اليوم طلاب الدور الثانى بالأزهر يؤدون امتحانات الفرنساوى والجغرافيا والتاريخ    في التعاملات الصباحية .. استقرار حذر لأسعار الذهب وتوقعات بصعود عبار 21    بث مباشر| شاحنات المساعدات تتحرك من مصر باتجاه قطاع غزة    الأرصاد الجوية : الطقس اليوم شديد الحرارة بكل الأنحاء والعظمى بالقاهرة 40 درجة وأسوان 46    تنسيق الثانوية العامة 2025.. مؤشرات كلية الآثار 2024 المرحلة الأولي بالنسبة المئوية    ستارمر يعتزم إثارة وقف إطلاق النار في غزة والرسوم على الصلب مع ترامب    مواعيد مباريات المقاولون العرب في الدوري الممتاز موسم 2025-2026    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 28 يوليو    أخبار مصر: حقيقة وفاة الدكتور مجدي يعقوب، حريق يلتهم فيلا رجل أعمال شهير، عودة التيار الكهربائي للجيزة، حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي    أخبار متوقعة لليوم الإثنين 28 يوليو 2025    الإطار التنسيقي الشيعي يدين هجوم الحشد الشعبي على مبنى حكومي ببغداد    الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025 - 2026 «أيام الدراسة والإجازات»    حادث قطار في ألمانيا: 3 قتلى و34 مصابا إثر خروج عربات عن المسار وسط عاصفة    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 28-7-2025 بعد ارتفاعه الأخير في 5 بنوك    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    تجاوزات في ودية المصري والترجي.. ومحمد موسى: البعثة بخير    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    «اقعد على الدكة احتياطي؟».. رد حاسم من حسين الشحات    محمد عبد الله يشكر "كبار" الأهلي.. ويشيد بمعسكر تونس    وزير خارجية أمريكا: سنسهل محادثات السلام بين كمبوديا وتايلاند    "حماة الوطن" يحشد لدعم مرشحيه في "الشيوخ" بسوهاج (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    طعنة غدر.. حبس عاطلين بتهمة الاعتداء على صديقهما بالقليوبية    فرنسا: إسرائيل تسعى لاستعادة الأسرى لكن حماس تقتل مزيدًا من جنودها    بالصور.. إيهاب توفيق يتألق في حفل افتتاح المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء بالإسكندرية    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    الخارجية السودانية تدين إعلان قوات الدعم السريع «حكومة وهمية» وتطلب عدم الاعتراف بها    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    4 انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    رسمياً تنسيق الجامعات 2025 القائمة الكاملة لكليات علمي علوم «الأماكن المتاحة من الطب للعلوم الصحية»    أسعار الذهب اليوم في المملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 28 يوليو 2025    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    لا أماكن بكليات الهندسة للمرحلة الثانية.. ومنافسة شرسة على الحاسبات والذكاء الاصطناعي    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    بعد 26 ساعة من العمل.. بدء اختبار الكابلات لإعادة التيار الكهربائي للجيزة    حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا في هذه الحالة، والتتويج أمام الزمالك أسعد لحظاتي    تنسيق الكليات 2025، الحدود الدنيا لجميع الشعب بالدرجات والنسب المئوية لطلبة الثانوية بنظاميها    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    معاناة حارس وادي دجلة محمد بونجا.. أعراض وأسباب الإصابة ب الغيبوبة الكبدية    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ل "الوفد":
الإسلاميون لا مشروع لهم وفشلوا في الحكم لأنهم كذبوا علي الله الدستور الجديد أفضل من دستور الإخوان وليس طائفياً ولا عصبياً
نشر في الوفد يوم 27 - 01 - 2014

تمضي مصر بخطي ثابتة في أولي خطوات خارطة الطريق بعد الاستفتاء بأغلبية ساحقة علي الدستور الجديد، وقد جاءت نسبة من صوتوا ب «نعم» للدستور فوق المتوقع
وهذا يدل علي أن الناس «ملت» حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي، وبقي أن يحصد الناس نتائج الثورة بعد 3 سنوات من المعاناة، وبالتأكيد لرجال الفكر والعلم والدين رؤية في ذلك، من هنا تأتي أهمية الحوار مع الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، أحد ممثلي لجنة الخمسين لتعديل الدستور، ويستعرض في هذا الحوار رؤيته لمستقبل مصر، بعد إقرار الدستور الجديد، الذي استحدث في رأيه مواد جديدة، وترك مواد معيبة كانت موجودة في دستور «الإخوان».. وأكد «الهلالي» أن دستور 2013 أزال الألغام التي كانت توجد في الدستور السابق، وانتقد أستاذ الفقه المقارن الذين يتاجرون بالفتاوي لأغراض سياسية، وأكد أن الله سبحانه وتعالي لا يرضي لأحد أن يتحدث باسمه فكل ما يقال من آراء إنما هو اجتهاد بشري بعيد عن رأي الدين.. فإلي نص الحوار:
في البداية.. كيف تري مستقبل مصر بعد إقرار الدستور الجديد؟
- مستقبل مصر بدا مطمئناً للغاية من أجل جيل عاش منذ ثلاث سنوات كاد أن يحبطه اليأس فاستشعر الأمل بعد الدستور الجديد الذي تلاشي الأخطاء والألغام التي كانت موجودة في دستور 2012، فقد كان دستور 2012 يتضمن عدة ألغام منها تمكين رئيس الدولة من التفريط في أراضي مصر، وتمكين بعض الأشخاص من فرض وصياتهم الدينية علي الناس بدعوي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإزالة الأمر باليد دون أن تكون لأي منهم صفة في الشرطة أو القضاء، أيضاً دستورهم مكن من وجود أحزاب دينية كهنوتية تتكلم عن الله عز وجل، وكأن ما تقوله هو الصواب المطلق وأن ما يقوله من يخالفهم هو الباطل المطلق مع أن ما كتبوه إنما كتبوه بأيديهم «وقالوا هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً»، أيضاً كانت هناك مادة في دستور 2012 من المواد الانتقالية تسمي مادة «العزل السياسي»، ومادة أخري ضد المستشارة المصرية الكبيرة تهاني الجبالي في عزلها من المحكمة الدستورية، لكن دستور 2013 الذي صدق عليه في بداية عام 2014 في الرابع عشر والخامس عشر من يناير الجاري أزال تلك الألغام، وتبرأ من مادة العزل ومواد الإقصاء حتي مع هذا الاتجاه الإخواني، الذي يؤذي شعبه ويؤذي آباءه وأمهاته وإخوانه وجيرانه، بتعطيل المصالح الحكومية ومحاولة تعطيل الدراسة وقطع الطرق وحرق البنية التحتية للشعب المصري، لكن الشعب بصدره الرحب سيصبر علي عقوق بعض أبنائه حتي يعود إلي رشدهم.
كثافة التصويت
في نظرك ما أهم ما يميز دستور 2013 وما الذي دفع المصريين للخروج بهذه الكثافة الضخمة للتصويت ب «نعم»؟
- الشيء الكبير الذي دفع المصريين للخروج للاستفتاء علي الدستور - في نظري - هو إيمانهم بالله، الإيمان الصحيح الذي لا وصاية فيه لأحد، لا الإخوان ولا السلفيون، ومن سيأتي نحوهم من كل جماعة تطلق علي نفسها جماعة إسلامية، فكل هؤلاء يتاجرون بالدين ويريدون إفقاد المواطن المصري ثقته في ربه وثقته في ضميره ودينه، وإيمانه بالله وأن يكونوا همزة وصل بين العبد وربه، والمواطن المصري يعرف أنه إذا سأل فإنما سيسأل الله عز وجل دون وساطة، فقد خرج من أجل أن يقول لهم كفوا دعونا وديننا كما قال الله تعالي «وقاتلوهم حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله».
ما أهم المواد التي كنت راضياً عنها في مواد الدستور؟
- أكثر ما ورد في الدستور يحقق رضا كل مواطن مصري، فعلي سبيل المثال مبادئ الشريعة الإسلامية هي التي حاكمة في نظام التشريع، وبالمناسبة مبادئ الشريعة الإسلامية هي مبادئ كل شريعة وليست مبادئ الشريعة الإسلامية فقط، فإن المبادئ التي نزلت من السماء واحدة مثل العدل والإخاء والمحبة والمساواة والرحمة واحترام الرأي الآخر والتعاون، فكل هذه مبادئ يعرفها العامة والخاصة، وهذه المبادئ هي منظومة الشرع، أيضاً ارتفاع نسبة الإنفاق الحكومي علي التعليم والصحة والبحث العلمي، فقد نص الدستور لأول مرة علي مضاعفة النسبة المقررة للإنفاق علي التعليم والصحة والبحث العلمي وأن ترتفع هذه النسبة تدريجياً إلي أن تصل إلي المستوي العالمي، بالإضافة إلي احترام رئيس الجمهورية كمنصب رفيع واحترام رئيس الوزراء كمسئول كبير، فكان في دستور 2012 رئيس الوزراء في حكم السكرتير لرئيس الجمهورية، أما في الدستور الجديد فرئيس الجمهورية له اختصاصاته ورئيس الوزراء له اختصاصاته، ولا يملك أحدهما أن يتدخل في اختصاصات الآخر، وبهذا انتفع الشعب المصري بأكثر من عقل فكان في دستور 2012 العقل واحداً وهو عقل رئيس الجمهورية فقط، أما اليوم فقد صار أكثر من عقل يعطي، بالإضافة إلي تمكين الشباب وتمثيله بنسبة مناسبة في المجالس المحلية وفي القيادات والمرأة كذلك والأقباط، بالتأكيد كل مواد الدستور تقريباً تحقق مقاصد الشعب المصري، لكن بالتأكيد توجد مواد في الدستور لا تهم الشعب المصري كمصري وإنما تهم أصحابها فقط، وهذه المواد أتمني في التعديلات الدستورية أن يتم تلاشيها حتي يكون الدستور مصرياً وليس طائفياً أو عصبياً.
نص الدستور الجديد علي استقلال مؤسسة الأزهر وشيخها.. فهل تعتبر أن الأزهر سلطة فوق السلطات؟
- أبداً.. فالأزهر لا يقبل بأي وضع أن يكون له سلطة فوق السلطات وألا يكون له دور سياسي ربما يستغله البعض في أغراض سياسية، فهو مؤسسة علمية دعوية تبتعد عن السياسة، وكل ما يلعبه الأزهر أدوار وطنية فقط، نابعة من تاريخه ومكانته في قلوب المصريين بل والمسلمين في شتي بقاع الأرض، لكن يوجد نص في الدستور ينص علي استقلالية منصب شيخ الأزهر وعدم قابليته للعزل من قبل رئيس الجمهورية، واختياره يكون بالانتخاب من بين أعضاء هيئة كبار العلماء التي تعد أعلي مرجعية دينية تتبع مؤسسة الأزهر وتضم في عضويتها 26 عضواً من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية يمثلون جميع المذاهب الفقهية.
بناء الدولة المصرية
تمر مصر بمرحلة فارقة في تاريخها المعاصر، فهل تري أن الدستور وحده كفيل ببناء الدولة المصرية من جديد؟
- الدستور هو الأساس فلا يمكن بناء أي نجاح أو حضارة من غير دستور، فكيف نبني العمارة دون أساس؟.. إذن العمارة تحتاج إلي التأسيس والبناء، ألا وقد تم التأسيس فيبقي البناء، والبناء أيسر بكثير من وضع الأساس.
البعض يصر علي أن الدستور الجديد تجاهل الشريعة الإسلامية وأنه دستور ليبرالي.. فما ردك؟
- هذه حرب معنوية لا تمت للدستور الجديد بصلة، فالدستور الجديد نص صراحة علي أن كل مواده يكمل بعضها بعضاً، ويحكم بعضها بعضاً، فإذا كانت المادة الثانية تنص علي أن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، فكيف يقال إن الدستور ليبرالي.. الأمر الثاني أن الشريعة الإسلامية عبارة عن فقه، والفقه عمل بشري، فالشريعة الإسلامية إن كنا نقصد بها النص، فنحن لا نطبق النص، النص قرآن وسنة، وإلا فعلينا أن نضع القرآن الكريم بدلاً من الدستور الذي قمنا بصياغته ولكن القرآن الكريم كتاب هداية، وليس كتاب دستور، ولذلك نأخذ من هذا القرآن الكريم ما يهدي القلب لوضع البرنامج المناسب، فالبرامج التي توضع بشرية، والفهوم التي تقال من النصوص بشرية فهل يصح أن نصف الفهم البشري بأنه موازٍ للنص الشرعي؟.. فالنص الشرعي قرآن، والنص الشرعي حديث، والقرآن والحديث حمال وأوجه، أما الفهم البشري فمحدد المعني، إذن يجب علي علماء الدين في الفترة القادمة أن يصححوا أخطاء عقود طويلة ماضية في فهم مصطلح الشريعة الإسلامية، فالناس تفهم خطأ بأن الشريعة الإسلامية كأنها كتاب نزل من السماء، وهذا الكتاب هل فيه كيف نحكم الجانب العلمي، والجانب الصحي، والجانب الإداري، أبداً، فالقرآن الكريم ليس فيه هذا، وإنما الفقه هو الذي وضع هذا والفقه فهم بشري قابل للتطوير والتعديل، ومهما بلغ ذكاء الفقيه فإنه لن يكون أفضل من الإمام الشافعي، الذي قال: «قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب».
ما الصفات التي تراها ضرورية للمرشح الرئاسي المقبل؟
- الشعب صار الآن متعلقاً بشخصية عبقرية مصرية ملهمة تسمي «السيسي» الذي صار أمل كل مصري، ولو حدث أن أحداً آخر جاء غير «السيسي» سيحدث إحباط للشعب المصري، خاصة أن الشعب المصري له طبيعته العاطفية الصادقة والحميمية، وإذا لم يترشح السيسي سيشعر الشعب المصري بنوع من اليأس، فلم يعد لدي الفريق أول عبدالفتاح السيسي خيار مع نفسه وإن كان هو سيد قراره، وهو كأي مواطن صاحب الحق في أن يقول أترشح أو لا أترشح، لكن عليه أن يرحم مشاعر 90 مليون مصري تعلقوا به.
إذن أنت توافق علي مرشح عسكري للانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- آسف لهذا المصلح وأعتذر للفريق «السيسي» أو لأي جندي وضابط في الجيش المصري أن يوصف بهذا الوصف الذي يشرف به أولاً لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فإنهم خير أجناد الأرض»، فهم حقاً خير أجناد الأرض وهم أيضاً من خير من أنجبت أرحام المصريات، فلماذا نفصل الجانب المصري عن العسكري؟.. لأنه التحق بالجيش، كأنه ليس مؤهلاً أن يتولي الإدارة الحاكمة في الدولة، فلابد أن نعلم ما غاب عن الجمهور أن صلاحيات أو المؤهلات المطلوبة أن يتحلي بها رئيس الجمهورية تشترط أن يجيد اللغات، والجيش وقياداته يجيدون ذلك مثل كثير من المدنيين، أيضاً يشترط في حاكم مصر أن يكون خبيراً عسكرياً قبل أن يكون خبيراً أمنياً، لأن الدولة تحتاج إلي حماية خارجية، فيتوافر في قيادات الجيش ما لم يتوفر في القيادات المدنية، ولذلك أنادي بأن الرئيس المدني الذي يرغب أن يكون مرشحاً لرئيس الجمهورية أن تكون لديه تدريبات وخلفيات عسكرية، وأيضاً يشترط فيمن يترشح من القيادات العسكرية أن تكون له خلفية مدنية، حتي يكون قادراً علي إدارة الأمور الاجتماعية والاقتصادية وكل ذلك يتوافر في قيادات الجيش، والدليل أن الجيش منذ عام 1973 حتي الآن لم يدخل في حروب، ولكنه استطاع في هذه الفترة قرابة 40 سنة أن يدير مشروعات اقتصادية حققت إنتاجية أليس هذا تدريباً، أليس الذي تخرج في القوات المسلحة، قد تدرب بالفعل علي الإنتاج، إذن القيادات العسكرية مؤهلة مدنياً وعسكرياً، أما القيادات المدنية فليست مؤهلة عسكرياً، لهذا يجب تنوير الرأي العام ولا نسير وراء الشعارات الكاذبة التي يريدون بها هدم خير أجناد الأرض ويصفونهم بمصطلح «العسكر» وكأنهم لا يعرفون إلا البطش ولغة السلاح، فهؤلاء صار لهم 40 سنة بغير لغة السلاح ويخيفون العالم كله بالقوة المعنوية، والعبرة كما يقال برغبة الشعب، والشعب الآن لا يرغب أن يتولي الفريق «السيسي» حكم مصر فقط وإنما لن يعترف برئيس قادم غيره، فرضي من رضي وسخط من سخط، وبالتأكيد لكل نبي عدو، لكن هؤلاء الكارهون لا يصح أن يقفوا في مواجهة الغالبية العظمي الذين نطلق عليهم «حزب الكنبة» وهم طوائف الشعب الذين ليس لهم مطالب عامة ولا أطماع إلا أنهم يريدون لمصر أن تكون كما قال تعالي: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، يريدون لمصر أن تكون واحة أمن ولو علي حسابهم هم أنفسهم، فالشعب المصري سيتحمل من أجل بناء مصر.
ما تقييمك لأداء الرئيس عدلي منصور؟.. وهل ترشحه لأدوار الفترة القادمة بعد إجراء انتخابات الرئاسة؟
- هذا أمر ليس لي فلست سياسياً حتي أستطيع أن أقول ذلك، ولكن أثق في الإدارة المؤقتة الموجودة برئاسة المستشار عدلي منصور، وهو عقلية قانونية فذة، وأتمني علي الإعلام إلقاء الضوء علي مواهبه، فهو شخص موهوب في الجانب القانوني، ولديه من الحكمة والرشد ما لا يتخيله أحد، وحسبنا أنه صار له ستة أشهر أو أكثر يدير البلاد ولا يقف إلا مع الناس البسطاء، ومصر في حاجة أشد إليه في مسائل أهم من أن يعود إلي منصة القضاء، فعودته إلي منصة القضاء بالتأكيد هي عودة إلي أسرته.
لكننا في أمس الحاجة إلي منظومة تشريعات محكمة إلي منع التضارب القانوني الموجود في الكثير من القوانين المصرية وإلي إدارة شئون البلاد عن طريق القوانين ومساعدة رئيس الجمهورية القادم في إدارة البلاد، فالجانب القانوني والتشريعي أخطر جانب في مصر، وأتمني أن تعرض رئاسة مجلس النواب علي المستشار عدلي منصور وإن كان هو رئيس الجمهورية المؤقت حالياً لكن رئاسة مجلس النواب عمل خدمي لمصر.
وما تقييمك لأداء حكومة الدكتور حازم الببلاوي؟
- الرجل يقدم الكثير وحكومته تعمل في ظروف صعبة، والشارع هو الذي يحكم، فهل انقطعت رواتب الموظفين وهل تأخرت المكافآت؟.. هل انقطع التيار الكهربائي بشكل مستمر كما يحدث في عهد «الإخوان»؟.. وهل رأينا طوابير انتظار سيارات أمام محطات البنزين؟.. هل رأينا حاجة الناس للمواد الغذائية وقيام ثورة جياع؟.. أليس هذا كافياً أنه يقوم بعمله ربما لا يستطيع أحد أن يري نتائج مشاريع طويلة الأجل الآن مثل الحكومات السابقة، وربما سنشعر بعد رحيل حكومة «الببلاوي» بآثارها في المشروعات طويلة الأجل، أما المشروعات الآنية، فقد كانت الستة أشهر الماضية نشعر إلي حد ما بتحسن في كل شيء، فقد عشنا في عهد الإخوان ظروفاً سيئة وعشنا أياماً صعبة دون أمل، والآن بالرغم من أننا نعلم أن اقتصادنا في حالة انهيار، لكن مع ذلك نشعر أننا نعيش كما لو كنا أغنياء، وبالرغم من قيام ثورتين، في ثلاث سنوات فإن الشعب ما زال متمسكاً، فالحمد لله مازالت الأمور بخير مع شدة الوضع الاقتصادي الموجود.. أليس هذا يحسب لحكومة الدكتور الببلاوي؟
ما تفسيرك لبعض المصطلحات والمفاهيم السياسية تجاه المعارضين لأفكار تيار الإسلام السياسي مثل مصطلح «علماني - وليبرالي»؟
- هذه بمثابة طلقات رصاص يطلقها كل فرد ضد من يخالفه الرأي، فالليبرالي والعلماني كلاهما مسلم، لكن بسبب ضيق الصدر بين المتناقشين حول بعض الأمور وفي الغالب تكون سياسية بصبغة دينية تحولت المسألة إلى «شخصنة» الجدال باطلاق تلك المصطلحات، خاصة أن العلماني ينظر للسلفي على أنه متخلف والسلفي ينظر للآخرين على انهم كفار، وهى في رأيي عبارة عن طلقات اعدام، فكل منهم يتخيل أنه يعدم الآخر بهذا الاتهام، لكن إذا تقاربت الأفكار ستتجمع كلها في الاسلام، كما أن الاسلام لا يقف ضد ارادة الانسان.
كيف ينظر الإسلام للعلاقة بين الشعب والحاكم؟
- لابد أن نعلم أن الاسلام منح الحرية لكل انسان في تقرير أسلوب الادارة، ومن أجل ذلك لابد ألا نحمل المسئول كل المهام بمفرده، فلا يكلف الله نفساً الا وسعها، ومن ناحية أخري فالاسلام الحنيف لا يدعو لتأليه أي حاكم، بل ويطالبه بأن يكون محور رضاء المجتمع، فلا يجوز شرعاً للحاكم أن يكون مالكاً للسلطات الثلاث التنفيذية والقضائية والقضائية، لأن انهيار الدول يأتي من هذه النقطة، فالإسلام دعا الى ان يكون الحاكم هو الضامن والمنسق لأداء المؤسسات الثلاث حتى لا تصبح ذراعاً لأحد يبطش بها، ومن خلالها يظل الشعب ولابد أن تراقب هذه المؤسسات دور الرئيس وألا تقبل تدخله في شئونها حتى يصبح كل منهما رقيباً على أداء الآخر.
ضغوط أمريكية
هل تعتقد أنه مازالت هناك ضغوط أمريكية على الحكومة لصالح الإخوان؟
- لا شك.. أننا اذا رضخنا لأية ضغوط من أجل البقاء على تنظيم الإخوان فقد ارتضينا أن نعيش وأن نضع اللغم لأبنائنا وأحفادنا، فإذا أردنا أن نحمي ابناءنا وأحفادنا فعلينا أن نجتث كل من يزعم الشراكة مع الله، نريد من كل من يحب أن يخدم مصر أن يخدمها لصالح الناس لا أن يتاجر بالدين، فلتكن المنافسة نحو تعليم أفضل وصحة أفضل وزراعة الأراضي الصحراوية وتعمير الأرض الخربة وبناء المصانع وإنشاء مستشفيات، ولنتحدث عن التطور التقني والعلمي والحضاري، وسيادة الانسان المواطن وحريته في أن يقول نعم أو لا دون سوق المواطنين بالفتوى، فشأن الدين في مصر يعني ألا يضع أحد وصايته على الآخر، لكن يؤسفني أننا لازلنا نعيش تحت وطأة فتوى فلان وفلان ونسوق الناس لأن جهة ما أفتت بذلك، وليس من حق أي فصيل أن يدعي أنه يعرف الحق المطلق أو أنه يعرف حكم الله عز وجل، كما أن القرآن حمال أوجه متعددة، ويرتضي لنا أن نعيش بأي وجه من هذه الوجوه، فالقرآن والرسول منعا المسلمين وعلماءهم وفقهاءهم من أن يتكلموا عن الله حكما وألزماهم بأن يتكلموا باسم أنفسهم لا باسم الله فقال تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون».
ما أسباب فشل الاسلاميين في الحكم؟
- لأنهم كذبوا على الله، فلو كانوا صادقين، وقالوا نحن نتحدث كبشر ونحن نضع برنامجاً حزبياً سنغير فيه تبعاً لمقتضيات الأمور، وهذا من فكرنا لكان الله قد مكنهم، لكنهم عندما كذبوا على الله وقالوا: هذا مشروع اسلامي كأن من يتبعه سيدخل الجنة ومن يخالفه سيدخل النار، وللعلم هناك فارق بين مصطلحي الإسلام، والمسلم، قال تعالى: «وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك» ولم يقل اسلاميين: «ومن ذريتنا أمة مسلمة» ولم يقل أمة اسلامية، «إن هذه أمتكم أمة واحدة» أمة مسلمة بشر، فالفرق بين المسلم والاسلام أن الاسلام قرآن وسنة معصوم، أما المسلم فهو بشر يخطئ ويصيب ولهذا فالاخوان كذبوا على الله مما أدى بهم الى الفشل.
ما رأيك فيما يفعله طلاب في الجامعات المصرية من حرق وتدمير وإفساد واعتداء على الأساتذة؟ وما عقوبة الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة والذين يقتلون الأبرياء؟
- هذا خروج على القانون المتفق عليه، وعلى الجهة القضائية أن تنفذ في حقهم القانون خاصة عند تخريب الممتلكات العامة ولابد من تطبيق القانون، فالقانون هو العدل، والله عز وجل يقول: «وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل» دون محاباة لأحد، ولابد من أن يتحمل كل مسئول مسئوليته تجاه ذلك ولابد من الملاحقات للمخربين والمطلوب تنفيذ القانون دون تراخ، أما المخربون والقاتلون الذين يلقون الرعب في قلوب الناس فليس لهم حكم الا قول الله تعالى في سورة المائدة: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم».
لذا يجب تطبيق حد الجزية على الارهابيين أما الذين يريدون التعبير عن رأيهم فهؤلاء الخارجون بشكل سلمي لا يصح وصفهم بأنهم ارهابيون ماداموا لم يحملوا سلاحاً.
كيف يواجه المجتمع إرهاب الفئة الباغية من جماعة الاخوان المسلمين؟
- المسئولية في ذلك لها شقان، فهناك سلطات مختصة ووظيفتها حماية البلاد والعباد، أما من ناحية الشعب، فلا يملك إلا النصح والارشاد بشكل سلمي، لأن هذه الفئة الباغية ليست منسلخة عن الشعب، فكل واحد منهم هو ابن للشعب وليس منفصلاً عنه، لهذا أطالب الآباء والامهات وكل أهل الرشد بأن يعيدوا الحديث مرات ومرات ولا ييأسوا من نصح هؤلاء من أجل عودتهم الى أحضان وطنهم والانتماء الى نسيج المجتمع الطبيعي، وعلى أئمة المساجد وعلماء الأزهر أن يبينوا أن الأصل في المسلم أن يكون انسانياً فلو خرج المسلم عن انسانيته فقد خرج الى العصبية التي لعنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي حديث رواه بعض أصحاب السنن عن الرسول قال: «تفترق أمتى على بضع وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا ما هى يا رسول الله، قال: الذين هم على ما أنا عليه وأحابي» فالرسول الكريم لم يكن سلفياً ولا إخوانياً ولا صوفياً ولا ضمن الجماعات الاسلامية ولا من جماعة بيت المقدس، بل جاء للبشرية كلها ونبذ العنف والارهاب.
هل تؤيد الرأي القائل بأن «الإخوان خوارج العصر»؟
- أرى أن كل من يخرج عن نظام الانسانية فهو خارج عن لفظ الانسان، فلا أعتبر من خرج على المسلمين أو الاسلام هم ليسوا المجرمين فقط، فالمجرم أيضاً هو المسلم الذي خرج على إنسانيته، فإذا كنا نعيب الاخوان أنهم خرجوا على المجتمع المصري فأنا أعتبر أن أي جماعة تصف نفسها بالاسلامية وتخرج عن نطاق الانسانية وأهل البلد الذي يعيشون فيه خوارج.
هل تري أن للإعلام دوراً في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر حالياً؟
- بكل تأكيد.. فالاعلام له دور تنويري وتثقيفي واكتشاف مواهب الشعب من المبدعين في الصناعة والتجارة والفن والثقافة، وإلقاء الضوء على المؤسسات الناجحة من أجل تشجيعها والمؤسسات الخاملة من أجل تنشيطها، فالاعلام كالمرأة، من الممكن تسليطها بطريقة عبثية ومن الممكن تسليطها بطريقة هادفة، فأتمنى لكل قناة أو إعلامي أن يسير وفق برنامج عمل، وماذا سيقدم لمصر وللمصريين في الفترة الحالية، ويجب أن يتسابق الجميع من أجل بناء بلدهم ومستقبل الجيل الجديد.
أخيراً.. ما نصيحتك لحاكم مصر القادم؟
- أدعوه أن يحفظ قدر مصر التي زكاها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وأن يكون حاكماً عادلاً فلابد أن يكون العدل منهجه لأن شعب مصر لن يسمح لحاكم طاغ بالاستمرار في الحكم، ولابد أن يضع ما حدث لسابقيه في الاعتبار وأن يتخذ العظة ممن سبقوه، فقد قال الله تعالى: «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» فالحاكم أمين على الأمة وخادم للشعب ولابد من رعاية أمته وخدمة شعبه ومصالحه.
سيرة ذاتية
ولد د. سعد الدين مسعد الهلالي عام 1954م.
أتم دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية بالمعاهد الأزهرية في المنصورة.
التحق بكلية الشريعة والقانون عام 1973 وتخرج 1978.
حصل علي الماجستير بامتياز عام 1982.
حصل علي الدكتوراه في الفقه المقارن 1985م بامتياز مع مرتبة الشرف الأولي.
عين مدرساً بقسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون 1985م.
عين عميداً لكلية الدراسات الإسلامية بأسوان 1994.
تم انتدابه عميداً لكلية الدراسات الإسلامية بدمياط 1995.
تولي رئاسة قسم الفقه والأصول بكلية الشريعة بالكويت (2001/2003).
رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بالأزهر الشريف.
حصل علي العديد من الجوائز منها:
- جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي 2003.
- جائزة المنظمة الطبية للعلوم الإسلامية 2006.
- جائزة الدولة التشجيعية في مصر.
- جائزة النيل «مبارك سابقاً» عام 2010.
- جوائز وشهادات تقدير من جامعات الأزهر والكويت والعين بالإمارات.
له العديد من المؤلفات منها: «حقوق الإنسان في الإسلام»، و«المعاملات المالية المركبة» و«البصمة الوراثية وعلائقها الشرعية»، و«أحكام المسنين في الفقه الإسلامي»، و«موسوعة فقه الجنائز»، و«موسوعة فقه المخدرات»، و«الجديد في الفقه السياسي».
له العديد من البرامج الدينية أبرزها «مجلس الفقه الإسلامي» و«استفت قلبك».
له العديد من الكتابات والأبحاث والمقالات في الصحف المصرية والعربية والإسلامية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.