كنت أتمنى ألا يجىء اليوم الذى أجدنى أتذكر قصيدة أمل دنقل (لا تصالحْ!... ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى:..).. فأربطها بجماعة الإخوان الارهابية والصهاينة فى ذات الوقت فكلايهما الآن وجهان لعملة واحدة هى القضاء على مصر.. وخاصة ان الايام أثبتت بما لايدع مجالا للشك أن القطبية أو الفكر القطبي المنتسب إلى «سيد قطب» سيد قطب أصبح هو المحرك الرئيسى للإخوان المسلمين فما حدث منذ وصول الإخوان للحكم فى مصر والبلاد العربية إبان ما سمى بثورات الربيع العربى وإلى الآن يسير على درب تلك الأفكار، التى تكفر المجتمعات الإسلامية وتكفر الحكومات القائمة في بلاد المسلمين والتى تنتمى فكريا الى نهج التنظيم المغلق المسيطر على غالبية شباب الإخوان. وللأسف أن جماعة الإخوان الارهابية تعتبر هذا الفكر دستورها والغريب أن الرئيس المعزول كان واحدا ممن يقومون بتدريس هذا الفكر التكفيرى القطبى لشباب الاخوان وأفتخر بذلك فى العديد من اللقاءات الفضائية، بل إنه طلب كتب سيد قطب لترافقه فى سجنه وكأنه مصر على أن يكون المرجع الاول لافكاره معتمدا على إحياء الجهاد في هذا العصر وتكفير حب الوطن... (قرأت للأستاذ سيد قطب بعد وفاته, وعندما قرأت له عشت فى كتاباته فصارت جزءاً منى, والحقيقة أننى عندما قرأت للأستاذ سيد قطب وجدت فيه الإسلام, بما فيه من السعة والرؤية الشاملة للإسلام. هذه العبارات قالها محمد مرسي فى أحد حواراته) إننا أمام منهج وفكر تؤدى فيه فتوى صغيرة قد يكتبها سجين إخوانجي من زنزانة الى تكفيرك! ولكنهم مع كل هذا الهراء لا يقدمون شيئا علميا يدحض الحجة بالحجة فقط هم يكفرونك.. والمصريون كلهم كشفوا نفاقهم وسطحيتهم. واذا كانت الماسونية انتشرت في العالم كحركة سرية متلونة تتبع اساليب متناقضة تحت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة, فإن الاخوان في كل دول العالم هم الماسونية في الاسلام. فأفكارهم المتناقضة وتشويههم للاسلام الحنيف الشفاف الذي ترى باطنه من ظاهره هو أقوى دليل على ذلك. إن هؤلاء الارهابيين أول من نشر فكرة تكفير المجتمع الإسلامي وتكفير الحكام وتكفير المجتمعات، على يد سيد قطب، وأنهم جماعة تمارس في كل قطر عربي تبريرا لمواقف متناقضة مع جماعتها في قطر عربي آخر، حسب المصلحة وليس حسب القاعدة الشرعية. يملكون فكرا يعد من أخطر أنواع الفكر السياسي الإسلامي، معتمدا على الانتهازية السياسية فيتنقلون من النقيض إلى النقيض في المواقف.. أليسوا هم من تحالف مع نظام مبارك ثم انقضوا عليه.. أليس هم من رفضوا النزول فى ثورة 25يناير، ثم سرقوها، أليسوا هم من قابلوا اللواء عمر سليمان ثم اغتالوه على الأقل معنويا. إنهم يتكلمون عن السلمية ولكنهم يميلون إلى العنف ويستخدمون لغة التهديد والوعيد ويميلون إليها في تطبيق فكر الجماعة وخاصة الوصايا العشرين التي هي الركيزة الرئيسية للجماعة. وكان لمؤلف سيد قطب تفسير القرآن الكريم المسمى في ظلال القرآن أثر كبير على معظم قيادات جماعة الإخوان الحالية.. بل إن حركة الإخوان الارهابية ما زالت تحت تأثير الأفكار القطبية بمعزل عن الدولة منتهجين التكفير والعنف.. لقد ارتبط تاريخ الإخوان المسلمين بالعنف منذ نشأتهم، فملفهم ملىء بأكثر من حادثة اغتيال بشعة، مثل اغتيال رئيس الوزراء المصري الأسبق النقراشي باشا، والقاضي الخازندار ومحاولة اغتيال عبدالناصر وعشرات الاغتيالات الناجحة والمحاولات الفاشلة، وكانوا يبررون ذلك بأنهم في ما سموه بمرحلة «التمكين»، مستخدمين شعارهم وهو السيوف المتقاطعة وآية: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»، وهل هناك قوة في القرن العشرين، أكبر من طلقة مسدس بالرأس؟! وهو الأمر الذي برعوا فيه في تلك المرحلة، ولكن ما يصدم المراقب المحايد أن أسلوب العنف استمر في ممارسات الإخوان حتى بعد تمكينهم من الحكم!. وأحداث الاتحادية إبان حكم مرسى أقوى دليل على ذلك وأن العنف لا يكتفي بأن يبقى أداة مؤقتة تستعمل في ظروف استثنائية خاصة بل يتحول إلى نظام عام يستحوذ على الأجزاء المختلفة التي تشكل البنيان التنظيمي وبهذا يصبح العنف سلوكاً دائماً يتغلغل في أعماق النفس البشرية ليبنى كيانه الخاص ويصبح هو الفكرة التي تحرك الإنسان وذلك يفسر ما يفعله الإخوان الآن الميالون الى تقديس الفكرة الذاتية وإلغاء الآخر الذي يمثل الرأي الآخر. باختصار، فإن تعقيدات الوضع الحالى قد صنعت مناخًا عامًا سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا، تترابط حلقاته بإحكام، وتقود جميعها إلى استمرار العنف الإخوانى بل وتفاقمه. وهو ما يحلم به التنظيم الارهابى الدولى وأعوانه الصهاينة لأن هذا سيؤدى الى تبخر مشاريع الإنماء الاقتصادي والاستثمار الخارجي، وتترسخ الأزمة الاقتصادية، التي تعود على النسيج الاجتماعي بالمزيد من التدهور، وهذا ينعكس بدوره على الفضاءات الأمنية والسياسية، التي تقود إلى مزيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.. وهكذا تجد البلاد نفسها في حلقة مفرغة. وليس أمامنا الآن في مثل هذا الوضع إلا الإقدام بجرأة للضرب بقوة بدون استثناء للخروج من الأزمة المتفاقمة، التي تتخبط فيها البلاد بأسرها، وتهدد أواصلها بالتفكك.. فلا تأخذكم رحمة بكل من يعبث بأمن الوطن.