أكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح أن التضامن العربى وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية أمر ضرروى لاستعادة كل الحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة. وقال صبيح - فى كلمته اليوم الأحد أمام الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية والتسعين لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة - إن "توفير الدعم العربى المالى والسياسى للشعب الفلسطينى المقرر فى مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة والوزارى، أمر ملح وضرورى فى هذه المرحلة". وأضاف أن "العدوان الإسرائيلى المتواصل يتصاعد على الشعب الفلسطينى فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة .. كما تستمر إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) فى تنفيذ استراتيجيتها لتهويد القدس بكل الأساليب من تزوير لتاريخ المدينة المقدسة دينيا وثقافيا ومواصلتها للحفريات والأنفاق وبناء الكنس فى منطقة الحرم الشريف مع استهداف مكثف للمسجد الأقصى المبارك بهذه الحفريات والكنس والأنفاق التى تهدد بانهياره إضافة إلى العدوان على حائط البراق ومحاولة تقسيم المسجد المبارك على غرار المسجد الإبراهيمى فى الخليل". وأشار صبيح إلى مواصلة الاقتحامات اليومية للمتطرفين وسن القوانين العنصرية وإصدار الأوامر العسكرية الهادفة إلى تهجير أهلنا المقدسيين قسرا فى عملية علنية للتطهير العرقى، وتكثيف الاستيطان فى المدينةالمحتلة ومحاصرتها بجدار الفصل العنصرى لعزلها عن باقى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة. ولفت إلى أن الفترة الأخيرة وأثناء جولات مفاوضات الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى شهدت تصعيدا لهذا العدوان على الشعب الفلسطينى وأرضه ومقدساته فى الضفة الغربيةالمحتلة من مصادرة للأراضى وإعلان إقامة مزيد من الوحدات الاستيطانية وخاصة فى القدسالمحتلة ومزيد من القتل بالرصاص الحى والمداهمات والاعتقالات للفلسطينيين وتزايد عنف المستوطنين عليهم وتخريب ممتلكاتهم، وإجراءات باطلة للسيطرة على منطقة الأغوار الفلسطينية، إضافة إلى حصارها الظالم لقطاع غزة والمفروض منذ عام 2007. وأكد صبيح أن هذه الإجراءات العدوانية تؤشر على أن إسرائيل لا تريد السلام بل تعمل على إفشاله وأنها لا تعرف سوى استمرار الاحتلال ونكث الاتفاقيات وإنكار الحقوق الفلسطينية الثابتة وغير القابلة للتصرف بدعوى تحقيق الأمن بها .. هذا الأمن الذى تعيش هاجسه من منطلق إدراكها أنها لاحق لها فى فلسطين التى أقامت دولتها عليها بغير حق وأن هناك شعبا فلسطينيا هو صاحب الأرض والحق قامت بتشريده وتهجيره بمجازر وحشية عن موطنه فلسطين. وشدد على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هى أحد ثوابت القضية الفلسطينية وأن حل هذه القضية لن يتم إلا من خلال القرار 194 وأن أى محاولة للالتفاف حول هذه القضية لا يتم إلا من خلال هذا القرار وأن أية محاولة للالتفاف حول هذا القرار غير مقبولة ومرفوضة. وقال إنه "على المجتمع الدولى وإسرائيل أن تعى أن حل قضية اللاجئين هى أساس مهم لإقرار السلام فى المنطقة". وأشار إلى أن قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب فى سجون الاحتلال الإسرائيلى تظل من أهم القضايا التى تتابعها الجامعة العربية، لافتا إلى أن تلك القضية تمثل عنوانا لمعاناة الشعب الفلسطينى مع استمرار ممارسة سلطات الاحتلال الإسرائيلى لكافة الانتهاكات لنحو (4500) أسير فى سجونها من تعذيب جسدى ونفسى واعتقال إدارى وتنكيل وإهمال طبى وعزل انفرادى وإصدار للأوامر والأحكام القضائية العنصرية بما يخالف مبادئ القانون الدولى وحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة. وأكد صبيح الدور المهم الذى تلعبه وكالة "الأونروا" والتى تجسد الالتزام الدولى بقضية اللاجئين الفلسطينيين، مشددا على أن استمرار الوكالة فى تقديم خدماتها وفقا لمسئولياتها بموجب قرار إنشائها عام 1949 هو أمر ضرورى لأمن واستقرار المنطقة بأسرها. كما أكد على ضرورة دعم الأونروا خاصة فى ظل الأزمة المالية التى تتعرض لها وبدأت فى التأثير على خدماتها والحرص على عدم المساس بهذه الخدمات. وتناقش الدورة على مدى خمسة أيام عددا من القضايا منها قضية القدس، وجدار الفصل العنصري، والاستيطان والهجرة، ومتابعة تطورات الانتفاضة الفلسطينية ودعمها، واللاجئين الفلسطينيين، ونشاط وكالة الأونروا وأوضاعها المالية، والتنمية فى الأراضى الفلسطينية. ويشارك فى الدورة – التى سترفع توصياتها لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية فى مارس المقبل - ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين فى كل من مصر والأردن ولبنان وفلسطين ، إضافة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والمنظمة العربية للعلوم والثقافة (الالكسو)، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.