تشهد الصين استعدادات هائلة للاحتفال بقدوم العام الجديد وفقا للتقويم القمرى والذى يوافق الجمعة 31 يناير والمعروف بعام الحصان. فقد تزينت الأشجار والمحلات التجارية والفنادق والهيئات الحكومية والغير حكومية بالزينات والفوانيس وقصاصات الورق الحمراء, كما انتشرت مع الباعة ملصقات ودمى على شكل حصان. كما يسمع من حين لآخر دوى صوت الألعاب النارية والمفرقعات التى تزداد وتيرتها كلما اقتربنا من عشية العام الجديد. يتكون التقويم القمرى من 12 برجا يرمز لها بحيوانات لها مدلول ثقافى لدى الصينيين وهى بالترتيب: الفأر والثور والنمر والأرنب والتنين والأفعى والحصان والخروف (أو الكبش) والقرد والديك والكلب والخنزير. ويحسب التقويم القمرى بالسنة التى تمت الولادة بها, والتى يعتقد بأن كل 12 عاما يجتمع الشخص مرة أخرى مع رمز ولادته, وبالتالى يحتفل الأشخاص كل 12 عاما بعيد ميلادهم. فيحتفل الأهل والأصحاب بالمولود الجديد حين ولادته ثم عندما يصبح عمره 12 عاما ثم عند ال 24 ثم ال 36 و ال 48 ثم ال 60, وهكذا . وأكثر الأبراج شعبية وقربا لقلوب الصينيين هى: النمر والتنين والثور والحصان. ويعتقد بأن مواليد "الحصان" يتمتعون بالحيوية والإشراق والدفء والنشاط فى العمل والمثابرة, ويحظون بشعبية كبيرة بين الأصدقاء, إلا أنهم يتصفون بالثرثرة والعند فنادرا ما يستمعون إلى النصحية, وسرعان ما يصابوا بالتشاؤم إذا حدث أن مروا بتجربة فاشلة, كما أنهم ليسوا جيدين فى المسائل المالية لما لهم من طبيعة مسرفة. وكالعادة كل مظاهر الاحتفال يغلب عليها اللون الأحمر وهو اللون الشعبى للصين ويوافق فى الثقافة الصينية "النار", ويرمز للسعادة والفرح والانتصار والحظ السعيد, ولذلك فهو لون الاحتفالات فقط وينعدم وجوده خلال الجنازات. وأيضا لا يخلو مظاهر الاحتفال من الأسماك الحمراء والمرصعة بالخرز الأحمر والذهبي. فكلمة سمكة باللغة الصينية (يو) يقابلها المرادف اللفظى لكلمة (يو) وتعنى الوفرة أو الثراء, ومع الوقت أصبح رمز السمكة يدل على الوفرة لما لها من قدرة على التكاثر بسرعة وبحجم كبير. وبالتالى جرت العادة أن يتهادى الناس كروت معايدة حمراء تحمل رمز السمكة, كما يعلقون فى بيوتهم أسماك زينة أو يلصقون على الأبواب والنوافذ صورا لأسماك, كدعوات بالمزيد من الرزق والحظ السعيد. كما تنتشر لافتات حمراء مكتوب عليها باللغة الصينية ما يرمز للحظ أو السعادة وتلصق مقلوبة كدلالة على تمنى الأمور فى العام الجديد أن تنقلب للأفضل. ويوافق كل عام الاحتفال بالعام الجديد بدء الاحتفالات بعيد الربيع حسب التقويم القمرى, ليبدأ ما يسمى بعطلة الربيع والتى تعتبر من أكبر العطلات الرسمية بالصين. وتتم الاحتفالات فى جو عائلى, وبالتالى تشهد هذه الأيام أزمة فى حجز تذاكر السفر بالقطارات والطائرات نتيجة لازدحام مئات الآلاف من الصينين لشراء تذاكر للسفر إلى أنحاء البلاد إلى حيث ذويهم لقضاء العيد معهم. فوفقا لصحيفة الصين اليومية, يتوقع مسئولو النقل بأن تسجل هذه الفترة (حتى عشية رأس السنة) أكثر من 3.6 مليار رحلة ركاب خلال ال 40 يوما لعطلة الربيع, فمنذ 16 يناير الماضي, تم تسجيل نحو 83.3 مليون رحلة حتى الاثنين الماضى. يجتمع الأهل عشية السنة الجديدة حول مائدة الطعام حيث كثيرا ما تشمل السمك الذى كان يعتقد فى الماضى بأنه يقمع الشر ويبعد الشياطين. ولا تخلو الموائد أيضا من نوع من المعجنات يطلق عليه باللغة الصينية "جياوتسي", والذى يتكون من شرائح رقيقة مستديرة من العجين يحشى باللحم والخضار, ثم يقفل جوانبه, ويسوى على البخار أو يقلى أو يخبز ويقدم ساخنا.