حان وقت الشعب المصري العظيم ليقول كلمته لمستقبل الوطن ومصيره.. حان وقت المصريين ليضعوا الوطن علي أولي خطوات الأمن والأمان والاستقرار من خلال التصويت علي الدستور أولي لبنات خريطة الطريق للمستقبل، المصريون خرجوا في 30 يونية ليقولوا «لا لحكم المرشد» وخرجوا في 3 يوليو ليضعوا الوطن علي طريق المستقبل من خلال إعداد دستور للبلاد وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. حانت ساعة الدستور بعد أن انتهت لجنة الخمسين من أعمالها بنجاح منقطع النظير في التوافق علي مواده.. وتمت إحالته إلي المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت الذي قام بدراسته وطرحه علي الشعب للاستفتاء عليه في 14 و15 يناير القادم.. عشرات الملايين التي خرجت في يونية ويوليو لتأييد الثورة وتوكيل الشرطة والجيش في التصدي للعنف والإرهاب.. مطالبين الآن للخروج للتصويت علي أولي خطوات الديمقراطية الحقيقية التي غابت عن البلاد أكثر من ثلاثين عاماً.. نحن علي موعد مع التاريخ في يناير القادم ليس للتصويت علي الدستور فقط.. ولكن لنثبت لكل المتشككين في ثورة يونية أن انحياز الجيش للشعب لم يكن انقلاباً بدليل هذه الملايين الغفيرة التي خرجت للتصويت ب «نعم» للدستور. يوم الاستفتاء يوم عزة وكرامة الشعب العظيم من أجل مستقبل مشرق لكل المصريين.. حان الوقت ليقول المواطن كلمته دون خوف أو رهبة.. دون رشاوي انتخابية وزجاجات زيت أو عبوات السكر والشاي.. الشعب علي موعد ليقول كلمته في الدستور الذي توافقت عليه القوي الوطنية من إسلاميين ومسيحيين وليبراليين واشتراكيين.. الأزهر قال «نعم» وحزب النور السلفي قال «نعم» والكنيسة أيدت وغيرهم من القوي الوطنية، توافق الجميع من أجل مصر ولم يشذ عن القاعدة إلا المنحرفون الذين لا يريدون خيراً لمصر.. الذين قالوا «نعم» للمرشد وصبيانه وينفذون أجندة الإخوان الدولية لإعادة السيطرة علي الوطن الذي فاق من غفوته بعد عام واحد من حكمهم وقام الشعب بطردهم شر طردة.. مصر التي علمت العالم وأبهرته بثورتين خلال ثلاث سنوات علي موعد مع التاريخ مرة أخري ليثبت له أن الحكم للشعب لا سلطان عليه غير ضميره وإرادته. نحن الآن أمام أهم خطوة علي طريق المستقبل علي طريق النماء والاستقرار وكفانا ما ضاع من وقت بعد ثورتي 25 يناير و30 يونية، الاستفتاء علي الدستور والموافقة عليه بأغلبية كبيرة ستخرس كل الألسنة في الداخل والخارج فلا صوت يعلو فوق صوت الشعب.. الشعب الذي أبهر العالم 25 يناير 2011 بثورة ضد نظام مستبد ظل 30 عاماً.. وأخري في 30 يونية 2013 ضد حكم المرشد وجماعته الإرهابية المتعطشين للسلطة والسيطرة علي مقدرات الشعب.. سيأتي بدستوره الجديد ويطوي هذه الصفحات المؤلمة في تاريخه ليبدأ الخطوة التالية نحو الاستقرار بانتخابات مجلس النواب أو الانتخابات الرئاسية أيهما يتم تحديده من قبل رئيس الجمهورية كما فوضه الدستور الجديد.. الاستفتاء علي الدستور الجديد ب «نعم» معناه أن الشعب كله لفظ الإرهابيين المتمسحين في الدين والذين لم يفعلوا شيئاً للدين أو الوطن خلال عام كامل من حكمهم.. يكفيهم سوءاً أنهم قاموا ببيع الخمور المصادرة في الجمارك في المزاد بدلاً من إعدامها.. يكفيهم عاراً أنهم جددوا تصاريح العمل للكباريهات ثلاث سنوات دفعة واحدة بدلاً من التجديد كل عام.. وفوق ذلك أين إنجاز المرشد ونوابه ومكتب الإرشاد في مجال الفكر الديني؟.. هل سمعنا عن مؤلف واحد للدكتور بديع في الفقه الإسلامي أو لغيره من الإخوة؟ دستور مصر الجديد يؤكد هويتها الإسلامية وأن السيادة للشعب وأن الدين لله والوطن للجميع، لا تمييز بين المواطنين، جاء بمواد راقية في مجال الحريات العامة والعدالة الاجتماعية وأنصف العامل والفلاح والمعاقين.. لأول مرة يحدد الدستور نسباً محددة من الدخل القومي للصحة والتعليم والبحث العلمي والتعليم العالي.. الدستور ألزم الحكومة بشراء المحاصيل الرئيسية من الفلاح الذي أهمل عشرات السنين وكادت أرضه تبور بعد أن شحت مياه الري وظهرت الأسمدة الأزوتية في السوق السوداء فقط، بحيث أصبحت الشيكارة المسعرة ب 50 جنيهاً تباع بمائتي وأكثر.. انتهي زمن الإفقار المتعمد للفلاح وأصبح من حقه الحصول علي خدمة التأمين الصحي ومعاش شهري طبقاً للقانون.. منذ الإعلان عن الانتهاء من مسودة الدستور وتقديمها لرئيس الجمهورية للدعوة للاستفتاء عليه والمخربون يسعون لخلق مزيد من الإرباك في الشارع والخوف للمواطنين.. من أجل منعهم من النزول لإبداء رأيهم.. ولكنهم لن ينالوا منا شيئاً لأن الرب واحد والعمر واحد. ما يحدث من إرهاب في الشارع كل يوم جمعة، وما يحدث من عمليات إرهابية قذرة في سيناء ضد جنود الجيش والشرطة، وآخرها ما حدث بضرب معسكر للأمن المركزي في الإسماعيلية واستهدافه بسيارة مفخخة، ما أودي بحياة جندي وإصابة أكثر من 30 آخرين، لن يرهبنا ولن نخاف لأننا نؤمن بأن لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. ما يحدث في الجامعات الآن علي يد قلة من طلبة الإخوان لن يوقف مصر عن التطلع للمستقبل.. فما يفعله هؤلاء هو لعب عيال ويجب أن يتم وقفهم طبقاً لقانون الجامعات الذي يتيح لإدارة الجامعات التخلص من العناصر الفاسدة والمشاغبة.. وطبقاً للقانون الجنائي بتقديمهم للمحاكمة جزاء ما أجرموا في حق جامعاتهم والوطن. سينزل الشعب ليقول «نعم» للاستقرار والمستقبل المشرق للأبناء، «نعم» لوثيقة محترمة تعبر عن وطن عظيم نأخذ بيده نحو الاستقرار والديمقراطية، ونحن في ذكري عيد النصر في 23 ديسمبر 1956.. يوم لقن الشعب درساً للعدوان الثلاثي ممثلاً في بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وانتصرت إرادة المقاومة الوطنية في بورسعيد ومدن القناة.. ندعو بالنصر لمصر يوم الوطن والمصير.. وعلي كل من يفكر في إفساد الاستفتاء علي الدستور أو القيام بعمليات إرهابية أن يفكر ألف مرة لأنه لن يواجه الشرطة والجيش وحدهما.. ولكنه سيواجه الشعب العظيم الذي بهر العالم صاحب الثورتين وقاهر المفسدين وساعتها لا يلومن إلا نفسه.. سنحيا كراماً ونعيش أحراراً ونموت شهداء في سبيل الوطن.. فهل يعود المارقون إلي حضن الوطن؟ TALAAT3030YAHOO.COM