قال الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا: إن أخطر ما يصيب الإنسان هو الفقر، مستندا بمقولة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ( لو كان الفقر رجلا لقتلته )، لافتا إلى أن الفقر كاد أن يكون كفر فالفقر خطر على المجتمع، خطر على الفكر على الأخلاق، على الوطنية، فتحت ضغط الفقر والحاجة يمكن لإنسان أن يبيع وطنه أو يخربه من أجل المال. جاء ذلك خلال خطبة اليوم الجمعة بمسجد القرية بسنفا, التابعة لمركز ميت غمر بالدقهلية. وأضاف أن أول مسمار فى نعش المجتمعات هى الحاجة والفقر فلا يمكن استقرار المجتمع إلا بتطوير ورعاية الفقراء والعشوائيات وإعطائهم الرعاية الكاملة حتى لا ينظروا بحقد وكراهية للمجتمع فيسهل شراء ضمائرهم بالمال. وأكد أننا فى مصر مازال الفقراء والبسطاء وأهل العشوائيات الذين قامت الثورة من أجلهم مازالوا يعانون الفقر والحاجة ومصر دولة غنية ولكنها تحتاج للقيادة الرشيدة الحكيمة التى تنفذ العدل الاجتماعى. وقال: يجب على حاكم مصر القادم أن يجعل إنقاذ الفقراء فى العشوائيات ورعايتهم، على رأس أولوياته، فنحن لدينا 3 ملايين من سكان القبور و3 ملايين من أطفال شوارع وكثير من العشوائيات الذين لا يجدون قوت يومهم بسبب إهمالهم وبسبب الغلاء. وأكد زارع أن التاريخ يكشف لنا أن هناك دولا ذهبت حضارتها بسبب إهمال الفقراء، والظلم الاجتماعى، منها على سبيل المثال الدولة العباسية التى ضاعت بسبب الفجوة بين الأغنياء والفقراء، فكان المترفون فى بغداد يمتلكون كل شيء والفقراء فى الجنوب لا يجدون ما يقوتهم فقامت ثورة الجياع التى أحرقت الأخضر واليابس. وقال: لو أن تجار الدين وجماعات الإسلام السياسى التى تتصارع على السلطة وتنفق المليارات على شراء السلاح والاعتصامات أحبوا الوطن لأنفقوا ملياراتهم على الفقراء، وأنقذوا الإنسان من الجوع والفقر ولكنهم ظلموا الوطن والفقراء، خاصة أنهم يملكون المليارات ولكنهم تجار سلطة ودين لا يهمهم الفقراء والعشوائيات، مدللا بقول النبى صلى الله عليه وسلم (خير الناس انفعهم للناس ) .. ودعا زارع رئيس مصر القادم للنظر بعين الرحمة والإنسانية لأهلنا فى العشوائيات، ويجعل هذه القضية هى الحرب الحقيقية، وينتصر على الفقر الذى يجر معه الجهل والمرض والعنف والجريمة فليس خافيا على أحد أن الجريمة بكل أنواعها تنشأ فى العشوائيات وأماكن الفقر والحاجة، مضيفا أننا رأينا فى ثورة 25 يناير أطفال الشوارع يحرقون ويخربون بالأجرة والمال.