بالفوانيس والألعاب النارية واللحوم والحلويات يستقبل الصينيون عيد الربيع الذي يوافق بداية العام الجديد وفقا للتقويم الصيني ويحتفلون بالعيد لمدة3 أسابيع ويطلقون علي أول يوم اسم يوم الفانونس. ويطلق الصينيون علي كل عام اسم حيوان ويسمي العام الحالي عام الأفعي, يبدأ عيد الربيع المعروف أيضا باسم العام القمري الصيني الجديد, في10 فبراير ولكن الاحتفالات تبدأ في26 يناير ومن المتوقع ان يسافر أكثر من224 مليون راكب عن طريق القطارات خلال فترة العيد. يعتبر عيد الربيع أهم عطلة صينية يتم فيها إعادة شمل الأسرة, حيث يسافر معظم الصينيين إلي بلداتهم لقضاء بعض الوقت مع أسرهم بهذه المناسبة وهو أضخم عيد للصينيين في كل عام مثل عيد الميلاد بالنسبة إلي الغربيين. يرجع تاريخه إلي ما قبل أربعة آلاف سنة. ووفقا للعادات والتقاليد الشعبية في الصين, يبدأ عيد الربيع من يوم الثالث والعشرين من الشهر الثاني عشر في التقويم القمري الصيني, ويستمر حتي عيد يوان شياو الذي يصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في السنة القمري الجديد, ويستغرق ثلاثة أسابيع تقريبا. وخلال هذه الفترة تعتبر عشية اليوم الثلاثين من الشهر الثاني عشر ونهار أول الشهر الأول أفخم نهار وليلة. وفي استقبال عيد الربيع, يقوم الصينيون سواء في المدن أو في الأرياف, بتنظيم ديارهم وغسل الملابس والفرش ويشترون الحلويات والكعك واللحوم والفواكه وغيرها من الأطعمة استعدادا للأكل واكرام الضيوف اثناء فترة العيد. وتنظم الحدائق الكبيرة مهرجانات معابد تقليدية حيث تقدم للزوار برامج ترفيهية وتخصص المتاجر الكبيرة سلعا متنوعة من مختلف انحاء البلاد ومن الخارج لسد الاحتياج. وجاء في احصاء ان حجم استهلاك الصينيين خلال فترة عيد الربيع يشكل ثلث حجم استهلاكهم السنوي. وفي مختلف انحاء الصين, يتميز الناس بكثير من العادات التقليدية المختلفة للاحتفال بعيد الربيع. ولكن في عشية العيد, يجتمع شمل كل أسرة لتناول الوجبة العائلية. وهذه عادة مألوفة لا غني عنها سواء في الشمال أو في الجنوب. وفي الجنوب, تتكون هذه الوجبة عادة من بضعة عشر طبقا, ولابد ان تتضمن جبن الصويا والسمك لان لفظ هاتين الكلمتين يشبه لفظ الرفاهية في اللغة الصينية. وفي الشمال, يفضل معظم الأسر أكل جياوتسي في وجبة لم الشمل, حيث يصنعه كل افراد الأسرة, ويحشون لحما مفروما ناعما شهيا في شرائح عجين رقيقة مستديرة, ويسلقونه في ماء مغلي, ويبهرونه بالتوابل, ثم يجلس جميع افراد الأسرة حول المائدة, ويأكلون معا في جو من البهجة والغبطة. ومن المعتاد إطالة السهر في عيد رأس السنة, حيث يودع الناس في هذه الليلة السنة القديمة ويستقبلون السنة الجديدة في فرح ومرح. وفي الماضي, عندما تحل السنة الجديدة يطلق الناس الألعاب النارية للتعبير عن تهانيهم وهذا التقليد يقصد منه طرد الشيطان, ولكن تم حظره في احياء مدينة بكين وغيرها من بعض المدن الكبيرة من أجل الحفاظ علي سلامة الناس ومنع الضوضاء. وعندما يحل أول الشهر الأول من السنة الجديدة يرتدي جميع افراد الأسرة كبارا أو صغارا ملابسهم الفخمة ويبدأون استقبال الضيوف أو يخرجون للمعايدة. وعندما يلتقون يتبادلون عبارة كل عام وأنتم بخير وعيدا سعيدا ثم يدعونهم إلي منازلهم حيث يأكلون الحلويات ويشربون الشاي ويتجاذبون أطراف الحديث, واذا كان هناك خصام بين الأقرباء والاصدقاء في العام المنصرم, فسيعودون إلي التفاهم والتصالح عن طريق المعايدة بمناسبة عيد الربيع. وتعرض في الاسواق كثير من شعارات عيد الربيع ورسوم السنة الجديدة التي تعكس احوال معيشة الشعب السعيدة ومشاهد فرحهم في العمل أو تظهر الازهار والنباتات ومناظر الطبيعة من شتي الانواع فيمكن ذلك الناس من الاختيار, كما يعتبر مهرجان الفوانيس خلال فترة عيد الربيع نشاطا مفعما بالحيوية والنشاط. ان فوانيس العيد أشغال فنية تقليدية شعبية صينية, وازدهرت صناعتها خلال مختلف العصور, وتطبع عليها مختلف الانواع من الحيوانات والمناظر الطبيعية والأبطال وغيرها, وكذلك تشكيلات الفوانيس كثيرة ومتنوعة. وتماشيا مع ارتفاع مستوي معيشة الشعب, تغيرت اساليب احتفال الصينيين بعيد الربيع, حيث أصبح الصينيون يعتبرون السياحة في الخارج موضة حديثة للاحتفال بعيد الربيع.