التقرير الذى نشرته «الوفد» أمس، وتواصل اليوم نشر الرؤية التحليلية له بقلم اللواء أركان حرب حسام سويلم ليس بالهين أو اليسير ولا يجب أن يمر مرور الكرام لأنه حقيقة خطيرة كشفتها روسيا فى إطار الحرب الباردة الدائرة بينها وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذا تقرير كشف عنه موقع «Barenke Dislam Com» منسوباً لتقرير سرى أمريكى بعنوان «روسيا تكشف عن تقرير أمريكى حول خطة الرئيس باراك أوباما لإقحام الجيش المصرى فى حرب أهلية لضرورة الإطاحة بالمشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع». وتناول التقرير خطة واشنطن لإشعال الحرب الأهلية فى مصر. هذه التسريبات التى تكشفها روسيا عن مخطط أمريكا فى المنطقة العربية بهدف تقسيم الدول العربية الى دويلات عرقية ومذهبية وطائفية، لا أعتقد أبداً أن الدولة المصرية بمنأى عن هذه الحقائق،ولولا أن الأجهزة المصرية كانت مدركة لكل هذه الوقائع ولم يصبها التفكك لكانت البلاد قد ضاعت بفعل الخونة من أعضاء الجماعة الإرهابية التى وصلت الى الحكم واستمرت لمدة إثنى عشر شهراً.. وجاءت إرادة المصريين فى 30 يونية لتخيب الآمال الأمريكية وتفشل مخططاتها الجهنمية التى تصدر بشأنها لأن هذه التسريبات عن طريق روسيا. وقد أعلنت الولاياتالمتحدة صراحة أن نفوذها يتعرض لخطر كبير فى المنطقة بعد الثورة المصرية العارمة والتفاف الأمة المصرية حول البطل الشعبى عبدالفتاح السيسى، وبلغت البجاحة أقصاها عندما أعلنت الولاياتالمتحدة أن خطتها لن يتم تحقيقها إلا بعد إشعال حرب أهلية بين المصريين بعضهم البعض، ويتم ذلك أولاً بالإطاحة بالبطل الشعبى «السيسى» عن طريق توريط الجيش فى مواجهات داخلية قبل 2015، وهذا هو المفتاح السحرى لبدء تقسيم مصر الى دويلات صغيرة، ولم يغفل التقرير الحرب على الإرهاب فى سيناء والتى وصفها بأنها تشكل خطراً حقيقياً على أصدقائهم فى إسرائيل، وأشار التقرير الى وجود مخاوف أمريكية من زيادة عدد سكان سيناء أو تعميرها وتغيير وضعها الديموجرافى، وساعتها لن تتمكن واشنطن من المحافظة على التوازن الهش بين القاهرة وتل أبيب. خلاصة التقرير أن إرادة المصريين الوطنية سواء فى شعبها العظيم أو مؤسساتها العسكرية الوطنية العظيمة أصابت الأمريكان بخيبة أمل كبيرة، وكذلك أصيبت واشنطن بخيبة أمل كبيرة فى جماعة الإخوان التى راهنوا عليها لتكون الأداة أو العصا لتقسيم مصر وتدمير مؤسساتها الوطنية وكان ضرب وزارة الداخلية هو الهدف الاستراتيجى الأول الذى تم بالفعل، واستعصى على هذه المخططات أن تنال من المؤسسة العسكرية. وقد يسأل سائل وما علاقة روسيا بهذا الشأن ولماذا فضحت موسكوواشنطن بهذا التقرير؟ الإجابة هى أن الروس أعلنوها صراحة عندما أوردوا أن الولاياتالمتحدة قلقة جداً بشأن طائرة التجسس بدون طيار التى أسقطتها مصر فى 2 نوفمبر 2013 بمنطقة الحدود مع ليبيا ولم يكن ذلك بواسطة الأسلحة الأمريكية ولكن بواسطة أسلحة روسية حديثة، يعنى أن موسكو تتفاخر على واشنطن بأسلحتها الحديثة فى إطار الحرب الباردة بينهما، بالإضافة الى تكثيف نشاط المخابرات الروسية فى الفترة الماضية، مما جعلها تتمكن من تسريب مثل هذا التقرير الأمريكى، وفى نفس الوقت فإن موقف دول الخليج الوطنى فى أزمة مصر خاصة السعودية والإمارات والكويت أصاب واشنطن بالخيبة أيضاً ولم يكن الأمريكان يتوقعون هذا الموقف الخليجى الرائع. وفى مصر الحديثة التى تسود فيها الديمقراطية، نجد أنه من المصلحة العليا للبلاد أن تقيم مصر علاقات متوازنة مع كل دول العالم قوامها الرئيسى هو الندية، ولذلك فإن توطيد العلاقات فى المرحلة القادمة مع روسيا بالغ الأهمية بل وضرورى جداً لوقف هذا الصلف الأمريكى المنحاز لإسرائيل فقط.