآخر من العام، مبرراً تعطيل تشغيل المستشفي لأسباب إدارية وقانونية.