كر وفر.. عنف وقتل.. أسلحة آلية ومتفجرات، كلها أساليب خسيسة تتبعها جماعة الإخوان لإرهاب الشعب المصرى وإثارة الفوضى في الشارع في محاولة لتخويف المواطنين.. إننا في حرب شرسة ضد الإرهاب، فكيف يمكن مواجهته في الفترة الحالية، وما الذي يجب علي الأجهزة الأمنية أن تتخذه من إجراءات لتجفيف منابع الإرهاب؟ كل يوم يتساقط مزيد من الشهداء سواء من رجال الشرطة أو من المواطنين، فعند تفجير واجهة مديرية أمن القاهرة منذ عدة أيام، سقط 3 شهداء وأسفر عن إصابة 35 مصاباً، ثم استهدفت الجماعات الإرهابية اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفني لوزير الداخلية أثناء خروجه من منزله بمنطقة الطالبية، وقامت باغتياله.. علمًا بأنه كان يعمل سابقاً بجهاز أمن الدولة.. ولا يمكن أن ننسي أيضاً استهداف الطائرة الحربية بسيناء والتي تسبب سقوطها في استشهاد 5 جنود، كل هذه العمليات الإرهابية لن تثن رجال الشرطة والجيش علي التضحية من أجل الوطن، فهل العمليات الأخيرة تطور نوعي في حرب الإرهابيين علي الدولة أم أنها حلاوة روح بعد أن فقدت الجماعة الإرهابية القدرة والتأثير والحشد؟ يؤكد المركز المصرى لحقوق الإنسان علي ضرورة إعادة النظر في خطة مكافحة الإرهاب التي تتبعها الداخلية، وأهمية تجفيف منابع الإرهاب وتطهير الوزارة من العناصر المندسة التي تعمل علي نقل خطة الوزارة وكشفها أمام الجماعات الإرهابية وهو ما يصب في زيادة أعمال العنف والتطرف وسقوط عشرات القتلى من المواطنين البسطاء، فضلاً عن تأهيل قيادات وضباط الشرطة للتعامل مع الاستراتيجية التي تتبعها الجماعات الإرهابية مؤخراً. يقول اللواء هاني عبداللطيف -المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية- لاشك أن هناك نجاحات أمنية كثيرة قد حققناها في الفترة الأخيرة، فقد تم إحباط عملية إرهابية في بورسعيد، حيث تم ضبط سيارة نصف نقل بها مواد متفجرة، فضلاً عن أننا كشفنا عن عنصر إرهابي بالمرج كان يحمل حزاماً ناسفاً، إذن فهناك جهود مبذولة ولكننا نواجه تحديات كبيرة وموروثاً إرهابياً، إنه تنظيم كان يحكم مصر لمدة سنة كاملة، تلك المعركة التي نواجهها ضد الإرهاب هي معركة شرسة، ولكن الأجهزة الأمنية قد نجحت في تأمين احتفالات الشعب المصرى ب25 يناير، وكذلك امتحانات الجامعة، فضلاً عن تأمين عملية الاستفتاء علي الدستور، هذا بالرغم من كل محاولات الإخوان لتعطيل ذلك. ولكن لا ينبغي أن ننسي أننا نواجه عناصر إرهابية خرجت من السجون والبعض منها دخل إلينا عن طريق الحدود، أي ما يقرب من 3 آلاف إرهابى، وليس هناك أي جهاز أمني يمكنه أن يقوم بما حققناه في تلك الفترة الوجيزة. وقد أثبتت الداخلية أن ولاءها للشعب وليس للنظام، وكل يوم تتضح حقيقة جماعة الإخوان أمام الشعب.. المصرى ولن نتهاون أبداً في حقوقه. يقول اللواء عادل العبودى -مساعد وزير الداخلية السابق- يبدو أن الإخوان شعروا بأن الأرض اهتزت تحت أقدامهم، ولم يعد لهم وجود بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، ثم نجاح عملية الاستفتاء، كل هذا جعلهم يفقدون توازنهم خاصة أن كل محاولاتهم لإرهاب الشعب المصرى قد باءت بالفشل، فبدأوا في مهاجمة القوات المسلحة والشرطة.. ولكن استطاعت القوات المسلحة أن تقضى علي 80٪ من الأنفاق وضبط العديد من العناصر الإرهابية الذين ينتمون لجماعة الجهاد وحماس.. ولكن ينبغي أن ندرك جيداً أن تلك الموجة من الإرهاب لن تنتهي سريعاً، لذا يجب أن نتصدى بحزم لتلك العمليات الإرهابية فليس هناك مجال ل«الطبطبة» بعد الآن، فهؤلاء الإرهابيون يطبقون الآن مبدأ «اضرب واجرى» لأنهم جبناء لا يمكنهم المواجهة، لذا أطالب بعدم التهاون مع هؤلاء المجرمين، وأقول إلي كل من يتشدق بحقوق الإنسان، أين هي حقوق رجال الشرطة الذين يتساقط منهم شهداء كل يوم؟! وأضاف اللواء العبودى: لابد من إنشاء محاكم ثورية تتبع مجلس القضاء يرأسها قاض مدني يقوم بسرعة البت في قضايا الإرهاب وتطبيق الأحكام علي مرتكبيها في فترة قصيرة، بدلاً من الدخول في إجراءات التقاضى التي تستغرق وقتاً طويلاً، وإذا قمنا بإعدام بعض العناصر الإرهابية، سيكون هذا رادعاً للباقين. وإذا عدنا إلي الوراء أيام زكي بدر وزير الداخلية، فقد كانت هناك تعليمات صريحة عند مواجهة الإرهابيين، بالقتل وليس القبض عليهم طالما رفع أحدهم السلاح واستخدمه ضد أحد رجال الشرطة، علماً بأن زكي بدر كان لديه في مكتبه كشف بأسماء شهداء الشرطة الذين تم اغتيالهم، فكان كلما قتل أحد الإرهابيين سألنا: كم يتبقى لدينا من شهداء الشرطة مازالت دماؤهم في رقبة الإرهابيين، حتي نأخذ بثأرهم! يقول اللواء محمد على بلال -الخبير الاستراتيجى- في البداية يجب أن نشير إلي أن القوات المسلحة والشرطة كانت قد بدأت في اتخاذ خطوات لمواجهة هذا الإرهاب من حيث تدمير الأنفاق وأوكار الإرهابيين، لكن لا يمكن القضاء نهائياً علي الإرهاب، ولكن يمكن تقليل حجم هذا الإرهاب والآثار الناتجة عنه.. وتقوم الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات التي تساعد علي ذلك، علماً بأن قدرة الدولة لا تقاس بالقضاء علي الإرهاب ولكن تقاس بكيفية التعامل معه، وهذا ما نقوم به الآن.. ولا ينبغي التشكيك في قدرة الأمن علي التأمين، فهناك إرهاب في دولة كبري مثل الولاياتالمتحدة، وقد أعلنت الحرب عليه منذ سنوات طويلة، ومما لا شك فيه أن الإرهابى لديه القدرة علي الحركة أكثر من القوات التي تتعامل معه، بمعني أن الجماعة الإرهابية التي تتكون مثلاً من 4 أو 5 أفراد يمكنها أن تغير أسلوبها والتكتيك الخاص بها بسهولة، أما عناصر المقاومة المكونة من عدد كبير من القوات، فتغيير أسلوبها وخطتها يستلزم وقتاً وتدريبًا لفترة أطول، بالإضافة إلي أنه كان من المتوقع حدوث تلك العمليات الإرهابية قبل وبعد الاستفتاء، وكذلك قبل الانتخابات الرئاسية، لكن المطلوب من الشعب ألا يخاف ويقدم الدعم للأجهزة الأمنية، ويمدها بالمعلومات في حالة الاشتباه في أي شىء حولهم. نكشف.. منابع الموت 6 مصادر تزود الإرهابيين بالمتفجرات.. 3 محلية و3 خارجية تحقيق - مجدى سلامة: في تفجير مديرية أمن الدقهلية استخدم منفذو الجريمة الإرهابية طناً من المتفجرات يعني ألف كيلو جرام بالتمام والكمال. وفي تفجير مديرية أمن القاهرة استخدم الإرهابيون أكثر من نصف طن من المتفجرات أي أكثر من 500 كيلو جرام من المواد المتفجرة. وفي بورسعيد تم إحباط عملية إرهابية لنسف حي الضواحى ب750 كيلو متفجرات. هذه الكميات الضخمة من المتفجرات تطرح تساؤلات عديدة، أهمها من أين للإرهابيين كل هذه الكميات الهائلة من المتفجرات؟ وأين كانوا يخفونها؟ ثم كيف يمرون بها في الشوارع دون أن ينتبه إليهم أحد؟ وحسب خبراء أمنيين فإن هناك 6 مصدر تتيح للإرهابيين الحصول علي ما يشاؤون من متفجرات.. أول هذه المصادر -كما يقول اللواء ثروت جودة- وكيل جهاز المخابرات السابق، هي مخلفات الحروب. يقول اللواء جودة: «في مصر كميات هائلة من مخلفات الحروب ليس فقط في سيناء وإنما أيضاً في صحراء مصر الشرقية والغربية». ويضيف: «في كل تلك المناطق توجد كميات غير عادية من «الدانات» والألغام، وهناك من يعرف تماماً أماكن هذه المخلفات، وبالتالى يمكن أن يرشد عنها، وعندها يصبح من السهل الحصول علي كميات هائلة من البارود، ومن حصل علي البارود يمكنه بسهولة تحويلها إلي متفجرات بوضع «بادى» ومفجر في وسطها، والمفجر إما أن يكون مرتبطاً بتليفون محمول، فيتم تفجيره ب«رنة تليفون» أي من علي بعد، وأحياناً يقوم الانتحارى بالضغط علي المفجر بيديه فينفجر البارود وينفجر معه الانتحارى. ويواصل اللواء ثروت جودة: «المصدر الثاني الذي يمكن للإرهابيين الحصول من خلاله علي متفجرات وTNT هو المحاجر، وهناك كم غير عادي من البيروقراطية والفساد الإدارى الذي يلقي بظلاله علي عمل عدد غير قليل من المحاجر ومن هنا يمكن تسريب متفجرات إلى الإرهابيين بعيداً عن أي رقابة. وفي ذات الاتجاه يؤكد الدكتور إيهاب يوسف -خبير مكافحة الإرهاب أن أغلب المتفجرات المستخدمة في العمليات الإرهابية في مصر مؤخراً تم تهريبها من ليبيا والسودان.. ويقول: «في ليبيا جماعات متطرفة تتعاون مع الإخوان في مصر، ونظام الحكم الحالي في السودان متقارب مع الإخوان وكلاهما وجماعات ليبيا والنظام الحاكم في السودان وراء إدخال كميات ضخمة من المتفجرات إلي داخل مصر». وأضاف د. إيهاب يوسف «في عامي 2011 و2012 تم ضبط أكثر من قافلة عربات كانت تحاول تهريب أسلحة من السودان إلي مصر، وتهريب الأسلحة من ليبيا إلي مصر عبر الدروب الحدودية، تواصل لعدة شهور عقب سقوط نظام معمر القذافى في ليبيا، كما أن هناك مافيا تجيد بيع المتفجرات والأسلحة في المناطق المتوترة سياسياً، ويبدو أن هذه المافيا وجدت سوقاً رائجًا في مصر بدليل ضبط حاويات عديدة ممتلئة بالأسلحة كان البعض يحاول إدخالها إلي مصر علي أنها بضائع! واستبعد الدكتور إيهاب يوسف أن تكون غزة من بين موردي المتفجرات إلي مصر.. وقال: «عندما اقتحمت حماس حدود مصر عام 2008 أدخلوا كميات هائلة من السلاح إلي مصر، وبعض رجال حماس تسللوا إلي مصر وبقوا فيها ولم يعودوا إلي غزة مرة أخرى وظلوا كخلايا حمساوية نائمة في مصر، وظلت تلك الخلايا نائمة حتي عام 2011، حينما انتفضت وشاركت في فتح عدد من السجون وحرق المئات من أقسام الشرطة. وأضاف الدكتور إيهاب يوسف «ورغم كل ذلك فإن حماس لم تدخل في مصر متفجرات ولكنها أدخلت أسلحة متطورة، مثل مضادات الطائرات والجرينوف والهاون والأسلحة الآلية». مسرح الجريمة المغلق المؤكد أن الجماعات الإرهابية لديها أماكن خاصة جداً لتخزين أطنان المتفجرات التي تستخدمها في جرائمها.. والسؤال: أين توجد مخازن الموت تلك؟.. يجيب اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية، «أماكن تخزين المتفجرات تسمي علميًا مسرح الجريمة المغلق، وفي الغالب تكون في أطراف المحافظة التي ستستخدم فيها تلك المتفجرات، أو في شقق مفروشة، أو في المناطق غير مأهولة بالسكان، بشرط وجود جراج يتم فيه إخفاء السيارة التي ستستخدم في الجريمة، وأيضاً لكي يتم وضع المتفجرات بها في سرية تامة». وأضاف: «ما تشهده مصر من تفجيرات إرهابية ليست مجرد تفجيرات متفرقة ولا مجرد إرهاب محلي، ولكنها جريمة إرهابية منظمة دولياً تشارك فيها أمريكا وقطر وتركيا، بالإضافة إلي التنظيم الدولي للإخوان». وواصل «الإخوان حالياً يصنعون قنابل بدائية الصنع في منازلهم باستخدام مواد متوفرة في السوق المحلي، ويضيفون إليها «رومان بلي» ومسامير، كما يحصلون علي أحزمة ناسفة ومتفجرات بكميات كبيرة من حماس وغيرها بمساعدة تركيا وقطر، وبهذا يمتلكون أدوات الموت. والخطير أن حماس تمكنت من استحداث عبوات متفجرة تلصق مغناطيسيًا بالسيارات وبعدها تتحول تلك السيارات مفخخة دون أن يدري أصحابها. كلمة السر مع تكرار التفجيرات الإرهابية يصبح السؤال: هل يمكن منع هذه الجرائم قبل وقوعها؟.. طرحت السؤال علي اثنين من كبار خبراء الأمن في مصر فاتفقا في الإجابة واختلفا في الحيثيات. قال اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية: «يصعب القضاء نهائيًا علي عمليات التفجيرات الانتحارية أو السيارات المفخخة، لأن إدارة الجريمة في هذه الحالة تكون متحركة ولكن ليس معني ذلك أنه لا يمكن مواجهتها، فهناك طريقة فعالة في تلك المواجهة وهي ما يعرف بالخطط الهجومية». وأضاف: «ثبت علميًا أن خطط التأمين التي تتبعها الشرطة في حماية المنشآت العامة هي خطط دفاعية وتلك الخطط تعجز عن التنبؤ بالعمليات الإرهابية قبل الشروع فيها، وبالتالى فمن الأفضل أن تتبني وزارة الداخلية خططاً هجومية في مواجهة الإرهاب، وذلك بأن تبادر بالهجوم علي البؤر الإجرامية، وهذه البؤر مرصودة تماماً من خلال تحريات الشرطة والمعلومات الرقابية النافذة، ومثل هذه المعلومات تكشف أماكن البؤر الإجرامية وتحدد مناطق تجميع المتفجرات أو تصنيعها أو إعدادها للتفجير». ورغم أن اللواء فاروق حمدان، مساعد وزير الداخلية السابق، يتفق مع اللواء رفعت عبدالحميد في أن القضاء تماماً علي عمليات الإرهاب الأسود إلا أنه يختلف معه في تحديد العامل الحاسم في مواجهة مثل هذه العمليات.. ويقول اللواء حمدان: الشعب المصرى هو العامل الحاسم في مواجهة الإرهاب». ويضيف: «علي كل مصري أن يكون يقظاً لما يجري حوله وأن يسرع بالإبلاغ عن كل شخص يقوم بأي أعمال مثيرة للريبة، فنحن الآن في حالة حرب علي الإرهاب الأسود، وبالتالى فكل من يتستر علي إرهابيين أو يخفي معلومات عنهم فإنه في الواقع يخون وطنه». وواصل اللواء فاروق حمدان: «مصر الآن في حرب علي الإرهاب الأسود وكأي حرب لابد أن ينتج عنها خسائر، وكل رجل جيش أو شرطة يسقط في تلك الحرب فإنه يفتدى وطنه وشعب مصر كله بروحه وهو -بإذن الله- من الشهداء، الأحياء عند ربهم يرزقون، وعلي كل الأحوال فإن ما تقدمه مصر والمصريون من تضحيات هو ثمن للحرية، وعلي كل مصرى أن يكون علي يقين تام بأن النصر في النهاية سيكون لمصر وشعبها وسيزول الإرهاب ويندحر الإرهابيون في النهاية، فالمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وانتهى اللواء فاروق حمدان إلي أن من يتورطون في الإرهاب فإنهم يتخفون فى الناس ويعملون في الظلام ولهذا يجب أن تكون عيون الجميع مفتوحة لرصد خفافيش الظلام هؤلاء.