شاركت وزارة البيئة بالتعاون مع الجامعات المصرية من خلال الإدارة العامة للتنمية البيئية فى ندوة وورشة عمل بعنوان "تأثير الملوثات البيئية على مياه النيل". وأكدت المهندسة إلهام رفعت مدير عام الإدارة العامة للتنمية البيئية بوزارة البيئة أن الندوة تناولت مجموعة من الموضوعات منها أهم المؤثرات والملوثات البيئية لمياه النيل والتى تؤدى بدورها إلى تلوث مياه النهر وكيفية الحد منها، والطرق المختلفة لتوعية المواطنين بالحفاظ على مياه النيل من التلوث، كما تم إلقاء الضوء على التعاون المثمر بين جامعة أسوان وجهاز شئون البيئة والجامعة الألمانية فى مجال تجنب المخاطر البيئية لمياه النيل والحلول المثلى للحفاظ عليه. وأكد الحاضرين على أنه ورد خلال تقارير صدرت مؤخراً أن الملوثات الصناعية المنصرفة بالمجارى المائية المائية تصل إلى 270 طنًا يومياً أى أنها تعادل التلوث الناتج عن 6 ملايين شخص، وتقدر المخلفات الصلبة التي يتم صرفها بالنيل حوالي 14 مليون طن، أما مخلفات المستشفيات تبلغ حوالي 120 ألف طن سنوياً منها 25 ألف طن من مواد شديدة الخطورة، وأن مساحة مخلفات المنازل من الصرف الصحي سنوياً حوالي 5 مليارات متر مكعب يتم معالجة 2 مليار م3 منها فقط في حين أن هناك 3 مليارات م3 يتم صرفها بنهر النيل. وتبعات تلك الكميات الهائلة من الملوثات التي يتم صرفها بنهر النيل أوضحتها نتائج دراسة صدرت مؤخراً أجراها الدكتور أحمد نجم الاقتصادى بمجلس الوزراء مفادها أن هناك حوالي 17 ألف طفل سنوياً يموتون بالنزلات المعوية جراء تلوث المياه، وأوضحت الدراسة أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة مرضى الفشل الكلوي لدى المصريين بسبب تلوث المياه بدرجة تبلغ معها نسبة الإصابة بالمرض حوالى أربعة أضعافه بالعالم مشيراً إلى أن هناك13 ألف حالة فشل كلوى و60 ألف حالة سرطان مثانة نتيجة للتلوث0 وأوضحت الدراسة كذلك أن تلوث نهر النيل أدي إلى خسارة كبيرة بالإنتاج الزراعي وأن 50% من فاقد نهر الإنتاج الزراعي سببه الرئيسي يعود إلي تلوث المياه، وإذا كان نهر النيل يصيب أفراد الشعب بالعديد بالأمراض عندما يتناولون المياة الملوثة فكيف الحال مع الأحياء المائية، والأسماك التي تعيش بالنيل، وتتغذى به. وحصيلة نهر النيل من خسائر التلوث هي اختفاء 33 نوعاً من الأسماك التي تحيا بمياه النهر في حين أن هناك 30 نوعا آخر في طريقهم إلي الاختفاء، وتعتبر تلك الظاهرة مؤشرا شديد الخطورة ينبه بضرورة حماية الثرة السمكية والأحياء البحرية من التلوث الذي يدفع بها إلي الاختفاء والانقراض إضافة إلي أن النيل يقوم بدورة تتقلب خلالها مياهه كل عام وينتج عن هذه الدورة نفوق أعداد هائلة من الأسماك . ووفقا لتقرير صادر عن وزارة البيئة فإن الحكومة تخسر حوالي 3 مليارات جنيه سنوياً نتيجة لملايين الأطنان من الملوثات الصناعية والزراعية والطبية والسياحية التي تلقى بنهر النيل سنويا.